الشرق اليوم- إن الوباء الذي اجتاح العالم منذ أشهر يمكن أن يؤدي إلى تعطيل سلاسل الإمدادات الغذائية، مما سيؤثر سلباً على المزارعين والمعالجين وخدمات الشحن وتجار التجزئة والكيانات الاقتصادية الأخرى.
صرّح المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو”، الصيني تشو دونغ، بأن أرفف المحلات الكبرى ممتلئة في الوقت الراهن بالسلع، على الرغم من الحظر المفروض من قبل العديد من البلدان للحد من انتشار الفيروس.
وحسب تشو دونغ، فإن قطاع النقل البحري الدولي قد أبلغ عن حدوث تباطؤ في الشحنات بسبب إغلاق الموانئ هذا إلى جانب العقبات اللوجستية، مما يعرض منتجات بعض المصدرين للتلف ويكبدهم خسائر مالية هائلة. نتيجة لذلك، قد ينشأ في شهر مايو ويونيو نقص في الغذاء العالمي؛ بسبب احتمال عدم تمكن المزارعين من بيع منتجاتهم للعملاء الأجانب. فعلى سبيل المثال، ستتمكن الصين من حماية نفسها من الأزمة؛ بسبب إنتاجها لكميات كبيرة من الأرز والقمح، لكنها لا تخفي اعتمادها على واردات محاصيل معينة، مثل فول الصويا، مما قد يؤدي إلى زيادة حادة في أسعاره.
لذا إن العديد من الدول ستراجع سياساتها المحلية بشأن حماية الأغذية والسلع، حتى تتمكن من حماية نفسها في حال نشوب موجة أخرى من الوباء. كما أن مستوى الزراعة الوراثية والزراعة الصناعية، بما في ذلك الري بالتنقيط، تتيح زيادة الاكتفاء الذاتي من الغذاء حتى في البلدان التي تعاني من ظروف مناخية قاسية. وقد نجحت مصر، مثلا، في زراعة البطاطس بل وحتى تصدير جزء منها إلى روسيا.
بالنسبة للاقتصادات ذات مستوى تكنولوجيا منخفض، أشارت الصحيفة إلى أن التطوير المكثف للإنتاج الغذائي يوفر فرصة لتحسين جودة الحياة. ويرى دكتور العلوم الاقتصادية في جامعة جورج ماسون، أوستن ميدلتون، أن الوضع اليوم يكرر إلى حد كبير العمليات الاقتصادية التي حدثت في سوق النفط على مدى السنوات العشرين الماضية. فعلى سبيل المثال، يعتبر النفط المكرر من الصخر الزيتي في داكوتا الشمالية أكثر تكلفة من النفط التقليدي في روسيا أو في المملكة العربية السعودية.
وفي مناطق كبيرة من إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، سيتدهور مناخ إنتاج الحبوب بالتوازي مع تغير المناخ. وقد لوحظ أن النمو الديموغرافي في هذه البلدان يضطر السياسيين لاتخاذ بعض التدابير. بأمر من حكومة زيمبابوي، توصل علماء النبات في جامعة فاخينينجن إلى استنتاج مفاده أنه من الممكن زيادة إنتاج الذرة والسورغم والثمام والفول السوداني بواسطة استخدام أنواع جديدة من الكائنات المعدلة وراثيًا المقاومة للجفاف واستخدام أكثر كفاءة للظروف الطبيعية.
في جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا، ينمو إنتاج الذرة بمعدل متسارع خاصة في المناطق التي كانت تعتبر بشكل عام مناسبة فقط للسورغم والثمام. ومن غير الصائب الثناء على الاستراتيجية الزراعية للعديد من البلدان النامية في إفريقيا وآسيا، غير أنه تم إحراز تقدم في الاكتفاء الذاتي من الطعام.
ويوجد حاليا منافسون جدد في سوق الأغذية العالمية تدعمهم المراكز الزراعية العلمية الرائدة. وقد كشفت تجربة زيمبابوي أن الربحية تتزايد في المقام الأول بسبب استخدام مواد زراعية عالية الجودة ومعدات إنتاج ذات مستوى العالي من الأتمتة. وتجدر الإشارة إلى أن اللوجستيات عند المنتجين والمزارعين معطلة اليوم، ويتعلق ذلك بالحبوب ومنتجات وقاية النباتات الكيميائية وقطع غيار المعدات التي تعتمد روسيا بشكل كبير عليها.
المصدر: “سفابودنايا براسا” الروسية