الرئيسية / الرئيسية / قراءة في المخفي والمُعلن في حرب فيروس كورونا

قراءة في المخفي والمُعلن في حرب فيروس كورونا

بقلم: د. سليمان أحمد

الشرق اليوم- كثرت التخمينات واختلفت الآراء، وتباينت التحليلات حول فيروس كورونا، هل ظهور فيروس كورونا فجأة كان أمراً طبيعياً؟ أم أن ظهوره كان أمراً مدبر؟ ما مصدره؟ وما الأهداف والغايات من انتشاره في العالم؟ وكيف وظف سياسيا واقتصادياً؟

لقد قُدمت سيناريوهات مختلفة واحتمالات متباينة في تفسير ظاهرة كورونا، فالبعض عدها عقاباً إلهياً، والبعض الآخر أدخلها في إطار “نظرية التهويل السياسي” وثالثٌ أدرجها في خانة “نظرية المؤامرة السياسية” ضمن الحرب الاقتصادية بين العمالقة!

لقد فسر رجال الدين ظاهرة كورونا، من وجهة نظر لاهوتية، وألبسوها رداءً دينياً، فاعتمدوا خطاب الوعيد ونظرية “نهاية العالم”، فعدوا الفيروسات جنود الله على الأرض، وأن الناس قد ابتعدوا عن الله، فابتلاهم بهذا الوباء، عقاباً لهم ليتذكروا الله، ويتوبوا إليه، فكان فيروس كورونا عقاب إلهي للصين كدولة شيوعية ملحدة، واضطهادها للمسلمين، عاقبها الله على فعلتها. والبعض الآخر روج للسحر والتنجيم وقراءة الطالع لكبح جماح كورونا وشروره. بعدما انتشر الرعب والخوف، وأجج حالة من الهلع في جميع أنحاء العالم.

أما أصحاب “نظرية التهويل السياسي” فقد ابتعدوا في تصوراتهم، وذهبوا إلى أن المستفيد الوحيد من أزمة كورونا العالمية، هي الأنظمة الدكتاتورية، حيث سمحت لها الظروف التنكيل بشعوبهم، فتعمدوا في انتشار كورونا إلى بلادهم، واستغلوا خطر كورونا كل الاستغلال لقمع شعوبهم، وجعلهم في حالة من الرعب والخوف، لكم الأفواه، والتخلص من المعارضين، ونهب الثروات في ظروف انشغال العالم بجائحة كورونا. وهذه الحكومات تفتقر إلى الشفافية والمصداقية طبياً، في الإفصاح عن عدد الوفيات أو حاملي الفيروس والمصابين. فكانت أزمة كورونا بمثابة المخلص للأنظمة الاستبدادية.

فالمعلن والظاهر بين الناس، أن فيروس كورونا الذي ظهر في الصين، هو وباء أو عدوى سريعة الانتشار، ولكن أشد فتكاً من الإنفلونزا والطاعون والجذام والجرب…، يجب الحذر والحيطة منه، وتنفيذ إرشادات الأطباء، بهدف تجنبه. وقد اعتنق هذه النظرة السطحية العفوية السواد الأعظم في العالم.

إلا أن التفسير المنطقي العقلي لا يقتنع بهذه الضحالة الفكرية لتفسير ظاهرة كورونا، وانتشارها السريع في جميع أنحاء العالم، وحصدها للآلاف من أرواح البشر، وتدميرها للاقتصاد العالمي. فما خفي كان أعظم، فالجانب الخفي وغير المعلن من كورونا، أشد فتكا وتأثيرا على الإنسانية، إنها الحرب الصامتة بين عمالقة الاقتصاد.

نحن لا نتبنى نظرية التهويل السياسي، ولا التفسيرات الدينية للظاهرة الكورونية، فمن خلال تتبعنا للتصريحات، والتحليلات السياسية، ورصدنا لمجرى الأحداث، ومحاولاتنا تفسير تصريحات السياسيين، وتحليل دلالات التراشق الكلامي الأمريكي-الصيني، والاتهامات المتبادلة بين العملاقين، سنحاول الكشف عن المستور في ظاهرة كورونا ونقدم تحليلاً سياسيا يقوم على أسس فلسفية عقلانية، تربط النتائج بالمقدمات.

لاشك أن فيروس كورونا له وجود واقعي، فهو جُسيم أو كائن بيولوجي طبيعي، مثل كل الفيروسات الأخرى، كالإنفلونزا وغيره كثير، لكن ما هو غير طبيعي، وغير مألوف، ويثير القلق والتساؤل، لماذا ظهر كورونا في هذا التوقيت في الصين تحديدا، وفي مدينة ووهان حصراً؛ المركز التجاري العملاق! ولعمري أن فرضية انطلاق كورونا من سوق المأكولات البحرية في ووهان فرضية سطحية وباطلة، قُدمت لأصحاب التفكير الساذج؟

نحن نذهب إلى الاعتقاد أن فيروس كورونا الحالي؛ هو فيروس مُخلق أو مُهندَس صناعياً، تم التلاعب بجيناته مخبريا بموجب أتفاق بين “أعضاء مجلس ادارة العالم” والدولة العميقة في أمريكا،  وبخطة محكمة ومدروسة بدقة وعناية. وقد تبدو هذه الرؤية مغالية أحياناً، ومتطرفة احياناً أخرى. بيد أن المتابع المدقق لمجريات الأحداث السياسية، سوف يقتنع بتحليلنا.

لقد كانت شخصية ترامب، ومنذ الوهلة الأولى لظهوره على المسرح السياسي، شخصية مريبة وغير واضحة، وأصبحت مثيرة للقلق منذ انتخابه. لقد أُثيرت الكثير من الشكوك حول فوزه بالانتخابات، تدخل قوى خارجية لصالحه، وتحفظ غالبية رؤساء العالم على توليه للسلطة في أمريكا، فهذه القرائن لها دلالاتها العميقة تجاه شخصية ترامب، كما أن انعدم خبرته في السياسة وتصريحاته المتناقضة، والسلوك العنجهي المتغطرس في التعامل مع الشخصيات وقادة الدول، هذا بالإضافة إلى كونه جشع، وغريب الأطوار وصاحب تصرفات غير مألوفة في سلوك الرؤساء. إن كل هذه السمات من وجهة نظر علم نفس الشخصية، ولغة الجسد، تجعل من ترامب الشخص القوي المؤهل وبدون منازع لتنفيذ خطة القتل الجماعي بفيروس كورونا.

ما يُعزز رأينا بـ “نظرية المؤامرة السياسة” هو تحليلنا لمواقف ترامب تجاه الصين، وكيّل الاتهامات لها. فمنذ اليوم الأول لتسلمه الرئاسة ظهرت بوادر الحرب الاقتصادية مع الصين تظهر إلى العلن، فكل ما سمحت له الفرصة هاجم الصين،  وتحدث عنها سلبا، مثل سرقة التكنولوجيا الأمريكية، والضرائب الجمركية على البضاعة الصينية وغيرها الكثير من القضايا الاقتصادية. ولكن بعد أن أدركت الدولة العميقة في أمريكا أن الاقتصاد الصيني أخذ يتعاظم دوره بقوة عالميا، وأصبح منافساً وبقوة للاقتصاد الأمريكي، وأخذ يتمدد في مناطق النفوذ الأمريكية، ويكتسح أمريكا في الشرق الأوسط وفي اسيا، وأن الصين تسعى لتكريس موقعها كقطب عالمي جديد الى جانب أمريكا، أوعزت الدولة العميقة بالاتفاق مع زعماء” مجلس إدارة العالم” الذي يُدير خارطة العالم سياسياً واقتصادياً، أوعزوا إلى ترامب لتنفيذ خطة كورونا بشقيها الصيني-الإيراني والأوروبي. فالسيد ترامب ما هو إلا منفذ للخطة المرسومة التي تم تحديد موعدها وتوقيتها.

لقد وكانت بداية الخطة من ووهان، لينتشر منها الفيروس القاتل في كل انحاء الصين، وتغلق بسببه كافة المعامل، بحجة كونها أصبحت مركزا للعدوى، ويتوقف التعامل معها تجارياً، ولان الصين أصبحت موبوءة، سيطالب العالم بعزلها وحصارها، فتنهار اقتصادياً، وينتشر الفيروس في العالم، (طبعاً مع اعتقاد الإدارة الأمريكية المتمثلة بالدولة العميقة، إبقاء الفيروس تحت السيطرة والتحكم به، واستخدامه وسيلة للضغط والتهويل)، وفي هذه الأثناء، تُحمل الصين كل المسؤولية أمام العالم، وتظهر في موقف الضعيف عالمياً، وبذلك تكسب أمريكا الحرب عبر لعبة كورونا، وتحقق غاياتها وأهدافها، وتضعف منافسها الجيوسياسي، وتبقى الحرب سرية مخفية وصامتة بدون ضجيج، لا تطلق فيها أمريكا طلقة نارية واحدة.

وهكذا تكسب أمريكا الحرب، وتعزز موقعها كقطب أوحد عالمياً وتبقى في مركز الصدارة بدون منافس، وتتحقق نظرية فوكوياما “في نهاية التاريخ”، حيث سيتوقف الزمن عند أمريكا، لأن الحضارة الأمريكية من القوة ما لا تدانيها حضارة أخرى حسب رؤية هينتكتون في كتابه “صدام الحضارات”.

وهكذا يكون الفيروس قد حقق انتشارا واسعاً، وانتقل إلى أوروبا أيضا، لتنفيذ الشق الثاني من الخطة، وهي التخلص من كبار السن والعجزة والمتقاعدين، والذين يستهلكون ولا ينتجون، ويشكلون عبء ثقيلاً على الاقتصاد الأوروبي والأمريكي، ولا فائدة منهم. ونظراً لتدني مستوى المناعة عند هؤلاء، سيفتك بهم كورونا فتكاً شديدا، وسيقضي على غالبيتهم، ويتخلص منهم العالم الغربي. وبهذا تلتقي مصالح الصديقان اللدودان، أمريكا وأوروبا. ولكن “حساب الحقل لم ينطبق على حساب البيدر”.

فالعبقرية الصينية التي كشفت الخطة الأميركة مؤخرا، عالجت الفيروس بكل حكمة ودراية، وتخلصت من الوباء بكل تقانة وحرفية، تعود المعامل الصينية إلى العمل بكل طاقاتها الإنتاجية، وتعويض خسارتها الاقتصادية، فيدخل إلى خزينتها في فترة زمنية قصيرة، مليارات من الدولارات من بيع المواد الطبية للعالم بأسره، بما فيها أمريكا التي قرصنت بعض المواد الطبية عبر عملائها والتجار المضاربين، وتساهم الصين عالمياً في المساعدات الإنسانية، وتتبرع ببعض المواد الطبية إلى الدول الأوروبية (إيطاليا وغيرها).  ولكن في المقابل “ينقلب السحر على الساحر”، فينتشر الوباء في كل أوروبا وأمريكا انتشار النار في الهشيم، ويتأخر ترامب  في اتخاذ الإجراءات الوقائية الاحترازية، وفقا لما يُملى عليه، ويتعاظم انتشار كورونا بين العسكريين والمدنيين، وتُعلن أن بعض الولايات الامريكية أصبحت منكوبة، ويزداد عدد الوفيات إلى أرقام خيالية، فيجن جنون ترامب، ليكيل التهم إلى الصين ويسمي الفيروس بـ “الفايروس الصيني” أو “فيروس ووهان” على مبدأ “قتلني وبكى، وسبقني واشتكى” دافعاً عن نفسه التهمة. مما دفع المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية لاو تشي جيان ليعلن أن لدى الصين أدلة مثبتة، وقرائن قوية، حول مسؤولية الاستخبارات المركزية الأمريكية عن نشر فيروس كورونا في الصين، والذي تم اكتشافه في عام 2015 ومن ثم اجراء تعديلات على جيناته في عام 2019. وفي يوم الثلاثاء 7/4/2020 كتب هو شيجين، محرر صحيفة “غلوبال تايمز” القومية، إن “نظرية المؤامرة” قد ظهرت في الصين، فالولايات المتحدة مسؤولة عن تفشي كورونا، وكتب على ’’تويتر’’: ” لماذا الصين دائما؟ ولكن معظم الصينيين لا يصدقون ذلك”. ومن ناحية أخرى كانت الاستخبارات العسكرية الروسية قد أشارت إلى وجود مركز “لوكار” الأمريكي في جورجيا للاختبارات الجرثومية، وأعربت عن قلقها تجاه تحركات مريبة لطائرات أمريكية كانت تنقل حشرات محملة بالجراثيم، بما يُخالف القانون الدولي للحد من انتشار الأسلحة البيولوجية السامة.

وكان الإعلام الروسي قد اهتم بشكل كبير بظاهرة كورونا، وتحدث عن “المؤامرة الأمريكية” في هذه الكارثة، حيث عمدت القناة الحكومية الأولى، أحد أبرز القنوات التليفزيونية، إلى تخصيص فقرة ثابتة لتناول “المؤامرة الغربية” بشأن الفيروس، وقد صرح مقدم برنامج “الوقت” لا يمكن استبعاد أي من الاحتمالات المتعلقة بدور الولايات المتحدة في نشر الفيروس. كما عرضت رأي لأحد الخبراء يقول: ’’إن سلالة فيروس كورونا الصيني مُخلق صناعياً، وإن المخابرات الأمريكية وكبرى شركات الأدوية تقف وراء ذلك’’. بيد أن النائب الروسي البارز فلاديمير جيرينوفسكي، زعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي، يضع فيروس كورونا في سياق الحرب الاقتصادية بين أمريكا والصين، ملمحاً إلى نظرية المؤامرة الامريكية، قائلاً: إن الفيروس “استفزاز أمريكي للصين”.

وبالإضافة إلى آراء الحكومات وبعض المسؤولين التي سقناها سالفاً، سنحاول مقاربة المشكلة من وجهة نظر براغماتية مما يجعل رأينا في “المؤامرة الامريكية” أقرب إلى الصواب.. إن تتبع خارطة انتشار فيروس كورونا، يُظهر بشكل واضح أن أكبر المتضررين من الفيروس هم أعداء أمريكا، مثل: الصين وإيران بدرجة أولى، ومن ثم بعض دول شرق اسيا ذات الحضور الاقتصادي القوي بعد الصين مثل: ماليزيا وكوريا الجنوبية واليابان.

العالم ما بعد أزمة كورونا

نتيجة لتلبد الأجواء السياسية بين العملاقين، الصين وأمريكا، ونظرا لتعرض العالم لهزة قوية بموجب تبعات كورونا، مثل زيادة معدلات الوفيات إلى مستويات مرعبة، في العالم التكنولوجي المتمدن! والخراب الاقتصادي الذي ألمّ بالعالم، وغيرها من المعاناة، فإن خارطة العالم ما بعد أزمة كورونا، سوف تتبدى باعتقادنا في أربع مستويات، سياسياً، واقتصاديا، واجتماعيا – أخلاقياً وأخيرا صحياً.

على المستوى السياسي:
ظهرت في الآونة الأخيرة بعض التحليلات إلى الاعتقاد أن أمريكا بعد كورونا سوف تدخل مع الصين في معركة عسكرية محدودة النطاق إلى حد ما، تُجبر الصين على الجلوس مع أمريكا، للتفاوض معها على الكثير من القضايا العالمية، وفي مقدمتها القضايا الاقتصادية وحقوق الملكية الفكرية، ومناطق النفوذ…

ومع احترامي وتقديري لأصحاب هذه التحليلات، فإنني أجزم أن الحرب بالمعنى العسكري، بإطلاق الصواريخ والطائرات، والاشتباك بالأسلحة بين عمالقة العالم، قد ولت إلى غير رجعة، لأن الحرب ليست في مصلحة أياً من الدول العظمى، فالكل يُدرك سلفاً وبشكل جيد ان هذه الحرب ستكون مدمرة للجميع، ولا يوجد فيها طرف منتصر، والكل خاسر، هذا بالإضافة إلى أن ترامب المهزوم في معركة كورونا، سيكون ضعيف سياسياً لأنه خسر الحرب الاقتصادية مع الصين، وغير قادر على اتخاذ قرار الحرب مهما كانت الظروف، ولا سيما أن شعبيته بدأت تتراجع بقوة في الآونة الاخيرة، ومن ثم فهو غير مضطر للمغامرة بالحرب في كافة الأحوال، اللهم إلا إذا ارتكب حماقة المهزوم. ومن هنا تبطل مشروع الحرب ومبرراتها!

نتوقع أن ترامب منفذ مؤامرة كورونا، سوف يُتهم بالتقصير من قبل الشعب الأمريكي وسيكون كبش الفداء، وسيخسر الانتخابات، وبالتالي يُغيب عن المشهد السياسي الأمريكي.

حقاً بعد أزمة كورونا، سيحصل في العالم بعض التغيرات السياسية الخجولة. وصحيح أن دول العالم سوف تجلس للحوار، لتنقية الأجواء السياسية المتلبدة، الناشئة عن أزمة كورونا، لوضع الخطط الاقتصادية لتجاوز آثار الأزمة بهدف الدخول في مرحلة جديدة من الشفافية والانفتاح. ولكن للأسف ستكون التطلعات والانفراجات مخيبة للآمال، وحلم بعيد المنال، وهو أقرب إلى حوار الطرشان. فالعالم لم يتعلم من تجاربه، ولم يستفيد من الأزمة، ولن تحدث انفراجات كبيرة باستثناء تغيرات طفيفة على صعيد الحوار السياسي.

على المستوى الاقتصادي:
سيدخل العالم في انكماش اقتصادي حاد، وسوف تنهار الكثير من المؤسسات، وبموجب ذلك ستُفقد الكثير من فرص العمل (إشارت الاحصائيات الأمريكية إلى فقدان 17 مليون فرصة عمل حتى تاريخ كتابة هذا المقال)، وسينتشر الفقر، ويُصبح العالم المتمدن، عالماً يستحق الشفقة.

أما على المستوى الاجتماعي والأخلاقي:
على الصعيد الجمعي، أظهرت أزمة كورونا الكثير مما خفي في العالم الغربي، أظهرت هشاشة أوروبا وأمريكا، وعدم قدرتهما على التصرف جماعيا في الأزمات، وافتقاد التماسك الاجتماعي والتضامن المشترك بينا، إلى حد أن إيطاليا فكرت جديا الانسحاب من الاتحاد الأوروبي الذي بدى ضعيفا لا حول له ولا قوة. لقد أظهرت أزمة كورونا انتشار الذعر الاجتماعي، والسلوك اللا-أخلاقي بين دول العالم، التي عبرت عن سلوكها المتدني بقرصنة المواد الطبية بين الدول الأوربية بعضها بعضا، ومن ثم بين أوروبا وامريكا من جهة ثانية. فالأخوة الإنسانية بين الدول استُبعدت تماماً اثناء الأزمة.

إن التماسك والتعاون بين دول الاتحاد الاوربي، سيحتل مساحات واسعة من النقاشات الاوروبية، وسوف يحقق نتائج إيجابية.

أما على الصعيد الفردي، ونتيجة لفقدان وظائف العمل، سينتشر الفقر والبطالة، وسوف تزداد الجريمة إلى مستويات قياسية، فالحجر الصحي خلال الأزمة كشف عن هشاشة تماسك الأسرة، المهددة بالتفكك، لذلك سوف تسود المجتمع حالة من الاستيلاب والاغتراب عن الذات، وينتشر اليأس والقنوط والقلق وجلد الذات، فتنتشر الأمراض النفسية، فيزداد معدل الانتحار في العالم.

وعلى المستوى الصحي: سيكون ثمة انفراج إلى درجة ما، ويحصل تفاعل إيجابي بين دول العالم على صعيد الصحة العامة، ومكافحة الأوبئة وانتشار الأمراض، ففي هذا المضمار ستتخذ المؤسسات الدولية إجراءات عملية وصارمة بهذا الخصوص.

ويبقى الحوار مفتوحاً…
هل يمكن اعتبار أزمة كورونا صيرورة طبيعية للوجود، في مقابل نقص الموارد الطبيعية في العالم؟ أم أن كورونا تدخل في إطار المؤامرة الاقتصادية السياسة، خطط لها المجلس الماسوني “لإدارة العالم”، وأوكل إلى ترامب مهمة تنفيذها؟ ويظل تساؤلاً إشكالياً مشروعاً، تجيب عنه روسيا الصامتة، والتي تبدو كمالو أنها تعرف حيوط اللعبة بشكل عميق.

شاهد أيضاً

أوكرانيا

العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– فى العادة فإن الاستدلال عن سياسات إدارة جديدة يأتى من …

2 تعليقان

  1. و ما اتيت من العلم الا قليلا.( و فوق كل ذي علم عليم) صدق الله العظيم

  2. لخضر طلاس الجزائر

    تحليل جميل ورائع، لكن رغم كل هذا فهو بمشيئة الله عزوجل ولا يجحد هذا إلا كافر مصداقا لقوله تعالى بسم الله الرحمان الرحيم “هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ۚ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا ۖ وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ” سورة الحشر الآية (2) .