بقلم: د. قحطان الخفاجي
الشرق اليوم- ينبري بيننا من يدعي النصحَ للثوار “ليحسنوا” القرار والتدبير. ويدعو لقبول بمرشحٍ آت، ولتركِ “العناد” وإظهار شيئاً من تغيير، بإعتبار الإطالة لا تخدم، وجعبة الساسة قد تفرغ من بديلٍ ظريفٍ” قدير”.
نقول بعد الإتكال على الله، فله وحده تمام التدبير.. بين الإصرار والعناد في المواقف فرق كبير.. هكذا يعي العقلاء وكذلك رجال ساحات التحرير.. فهم لن يرفضوا من أجل الرفض ولا لسوءِ تقدير.. ولا من أجل إرضاء نَزعَةً ولا لموقفٍ ذاتي أو تشهير. بل لتأكيدِ الثوابت، ولإرشادِ من بيدهِ التدبير. علهُ يعي ما ينبغي للخلاصِ حقاً ويُحسِن بذلك التقدير، ولا يلهوَ بارضاءِِ فاسدٍ متنفذٍ طائفي، أو عميلٍ حقير. أو طاعةٌ لطرفٍٍ خارجي، يُضمر لنا في جوفهِِ السعير.
ولأن الإصرار على الحقِ حقٌ، والثباتُ صوتٌ هدير. فالثورةُ ترفضُ كل مرشح ٍسرقََ زادَ الفقير ، وساهمَ بعمليةٍ سياسيةٍ حولت العراقَ لبلدٍ لايملك قطمير. بلدٌ تجولُ به مخابرات العالم دون رادع ولا تحذير. وتتحكمُ به إراداتُ الغير، وهو للأسف حزين كَسير. فالشعب يرفض، وبرفضه الواعي مسؤوليةٌ وحسنُ تقدير. وليس تعنتاً أو لعبةً كما يظن من تفكيرهُ قصير.
الشعبُ يرفضُ الزرفي كعلاوي، بصوتٍ عالٍ وموقفٍٍ جدير ويرفضون الكاظمي، وما هو عن سابِقيهِ بفارق كبير .. فأولئكَ أن كانا جدليين مجربين فاسدين فالثالث أسوء من ذلك بكثير.. فهو رئيس لجهازٍ معنىٌ بتدخلاتِ الغيرِ التي صَيَّرتْ بلدنَا لها أسير. بوقتٍ يعلم الكل أن للمحاصصةِ دوراً بمن لهذا الجهاز يدير. فكيف وصل لسنامهِ في وقتّ لايعني فيه مستقلاً حتى لو خفير. كيف يقال عنه مستقلاً، وكيف يقال وطنياً وهو صنيعٌةً للسي آي أي خطير. ترفضه الثورة حتماً، وسترفض كل سياسيٍ مجرب، صغير كان أم كبير . وترفض كل مدلسٍ يلبسوه ثوباً مزركشاً ولو جاءوا به من كشمير.
فيامن تتحدث عن ترشيحات الحكومة، وعن مواقف ساحات التحرير. إعلم، أن ترشيحات السياسيين كانت ابداً هي قلة إحترام وسوء تدبير. فهي نتيجة لمساجلاتهَم وتوافقاتهم، ولاسيادهم بذلك دور كبير. و إنتاج ذاتهم، والإبقاء على “نعيمٍهم” المزيفٍ، هو همهم الأول والأخير.
وأعلم يا أخي أن مواقف الثوار – كانت وتبقى – ثباتٌ وحُسنَ تقدير. مواقفٌ وطنيةٌ عُجِنَتْ بآهاتِ الثكالي ودمِ الشهداءِ، وأملٌ كبير. لتُزهر أرضَ السوادِ وطناَ، واحداً قوياً و عصياً على كل حاقدٍ طامعٍ حقير.