بقلم: د. عدنان الشريفي
الشرق اليوم- بسبب غياب الرؤيا السياسية والارتباك والتخبط لدى اغلب المتصديين للقيادة السياسية للمكون الشيعي وعجزهم عن الاتفاق على مرشح والثبات عليه رشح السيد رئيس الجمهورية السيد عدنان الزرفي وهو يعلم انه سيجابه بالرفض لكنه أراد بترشحه هذا مقدمة لترشيح السيد الكاظمي ولكن السؤال لماذا السيد الكاظمي رشح من السيد الرئيس؟ في الأصل السيد الكاظمي حينما عاد من امريكا عاش في السليمانية بعد عام 2003 وكان قريبا جدا من الحزبين الكرديين ويقال انه كان من كوادر حزب السيد البرزاني لذلك استخدم رئيس الجمهورية لأول مرة كلمة كاكه مصطفى وهي مفرده لم يقلها للمكلفين الثلاثة قبله ومن ضمهم السيد عبد المهدي وهو تعبير عن مدى قرب السيد الكاظمي من الكرد لكن كلمة السر ليس هنا وهي في من اقنع إيران الرافضة للكاظمي ومن اقنع الأحزاب والفصائل التي اتهمته بالتآمر؟
إنه الرجل الأقوى في الحلبة السياسية العراقية الذي لا تعادله قوة في أي مكون عدى السيد مقتدى الصدر بما يمتلكه من قاعدة جماهيرية لكن السيد البرزاني ينفرد بالدهاء السياسي وقوة الشخصية وصلابة الموقف وبعد النظر والإخلاص لقضيته الكردية الذي بدأ حواره مع الأمريكان لأخذ تطمينات للإيرانيين واقنع الأخيرين بالكاظمي وبدورهم أرسلوا شمخاني قائد الحرس الثوري الذي اقنع الفصائل الرافضة للسيد الكاظمي فكان دهاء سياسي ما بعده دهاء من السيد البرزاني.
وفي وقت سابق في أيام تكليف علاوي ادرك السيد الحلبوسي مدى قوة السيد البرزاني فوحد مواقفه معه لذلك الأجواء تهيئة من السنة والكرد والسيد اياد علاوي لايمكن ان يخرج عن رأي السيد البرزاني والحكمة ربطت موقفها بموافقة الفتح التي وافقت على مضض والسيد مقتدى الصدر في الأصل هو كان اول الداعمين لترشيح السيد الكاظمي ثم جاء دور السيد الكاظمي الذي يمتلك عقلية تفاوضية تعرف اين نقاط ضعف الطرف الآخر فأعطى للأحزاب والكتل حرية ترشيح وزرائهم وكذلك الحفاظ على نفس حصة الوزارات للمكونات في الحكومة الحالية مع بعض التغيير داخل حصة المكون لمن لم يشترك في حكومة السيد عبد المهدي مثل الحكمة التي ستعطى حقيبة النفط وامانة بغداد وإعادة وزارة التربية لحصة السيد خميس الخنجر وأتمنى. على السيد الكاظمي ان يبقي على الوزراء الذين اثبتوا نزاهتهم ومهنيتهم أمثال وزير الثقافة ووزير التعليم العالي.
وعليه ستتميز فترة السيد الكاظمي بعلاقة متميزة مع اقليم كردستان كما سيقود حوارًا عراقيًا أمريكيًا لصياغة اتفاق استراتيجي جديد ينظم التواجد الامريكي واعتقد سينجح في امرين الأول الغاء خطة امريكا بضرب الفصائل المسلحة التي قررت أمريكا ضربها سابقا والتي اعتقد انها احد الأوراق التي نجح السيد البرزاني في تقريب التوافق الأمريكي الإيراني على السيد الكاظمي وسيحقق بعض النجاح في الوساطة بين أمريكا وايران لتخفيف الاحتقان واعتقد ان اعلان السعودية وقف اطلاق النار في اليمن لن يكون بعيدا عن تشكيل الحكومة العراقية لذلك ستشكل حكومة السيد الكاظمي باقل من المدة الدستورية وبعدها سيذوب موضوع الانتخابات المبكرة تدريجيا ليكمل ما تبقى من الدورة البرلمانية.