بقلم: د. طلال الحريري
الشرق اليوم- ملامح النظام الإقتصادي العالمي بعد ازمة الإنهيار المُرتقب( انهيار الوسائل والآليات) تُشير إلى اعتماد التكنولوجيا في مجال اعمق وأوسع من توظيفها أي سيدخل العالم في التكنولوجيا وليس العكس! وهذا التحول التقني سَيُنهي عصر الأرواق في الآليات والتخطيط والتنفيذ والثروة النقدية.قضايا مثل الإستثمار والتداول ونظم البورصة والتنمية والمشاريع ستدخل عصرا جديدا ومختلفاً، وفي الوقت نفسهِ سيتم تحديد قوة الإقتصاد والنمو بناءً على إمتلاك الدول قدرات تكنولوجية قابلة للتطوير المستمر.
سنتحول الى العصر الرقمي في نظام عالمي تِقني لا يسمح للدول الكسولة بالإستمرار! لوقت قصير كانت الثروة تُقاس برأس المال ومستوى وعي المجتمع وحرية الفرد أما في عالم مابعد الوباء ومتغير (2020)سيكون التخصص هو العامل الأبرز في النُظم التقنية للإدارة والإقتصاد، وهذا يعني أن الدول الناجحة ستعمل على رفع قدرات الفرد وإيصاله إلى مستوى العقل التقني وهذا ما نَطلُق علية( الفردية التقنية) او الفردية المباشرة وتعني أن دور الفرد سيكون مباشرا في النظام الجديد الذي سيحول العالم إلى منظومة تقنية اكثر تعقيدا تعتمد على الذكاء الإصطناعي والنظم الرقمية المتطورة. منظومة ستعاني منها دول كثيرة خاصةً دول العالم الثالث( الدول الكسولة).
هذه ليست فرضية بل نظرية وتجربة خلقتها التكنولوجيا بدأنا نشعر بتطبيقها بعد أن ساهمت بإندفاعها تجارب العجز والفشل، وفرضتها الأزمات الدولية والواقع فلم يعُد بالإمكان ان يستمر النظام العالمي برؤى القرن العشرين والقرون السابقة ومن هذه النقطة تحديدا يجب علينا الإهتمام بالفرد وتعزيز تنمية قدراته المعرفية والعلمية وإيصاله الى قمة التخصص والتقنية للحاق بالعالم وتجنُب السقوط والإندثار تحت عجلة النظام العالمي الجديد الذي يُعد بالمحصلة نظاما اقتصاديا رقميا شاملا ينمو بشكل متسارع خلال العقد العشريني وصولا الى 2030 حيث التحول التقني والعالم الرقمي المطلق الذي يعتمد على نخب محلية وعالمية متخصصة( تكنوقراطية) هذه النخبة هي التي ستحدد رؤية الإدارة العالمية والأنظمة كافة.