الرئيسية / الرئيسية / المنظومة الأخلاقية بين الإنسان والتشريعات السماوية

المنظومة الأخلاقية بين الإنسان والتشريعات السماوية

بقلم : نوفل آل صياح الحمداني

الشرق اليوم- يرتقي الإنسان في سلم الحضارة عند تميزه بالأخلاق والفضائل إذ تعتبر الاخلاق أساس البناء الحضاري والتقدم البشري وهي تعد الضمانة التي تقوم عليها حياة الإنسان والمجتمع، وسلوك الانسان القويم تعبير عن التزامه بالقيم السامية إذ ميزه الله تعالى عن سائر المخلوقات الدنيا بالعقل ليدرك ويميز فيه بين ماهو خير وشر لإثبات وجوده الإنساني وتحقيق التوازن النفسي الذي يجعله مستمراً في حياته كإنسان متحلياً بمكارم الأخلاق.

وجاءت الشرائع السماوية  لتكمل الاخلاق التي يعرفها الناس وتضيف عليها وترتقي بها وتضعها في مكانها الصحيح، فتوالت الرسالات السماوية الداعية في جوهرها الى الخير والفضائل الاخلاقية ومؤكدة على ضرورة اقامة المجتمعات وفق منظومة قيم اخلاقية سامية وثابتة لا تتغير بتغير الظروف والاحوال .

فاصبحت الاخلاق حاجة ملحةللانسان لتطبيق الشرائع السماوية والتوفيق بين حاجاته وحاجات الجمع الذي ينتمي له ، اذ لابد ان تكون للاخلاق مصدر وجداني الهي دائم لكي لاينحرف الانسان  الى حياة دون الانسانية.

إن الإيمان بسماوية الأخلاق يجعل النفس الانسانية أكثر توازنا واتساقاً معرفياً ونفسياً والأصول السماوية للاخلاق بعظمتها وقوتها وسيادتها الفعلية على منظومة القيم الانسانية وجدت لتذكي الفطرة الانسانية وتؤكد القيم المشتركة بين بني الانسان ولتضع الاطر المحددة لتطبيقات الاخلاق ، فالانسان يولد بفطرة مجبولة على الاخلاق تستكمل بما يكتسبه من الشرائع السماوية

وإذا قوي الانسان وأصبحت له سلطة  وعمل على تثبيت سلطته بالقوة والبطش والظلم وكل ماهو محرم فانه سينحدر من سلم الانسانية الى مستوى البهيمية لان السلطة امتحان عسير لاخلاقه  وسلوكه القويم ولابد ان تغلب قوة الاخلاق  اخلاق القوة لديه وان سخط الناس او رضوا ويقول رسولنا الكريم محمد صل الله عليه وسلم “ليس الشديد بالصرعة وإنما الذي يملك نفسه عند الغضب”، ورغم اختلاف الشرائع  السماوية في العبادات وطرق أدائها وفق طبيعة الزمان والمكان تبقى الأخلاق مشترك إنساني  عام وأساس التعايش وفق  المنظومة القيمية والفضائل الأخلاقية التي جبل الناس عليها ولم تختلف اي شريعة من الشرائع في تحريم قتل النفس التي حرم الله الا بالحق، والغدر، الخيانة، خُلف العهد، أكل السحت ومال اليتيم أو حق العامل والاجير.

إذاً فالأخلاق محصلة ونتيجة الفطرة السوية والاكتساب السليم للفضائل والقيم من الشرائع السماوية والحياة والتجارب الانسانية.

شاهد أيضاً

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

العربية- هدى الحسيني الشرق اليوم– يقول أحد السياسيين المخضرمين في بريطانيا، المعروف بدفاعه عن حقوق …