الدكتور سيف الدين الصارم
الشرق اليوم- بعد عام 2003 انصدم الشعب العراقي بتغيير الحكم عليه وقدوم مجموعة من الاشخاص ليس لهم بالعراق شئ إلا اسمه، والغالبية العظمى منهم تابعين لأجندات دول إقليمية وعالمية، فعاثوا في الأرض الفساد وحولوا العراق من دولة مؤسسات، إلى حكومة ميليشيات، وفعلوا قانون الغابة بالبقاء للأقوى بعيدا عن الكفاءة والاستحقاق ومصلحة الشعب العراقي، فأصبح البلد مدمرا من كل نواحي الحياة، حيث اصبحت الحياة في العراق صعبة ولا تطاق بفقدان الامن وتفشي الجهل والفساد، وأصبح البلد غنيمة لكل من لديه قوة، مما ادى إلى خروج الشعب العراقي لعدة مرات في مظاهرات يتم فضها اما بالقوة أو بسياسة العملاء الذين يرتدون ثوب الوطنية ويضحكون على عقول الناس.
إلى إن جاءت ثورة تشرين المباركة بفكر جديد وصلابة إرادة يحملها جيل جديد من الشباب الواعي يساندهم رجال الفكر الوطني من المثقفين والكفاءات والشيوخ والوجهاء، واستطاعت الثورة أن تحقق مكاسب كثيرة لا يسعني أن اتكلم عنها الان، ولكن يكفي بأنها اوصلت صوت الشعب العراقي المظلوم للعالم، وهزت عروش الظالمين من الساسة فتغيرت الخارطة كثيرا فقبل ثورة تشرين كانت خارطة العمل في العراق ليست كخارطة العمل بعد الثورة .
واليوم والعالم عموما والشعب العراقي خصوصا مبتلى بوباء فايروس كورونا، وما نراه من إهمال حكومي واقعي لمعاناة الشعب وعدم سد احتياجاته فأنني اتوقع انفجارا شعبيا أكبر من ثورة تشرين سيكون كالطوفان الذي لا يبقي ولا يذر.
فلنترقب القادم فهو خير وفرج للذين صبروا وعانوا طوال الفترة الماضية، وسيكون نارا محرقة للفاسدين الذين اقتاتوا على لحوم ودماء الشعب العراقي .