الرئيسية / الرئيسية / التنين الأحمر وصناعة الموت

التنين الأحمر وصناعة الموت

بقلم : نوفل آل صياح الحمداني

الشرق اليوم- بانتهاء الحرب الباردة بين الكتلتين العظيمتين، عدت الصين قوة ثانوية اعتصرتها القوتان العظيمتان وانحسر وجودها وحضورها في العالم ولكن بحلول ثمانينات القرن الماضي، بدأت تحركاتها الكامنة في السياسة الخارجية وازداد اهتمامها في اكتساب النفوذ وتوسيع نطاق حضورها في العالم عامة وفي الشرق الأوسط خاصة وذلك لمنافسة الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في اكتساب الاعتراف الدولي بها وبناء على ذلك خططت  الصين لموجة من النشاطات الدبلوماسية وبناء علاقات ودية  اقتصادية وسياسية وفي مجال الأمن والطاقة مع دول المنطقة عامة ومع إيران  خاصة وتصر بكين بالتزامها ببناء تحالف مع طهران لإعادة التوازن الذي تفرضه الولايات المتحدة على آسيا والتي أعلنت عنه إدارة الرئيس أوباما في عام 2012 وتركز بكين في علاقاتها بالمقام الأول على الطاقة وتسعى لتأمين التزاماتها وحماية مصالحها المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط، في الوقت ذاته تبقى بكين حذرة وقلقة جداً إزاء التورط في خلافات الشرق الأوسط والابتعاد عن المخاطرة لذلك فهي تنفذ سياستها واستراتيجيتها الخاصة سرياً دون العلن عنها متربصة الانسحاب الأمريكي من المنطقة الذي صرح عنه جوفري كيمب (Geoffrey Kemp) الأرجحية الواقعية للانسحاب الأمريكي من المنطقة.

وتؤمن الصين بتحقيق التفوق في استراتيجيتها السياسية باقل الخسائر ليس لان لديها القوة بل انها تبني استراتيجيتها وفق رواد الفلسفة الصينية قديماً ومن امثالهم كونفوشيوس اذ ركز في نظرته للعالم (ان تبنى العلاقات الانسانية ضمن نظام هرمي وتراتبي )وعلى هذه الاسس واحتراماً للنظام الطبيعي فعلى السلطة ان تحكم داخلياً  وتتعامل مع الخارج من منطلق الخضوع للصين كونها تتربع على الهرم النظمي وبالاخص الاقليمي وان الهدف المفضل الذي يجب ان يوضع لاي حرب هو الانتصار من دون القتال واستعمال القوة المادية.

وفي ضوء هذه النظرية الكنفوشية ترى الصين ضرورة تجنب الحرب والقتال المباشر والاعتماد على تكتيكات المراوغة وسياسة التحليل لكسب الحرب دون قتال  . وفي ظل هذا المنطق ووفق نظرة (صن تزو) تؤمن الصين لا ينبغي على القائد ان يقوم بالهجوم على ارض ليست الاستراتيجية فيها من مصلحته بل ان يمتلك القدرة للتغلب على الخصم  باستعمال اقل قدر ممكن من الموارد والامكانيات لتفادي الخسائر.

وبهذا يتضح مخطط الصين التي تريد القيام بدور الدولة العظمى والدور الريادي العالمي لمنافسة المركز الذي تبوأته امريكا في العالم واستكمالاً لخطة الصين في التنافس للهيمنة على العالم اعتبرت بكين ان ازمة كورونا المستجدة  فرصة كبرى لمنافسة واشنطن على الصدارة في العالم وان اولى مكاسب الصين من ازمة كورونا تحويل خطئها كوسيلة للترويج لنظامها الاستبدادي وحاول مسؤولون في الحزب الشيوعي الصيني ان يقدموا الازمة كدليل على قوة النظام الصيني وزعيمه (شي جين بينغ)وتستعد الصين لاستخدام ازمة كورونا المستجد لدفع استراتيجيتها الاقتصادية ضد الولايات المتحدة الامريكية حسبما ورد في تقرير صحيفة (Washington Post) الامريكية.

شاهد أيضاً

بايدن يعلن دعمًا إنسانيًا بقيمة مليار دولار لإفريقيا جنوب الصحراء

الشرق اليوم– أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن عن تخصيص مليار دولار لمساعدة اللاجئين والنازحين المتضررين …