الرئيسية / الرئيسية / العالم اليوم مريض بفيروس “كورونا”.. والصين تبيعه البلسم

العالم اليوم مريض بفيروس “كورونا”.. والصين تبيعه البلسم

الشرق اليوم- تجاوز العدد الكلي للمصابين بفيروس “كورونا” حوالي الـ 700 ألف مصاب؛ ما أدى إلى إغلاق المدن الكبرى في العالم، وهبوط أسواق الأسهم بشكل حاد ليتسبب بذلك “فيروس ووهان” بأزمة غير مسبوقة في تاريخ البشرية، وبتعطيل العالم كله؛ ما يدفع للتساؤلات التالية: هل “فيروس ووهان” هو أكبر فشل استخبارتي في العالم؟ ألم ينتبه له أحد؟ وهل الدول حول العالم في حالة رضى عن الوضع الراهن؟

في الوقت الذي بدأت فيه دول العالم باتخاذ الإجراءات الوقائية، كان الفيروس قد عبر معظم الحدود، ويحاول الجميع الآن اللحاق بالرَكْب، وإيقاف تفشي هذا الفيروس؛ باستثناء دولة واحدة وهي الصين “موطن الفيروس”؛ التي يبدو أنها صاحبة اليد العليا، بعد أن أصابها فيروس “كورونا” لأسابيع، وبعد أن تضرر شعبها، إلا أنها اليوم تقول: إنها قد احتوت التهديد؛ فأغلقت الحدود، وفتحت شركاتها وبدأت بالتعافي، وعادت مصانعها للعمل، وتقوم الآن بتشجيع الشركات على تصنيع كافة الإمدادات التي تقي من الإصابة بالفيروس.

إذ تقوم بتصنيع الأدوات التي يحتاجها العالم لمواجهة هذا الفيروس؛ مثل: القفازات، والأقنعة، ومعدات الحماية الشخصية، وحتى أجهزة التنفس الاصطناعي؛ ما يعني أنها وضعت العالم بأسره في وحدة العناية المكثفة؛ لكن هل تستفيد الصين من ذلك؟

كما أسلفنا سابقا فقد عانى الشعب الصيني من تلك الجائحة؛ إذ أصيب ومات الآلاف إلا أن الصين هي الطرف المستفيد الآن، وإن كان الفيروس هو مؤامرة مخطط لها منذ زمن – كما يرى البعض-؛ فلا بد من الإشارة إلى أن هناك كتابا في الاستراتيجية العسكرية يعود إلى عام 1999 واسمه:”الحرب غير المقيدة”؛ يطرح بعض الأدلة التي تتعلق بالعقلية الصينية، ويناقش خطة الصين الكبرى لتدمير الولايات المتحدة، وهو من تأليف الجنرالين الصينيين، كياو ليانغ، ووانغ شيانزو؛ إذ يقولان فيه: إن الصين لا يمكنها هزيمة الولايات المتحدة الأمريكية بمواجهة عسكرية مباشرة، لكنها تستطيع استخدام قوتها الاقتصادية في التسبب بتراجعها.

وقد احتوى تقييم الكتاب على بعض أوجه الشبه المخيفة مع ما يحدث في الوقت الراهن، وقد استشهد به بعض أصحاب نظرية المؤامرة؛ إذ يزعمون أنه وفي خضم اندلاع أزمة “كورونا” كانت بكين تنفذ خطتها للسيطرة على العالم. وبالعودة إلى الصين، والنظر فيما يحدث هناك، نجد أن المطاعم قد فتحت أبوابها وكذلك الحدائق وحتى سور الصين العظيم فتح أبوابه أمام الصينيين فقط؛ لأن السياح الأجانب قد يجلبون الفيروس مرة أخرى، وبالتالي وفي غضون أسابيع قليلة تعود الشركات الصينية للعمل كسالف عهدها، مستفيدة من حزمة الإغاثة الاقتصادية التي قدمتها الحكومة هناك لإنعاش الاقتصاد؛ إذ قدمت كما أعلن مسؤول صيني حوالي 344 مليار دولار في محاولة منها لإعادة استقرار الاقتصاد؛ فعلى ماذا يدل كل ذلك؟

يدل ذلك على أنه في الوقت الذي يعاني فيه العالم بأسره من هذا الفيروس، بدأت الصين تكسب الأسبقية، وعند التركيز على ما فعلته الصين خلال تفشي الأزمة نجدها قامت بعزل بعض المدن الصينية الكبرى؛ ففي الوقت الذي لف “كورونا” أركان الأرض، كان هناك بعض من هذه المدن لم يصلها الفيروس؛ ففي بكين مثلاً ذات التعداد السكاني الذي يقدر بـ 21.5 مليون نسمة، سُجِلَت أكثر من حوالي 500 حالة مصابة؛ توفي منها 8 أشخاص فقط، وفي شنجهاي ذات التعداد السكاني الذي يقدر بـ 24 مليون نسمة، سُجِلَت حوالي 468 حالة؛ توفي منها 5 أشخاص فقط؛ ما يعني أن المراكز المالية الأساسية في الصين خرجت من الأزمة دون أي أذى تقريباً.

ووفقاً لأحد التقارير العالمية، قام حوالي 9 الآف مصنع صيني جديد بإنتاج الأقنعة، بدءاً من أول شهرين من عام 2020، ويبلغ ما أنتجوه حتى الآن قرابة الـ 116 مليون قناع للوجه، كشركة “دون بوليمر” التي تقوم بتوريد الأقمشة المستخدمة في تصنيع الأقنعة، وتبلغ حصتها 40% من السوق الصينية، وقد ارتفعت أسهم هذه الشركة إلى 417% منذ يناير 2020، وتبلغ قيمة حصة مؤسسيها الآن 1.9 مليار دولار؛ ما يعني أن أزمة “كورونا” وتداعياتها كانت نتائجها جيدة بالنسبة لهم.

ومن الأمثلة الأخرى التي تدل على الآلية التي تتبعها الصين لتُحَوِل الأزمات إلى فرص، هو ما قامت به من شراء لما يسمى بـ “الأصول المتعثرة”، ومثال ذلك أستراليا؛ إذ تشعر الحكومة الأسترالية بالقلق من استحواذ الشركات الصينية على شركاتها، وتقول التقارير: إن مجلس مراجعة الاستثمار الأجنبي في أستراليا في حالة تأهب، لأنهم يخشون من محاولات الاستحواذ الصينية، إذ وضعت بكين عينها على الشركات والأصول الأسترالية المنكوبة.

أما بالنسبة للشركات الصينية المحلية فهي ليست الوحيدة المستفيدة فقط، بل إن الشركات الأجنبية في الصين عادت للعمل هناك، إذ عاد مصنع “بي إم دبليو” للعمل في شهر فبراير 2020، واستأنفت شركة “فيات كرايسلر” العمل أيضاً، وكذلك شركة “فوكسكون” التي تنتج ما تصنعه لصالح الشركات التقنية الكبرى؛ مثل: “آبل” و”إتش بي”، كما عاد مصنع “تيسلا” للعمل هناك بمساعدة من السلطات المحلية إذ يزعم البعض أن أعضاء في الحكومة الصينية قد ساعدوه في تأمين الإمدادات الأساسية. وفي شنجهاي عادت معظم الشركات الأجنبية للعمل، بمعدل عائد استثمار وصل إلى حوالي 80%، وبلغ معدل استئناف الأعمال نحو 70%.

وبالرغم من أنه من الجنون القول إن دولة ما استفادت من جائحة “كورونا”، إلا أن هذه هي الحقائق المريرة، فقد قامت الصين بتصدير الفيروس إلى العالم، فاليوم يعد العالم أجمع مريضا بالفيروس، والصين هي من تبيع البلسم له، وفي الوقت الذي يحاول فيه العالم التعافي، عادت الصين بالفعل إلى العمل.

مصدر معلومات التقرير
قناة “ويون – WION” الإخبارية العالمية

شاهد أيضاً

الذهب يحقق أفضل أداء سنوي

الشرق اليوم- سجلت أسعار الذهب، الجمعة، أفضل أداء أسبوعي لها في عام، مدفوعة بالطلب المتزايد …