الرئيسية / الرئيسية / هل سينجح السيد عدنان الزرفي في تمرير حكومته

هل سينجح السيد عدنان الزرفي في تمرير حكومته

بقلم: د. عدنان الشريفي

الشرق اليوم- من اعتقد أن اعتذار السيد محمد توفيق علاوي عن تشكيل الحكومة كان بسبب مواقف الحلبوسي والبرزاني فمعلومته بحاجة إلى تصحيح؛ لأن الذي أفشل حكومة علاوي في أن ترى النور هو داعمها السيد مقتدى الصدر من حيث لا يقصد حينما غرد  مهددًا  الجميع في حال عدم التصويت على حكومة علاوي يوم الاثنين فانه سيقوم بمحاصرت المنطقة الخضراء هذه التغريدة التي كانت غايته منها إنهاء الفوضى شقت التحالف الشيعي المؤيد لحكومة علاوي الى نصفين بحيث النصف الأكبر فيها قد سحب تأييده لها نكاية بالسيد  الصدر بداعي عدم قبولهم بالتصويت تحت التهديد وفي المقابلة التي اجراها السيد الصدر  في قناة الشرقية قال في نهايتها جملة فسرها بعض السنة بانها تحدي لهم فتركوا جبهة النجيفي والخنجر  المؤيدة لحكومة علاوي والتحقوا بجبهة الحلبوسي المعارضة لتمرير حكومة  علاوي لأسباب اعلنها علاوي نفسه على الرغم من ان جملة السيد الصدر كانت جملة واقعية.

وبعد ان تم تكليف السيد الزرفي بتشكيل الحكومة أعلنت كتلة الفتح وكتل شيعية أخرى رفضها لهذا  التكليف ولكن السيد مقتدى الصدر أعلن عن تأييده له ليس حبًا بالسيد الزرفي  بل نكاية بموقف الكتل الشيعية التي افشلت حكومة محمد توفيق علاوي التي دعمها الصدر  وكل القريبين على الوسط السياسي يعرفون ان الزرفي شرع بمفاوضاته لتشكيل الحكومة عازفًا على الوتر الذي تحبه هذه الكتل والأحزاب حيث طلب منهم تقديم مرشحيهم ليقوم هو بالاختيار منهم لكي لا يكرر خطا السيد علاوي  لكن هذا الوتر الذي عزف عليه لم يلقى آذانًا تسمعه من الكثيرين لانهم يعتقدون ان الإصبع الذي يعزف عراقيًا لكن اللحن أمريكيا لذلك جلب اولا من يطربون لهذا اللحن من الشيعة واولهم  العبادي الذي سيكون مرشحه  لوزارة  الخارجية ليحافظ على تماسك كتلة النصر  التي غادرها النواب السنة الى اتحاد القوى .

لكن ماهو موقف الكتل الشيعية الأخرى عدى سائرون والنصر والحكمة من هذا التكليف وما هو انعكاسه على امريكا  والسنة والكرد ؟

قيادات الفتح الذين هم في غالبيتهم قادة الحشد يعتبرون مسألة تكليف الزرفي مؤامرة أمريكية لسحقهم لذلك اعتبروا الأمر مسألة حياة او موت ومستعدين للذهاب في افشال التكليف الى حراب البنادق من جانبها امريكا بدأت تمارس  الحرب النفسية بالترويج لانقلاب تارة ولإدخال أشخاص في قائمة العقوبات تارة أخرى والحقيقة لايوجد اي انقلاب بالمطلق وما تقوم به امريكا من اخلاء لبعض  قواعدها الصغيرة  هو وجود نية لديها لضرب فصائل من الحشد الشعبي من كتائب حزب الله والعصائب والنجباء وبعض الفصائل التي تتهم بضرب القواعد الامريكية او التابعة لايران حسب اعتقادها فارادت امريكا تجميع قواتها في قواعد رئيسية لتنصب صواريخ الباتريوت الدفاعية في هذه القواعد تحسبا لردود الفعل التي ستحصل بعد ارتكابها لهذا الهجوم المحتمل  وهي تقوم حاليا بالتمهيد لذلك عن طريق عملائها بضرب المنطقة الخضراء حيث وجود السفارة الامريكية وضرب بعض القواعد في أماكن أخرى لتتخذها ذريعة لضرب هذه الفصائل بحجة الرد على اعتداءاتهم وفي الوقت نفسه الذي استخدمت  فيه الحرب النفسية في موضوع الترويج للانقلاب  ستبدأ بالترويج لإحالة قتلة المتظاهرين الى المحاكم الدولية لكي يستسلم بعض المؤثرين لها في الخفاء مقابل عدم شمولهم بالعقوبات او اي آثار  قد تحدث نتيجة هذا الانقلاب المزعوم او الاحالة الى المحاكم الدولية لكن الساسة الشيعة فهمو اللعبة وبقوا متماسكين رغم ارتباك بعضهم في بادئ الأمر ولهذا السبب خفتت أبواق الانقلاب لذلك اعتقد ان  امريكا ستطرق البوابة الايرانية لتعرض تخفيف العقوبات عليها مقابل الضغط على الكتل الشيعية التي تمتلك تأثيرا عليها لتمرير الزرفي لكن هذا الامر لم ينجح لسببين الاول ان ايران لم تبرم مثل هذه الصفقة الا برفع كامل للعقوبات والثاني ان ايران فقدت نصف نفوذها في العراق بفقد الجنرال  قاسم سليماني هذا الرجل  الذي لايمكن ان يتكرر   لذلك فخيار الموافقة او الضغط الايراني اصبح أمرًا مستبعدًا .

 وبالعودة الى الكرد والسنة في المعادلة فهم يعلنون انهم مع الخيار الشيعي هذا الخيار الذي عانى التشتت والانقسام  بسب الخلاف الشخصي بين السيد الصدر والسيد المالكي وتسبب في تنازلات من استحقاقات المكون ما انزل الله بها من سلطان واتخذها الشركاء وسيلة للكسب السياسي  وهذا الأمر نفسه سينعكس على تشكيل هذه الحكومة ففي حال استمر تاييد السيد الصدر للزرفي واستمرار الاخرين في رفضه فهي تشكل فرصة للسنة والكرد  لحصد المكاسب السياسية بفرض شروطهم عليه والذي سيكون الزرفي معها مضطرا لقبولها ولا يحق لاحد ان يلومهم بالقول انهم لم يراعوا الموقف الشيعي كونه منقسم اصلا لانهم سيحتجوا بان السيد مقتدى والعبادي يمثلان ثقلا شيعيا مع مجموعة أخرى من النواب متفرقين من بقية الكتل كذلك فان كتلة الحكمة ستلتحق بهم والتي عودتنا على مسك العصا من الوسط لحين انجلاء الموقف النهائي لتكون مع الطرف الرابح مما يعزز السواد الشيعي في الحكومة  ومع كل هذه المعطيات فاني اعتقد ان  ما سيحصل في نهاية المطاف هو العكس حيث ستقوم الكتل الرافضة للسيد الزرفي  بالاعتذار من  السيد مقتدى الصدر وإقناعه بسحب تأييده له حقنا للدماء مقابل ان يقوم هو باختيار الشخصية البديلة على ان يحضى بموافقتهم او بالعكس ان يعرضوا عليه مرشحين ليختار احدهم وفي هذه الحالة ستكون فرصة السيد الزرفي مستحيلة في تشكيل الحكومة واعتقد ان هذا ما سيحصل.

شاهد أيضاً

أوكرانيا

العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– فى العادة فإن الاستدلال عن سياسات إدارة جديدة يأتى من …