بقلم: نوفل آل صياح الحمداني
الشرق اليوم- الإنسان جزء من هذا العالم وليس موجود متلاشي، تشمله قوانينه وتحركاته المحيطة، يتعايش مع متغيراته وما يدور حوله، من بحث لإنسانيته وإلغاء شهوانيته المدمرة؛ لأنه يمتلك ذات محسوسة فاعلة ينطلق منها فهمه وتلذذه بجمال هذه الحياة وروعتها ليشعر بالسعادة والأمان.
وتتعرض ذات الانسان للتهشيم وتتصدع أركانها اذا ما ابتعد الانسان عن انسانيته وتجاوز على آدميته ليصطف مع الذوات المتوحشة والمدمرة ويفقد السيطرة على بوصلة النجاة ويغرق في بحر الشر والنزوات وإذا ما أراد النجاة بذاته إلى بر الأمان لابد من تحرير مكنونات ذاته الخيرة ليسمو بها فوق شهواته ونوازعه الشريرة ويغذي قيمها الحسية السامية بعيداً عن النفعية الهادمة عند ذاك تتجلى فيه روعة الذات الراقية الداعية الى الفضيلة بعيداً عن التعصب والتزمت والغرور والتعالي.
وليعلم الانسان انه ذات من مجموعة ذوات تعود لمعبود واحد هو الله تعالى خلقه ليتصرف وفق انسانيته في الاعمار والبناء ونشر الخير وليبتعد عن دائرة السوء ونشر الفوضى والرذيلة من اجل تحقيق مآربه بوسائل الترهيب والغاء وجود الآخر.
فالإنسان إذا ما أبحر في ذاته وعرف مبررات وجوده وخيريته فانه سيحقق حريته وسعادته ووجوده الإنساني وتنطلق إبداعاته الفكرية بتجرد بعيداً عن معتقداته الدينية والانتماءات الايديولوجية والعقائدية؛ فهو ذات من ذوات أكرمها الله وميزها وجعلها في أحسن تقويم.