بقلم : نوفل آل صياح الحمداني
الشرق اليوم- إن ما يهشم الانسان ويزلزل أركانه هو ابتعاده عن إنسانيته حيث يصبح متوحش ومدمر في نفس الوقت فالتشوه الذي لاحق إنسانية الإنسان فاق جميع التصورات وحتى بات أبعد من الخيال وعلى مدى العصور التي عاشها بأجمعها وعجزت وحارت حتى المنظمات والمؤسسات الإنسانية والدينية أن تفسر وحشيته وتحد من شهوته التي ارتفع منسوبها في النفس البشرية حيث وصل الطغيان والظلم والفوضى العارمة إلى درجة الغليان.
الظروف الصعبة التي تحيط بالمجتمعات شكلت إنسان هو ليس كالإنسان الذي سبقه وكل جيل ياتي يتكلم عن ما يسمى بالطيبين، هناك رغبات جامحة للرجوع الى الجيل الذي سبقه بسبب التعقيدات والاوهام والخرافة التي فرضت علينا كبشر من هنا تخلق فكرة هل نستمر برفد اﻻفكار، أم نتوقف أمام الجماح الصارخ والسيل العارم الفوضوي، ام سينهض من هذه المعاناة قادة متحدين بانسانيتهم بعيدا عن معتقداتهم، نعم انه الحوار والتشاور وايجاد الحلول المناسبة لتحاكي انسانية كل منا.
إن التعصب والعصبية التي هي أساس البلاء ان كان لجنسك او لونك او فكرك؛ هو السبب الرئيسي لنشر اﻻرهاب المؤدلج وبدﻻ من أن يكون من اعتلوا على الناس بسبب علميتهم او زيهم المتواضع كان اﻻوجب بهم ان يكونوا هم طيور السلام والرحمة ومصدر اﻻمان للبشرية، بل اصبحوا هم السبب في خلق التوتر وتغذية الحقد وتحليل القتل لهذا وذاك واوهموا الناس بان الجنة والنار تحت تصرفهم وعلى الجميع ان يطيعهم ويظن ظنا قاطعا ان دينه وفكرته وجماعته الموالين له هم الناجون ومستقرهم الجنة والاخرين في النار.
إن اﻻنسان اذا رجع الى انسانيته وادراكه الواعي لما خلق خلق ليعمر الارض بحبه ﻻخيه اﻻنسان وان يشعر بحرية في الراي والحياة وكيفما يرى نفسه فانه وجد لخدمة اخيه اﻻنسان ومن هنا تنطلق افكاره وابداعاته في فعالياته الحياتية وتفاعله مع ابناء جنسه ورقي وسمو بذاته فدينك لك ومعتقداتك لك وعليك ان تفهم ان حرية رأيك ومعتقداتك يجب الا تزاحم حرية اﻻخرين ومعتقداتهم فكن كيفما تكن، فانك خلق من خلق رب عبدته واحببت صنعه وجمال ابداعه في كمال خلقه.