بقلم: أيهم السامرائي
الشرق اليوم- عندما سلم الملف العراقي بالكامل من قبل الرئيس ترامب إلى وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر بعد مقتل الجندين الأمريكيين في التاجي قبل أسبوعين تقريباً، كان واضحاً أن الرئيس أوصى وزيره وجنرالاته بالانتقام من كل أعدائه بالعراق وأخص هنا مليشيات الخيانة والجبن التابعة للحرس الا ثوري الايراني.
الرئيس لديه معارك اخرى في امريكا وهي الانتصار على فايروس كورونا وإعادة الصحة للاقتصاد الأمريكي قبل الانتخابات المقبلة في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني هذا العام. الرئيس ترامب يعرف ان الحصول على نتائج إيجابية وسريعة للكورونا والاقتصاد صعب في الحصول على الأصوات الانتخابية ولكن النجاح في معركة وطنية عسكرية تجري خارج امريكا هي انتصار له في الانتخابات. معركة العراق القادمة هي معركة ترامب/ امريكا للنجاح بالانتخابات وإنعاش الاقتصاد بينما الأجهزة الصحية تستمر في معركتها للقضاء على الكورونا.
الكلام المتداول الان في أدوات التواصل الاجتماعي وبعض محطات التلفزيون عن انقلاب عسكري في العراق تقوده امريكا وربطه بالتدريبات العسكرية الأمريكية والاماراتية هو نتيجة تحليل وربط احداث في المنطقة والعالم وليس معلومة. امريكا تخطط لسيناريوهات عديدة في حل أي مشكلة تجابهها، والعراق والسيطرة الإيرانية على القرار السياسي فيه يعتبره الأمريكان خط احمر ويجب ازالته. امريكا تفكر جدياً بالإطاحة بهذا النظام الهش في العراق ولديها خيارات منها:
١. ايجاد سياسي عراقي ضمن النظام السياسي الحالي ومعارض لمجموعة ايران وخططهم في العراق ويمكن التفاهم معه. عدنان الزرفي في موقع مهم ومتميز بعد تكليفه بتشكيل الوزارة القادمة ويمكن ان تثق به مجموعة كبيرة من الشيعة والسنة والكرد والترك والمسيح وآخرين بالإضافة لوجود علاق متوازنة له مع المرجعية في النجف.
٢. الانقلاب العسكري الذي يقوده جنرالات الجيش العراقي مع الحماية الكاملة لهم من الجو والأرض للقوات الأمريكية، وهذا احتمال وارد ولكنه يأتي بالدرجة الثانية للاختيار الأول حيث انه اكثر دموية من الأول مع وجود أعداد غير قليلة من احزاب ايران السياسية في المنظومة العسكرية، حتى ولو ان تنظيف المليشيات وسد الحدود وانهاء بؤر الفساد في الدولة يأتي على وتائر سريعة في هذا السيناريوا.
٣. الاحتلال الدولي “باستخدام القوة العسكرية” الثاني للعراق بقيادة أمريكية وتنظيف ما موجود بأيام وتصفية الوجود الإيراني عن بكرة ابيه. هذا الاحتمال يحتاج الى تبريرات كثيرة داخل البيت الامريكي لاقناع الناخب وممثلين الشعب، وهذا من الصعوبة الان وضمن اجواء كورونا والسقوط الاقتصادي والانتخابات القريبة المقبلة.
عدنان الزرفي ( ابو جعفر) رجل صادق وصريح وممكن الاعتماد عليه في الفترة الانتقالية لانه يمتاز بالجرأة في أخذ القرارات الخطيرة والمهمة للعراق، وعراقي وطني وبعيد عن المحور الإيراني المدمر لاقتصاد ووحدة مكونات العراق. سنعمل مع كل اخواننا المتظاهرين والقوى السياسية الوطنية العراقية والجانب الأمريكي على الدفع في دعمه وإعطائه الفرصة لمدة عام لنرى إذا كان قادراً ان يدفع العراق نحو المدنية والتقدم، يعيد كتابة الدستور الوطني ذو الضوابط الدولية وإعادة القوة والاحترام للقوات العسكرية والأمنية وتنويعها من كل مكونات الشعب لتصبح ممثلة للمجتمع وقادرة على السيطرة علية، حل المليشيات الغير منضبطة وجمع السلاح السائب ومن ثم اجراء الانتخابات الرئاسية الشفافة وبإشراف دولي واضح وحقيقي. ان اللقاء الذي تم بين الزرفي وسفراء الدول الخمسة في مجلس الأمن، كان اجتماعاً تاريخيًا من حيث الوعود التي توعد بها لهم. العراق مقبل على تغير كبير ونتمنى ان يعي الزرفي انه المحطة الأخيرة لعراق موحد وقوي، إذا نجح نجحنا جميعاً وإذا فشل فمستقبلنا الانقلاب العسكري او التقسيم.
الكورونا وكما قلنا سابقاً انه وباء عالمي ويتوقع العلماء؛ان مالم نجد العلاج له فسيتضاعف مرات ومرات وبأيام قليلة مقبلة، انه موجود في كل مكان وان احسن الحلول له هو الابتعاد عن الشخص الآخر بستة اقدام على الأقل وغسل اليدين وعدم مسك الوجه والبقاء في البيت خلال هذه الفترة يكون المفضل لكم. لا تسمعوا رجال الدين المرضى او أعضاء الحكومة او البرلمان التطمينية الذين يتكلمون على الوباء بدون ضوابط. ارجعوا لصفحة منظمة الصحة العالمية حول المرض والمستجدات عليه، لا تسمعوا ما يكتب بالتواصل الاجتماعي حول المرض من ناس ليس لهم علاقة لا من بعيد ولا من قريب بالمؤسسات الصحية الرصينة. أجلوا زيارتكم للائمة فهوا خيراً لكم وللأئمة ولا تسمعوا من نصحكم عكس ذلك لانه مريض عقلاً ولا يفقه بالدين شيءٍ. الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأمر الناس بالصلاة في بيوتهم بسبب المطر تجنبا لتعرضهم للأذى، وهذا ينطبق على أي عذر يُسقط صلاة الجماعة”.
المعركة بين امريكا وايران لا بد منها وأنها ستاخذ اشكالاً وطرقاً مختلفة والمعركة القادمة مع عدنان الزرفي ممكن ان تكون موفقة وناجحة ولكن على الشعب والقوى الوطنية التكاتف معه لدعم حكومته وعليه بالمقابل الاعتماد على هذه القوى لتحقيق الاستقلال الوطني المنشود والله دائماً معنا.