الرئيسية / الرئيسية / العراق ما بعد كورونا

العراق ما بعد كورونا

بقلم: نوفل آل صياح الحمداني

الشرق اليوم- تترك الحروب والكوارث والأزمات تاثيراتها العميقة على شعوب المجتمعات التي تتعرض لها وتمتد هذه التأثيرات على جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والصحية والأخلاقية والنفسية ويعتمد تجاوزها وتذليل تأثيرها على قوة الاستعدادات والتهيئة التعبوية واللوجستية والتوعوية من قبل الحكومات والجهات المعنية.

والعالم اليوم يتعرض لأخطر وأقوى هجمة وبائية سببها انتشار فايروس كورونا الذي أثار الفوضى والرعب والقلق في دول العالم ولدى شعوبها، والعراق من الدول التي توشحت  اغلب مدنه بلون الكورونا القاتل فكانت صدمة مواجهته شديدة لانعدام سبل مواجهته وعدم توفر مستلزمات الوقاية والحماية الكافية فاضاف هذا البلاء الوبائي مصيبة جديدة الى مصائب العراق وازماته التي اجتاحته منذ الاحتلالين الامريكي عسكرياً والايراني دينياً وفكرياً فوقعت الكارثة بتزايد عدد المصابين والوفيات.

ولحين انجلاء هذا الوباء وآثاره الصدمية على النفسية العراقية والجوانب الاجتماعية والاقتصادية والتربوية نتسائل ترى ماذا هيأت حكومة المنطقة الخضراء والرئاسات الثلاثة من اساليب تعويضية للقضاءعلى آثار  هذه الازمة الكارثية؟والعراق لايمتلك اي حدود آمنة اقتصادياً ومالياً وصحياً واجتماعياً وتربوياً وثقافياً بعد ان تصدعت هذه الحدود ودمر اغلبها بسبب   تفاقم الازمة المالية وازدياد المديونية والقروض من البنوك الدولية نتيجة هدر الاموال ونمو كتل مالية واقتصادية من الذين تسلطوا على حكم العراق واحتلال مؤسساته  وانفردوا ببناء حدود مالية وصحية واجتماعية وترفيهية حولهم ليعزلوا انفسهم عن الشعب وانسحبت هذه الظاهرة على المؤسسات الصحية والتربوية والاجتماعية فتدنت مستويات الانتاج والانجاز لهذه المؤسسات واصبحت دون مستوى المقاييس العالمية للجودة ، واصبح العراق يأن تحت وطأة الفقر والجوع والمرض والجهل ويستجدي المساعدات المعيشية من ايران التي احتلته وامتصت ثروته النفطية ودمرت اقتصاده وبناه التحتية وبهذه  المؤشرات البائسة الوضيعة لانتأمل   ان يتجاوز العراق  آثار كورونا التي صدعت النفسية العراقية وينهض مجدداً ليسترجع مؤهلاته الوطنية والاقتصادية والصحية والتربوية  وفق مؤشرات النمو والتطور الطبيعية اذا لم تسترجع ثرواته من بطون الحيتان وتزال من طريق تقدمه الاسوار التي حجبت عنه هواء الحرية والتقدم ويعاد تخطيط مستقبله بعقلية علمية عراقية وينتهي عهد الولاء والتبعية ويسترجع العراق قوته ووجوده ويضمن لشعبه ارقى مقومات الحياة الانسانية.

شاهد أيضاً

أوكرانيا

العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– فى العادة فإن الاستدلال عن سياسات إدارة جديدة يأتى من …