الرئيسية / الرئيسية / الهياكل المتهالكة

الهياكل المتهالكة

بقلم: د. سيف الدين الصارم

الشرق اليوم- إن كل إنسان إذا أراد أن يبني بنيانا لا بد أن يختار له الاساس القوي المتين الذي يمكنه من البناء عليه دون أن يخاف من تصدعه  أو سقوطه مستقبلا، وأغلب الناس تختار المواد الجيدة للبناء خاصة لمن يريد أن يبني بناءا رصينا لسنوات، وإذا طرأ أمرا ما فسبب خللا في هيكل البناء فمن المؤكد أن الإنسان الحكيم العاقل إذا أراد أن يبني يقوم بإزالة الهيكل المتهالك والمباشرة ببناء هيكل جديد رصين يمكنه من السكن فيه.

هذه المقدمة هي مثال لما يجري اليوم على الساحة العراقية (وارجو عدم الغضب من كلامي ) حيث اننا ومنذ سنوات اذا اردنا ان نؤسس لمشروع وطني، فاول ما نقوم به نأتي بشخصيات لم تنجح بالادارة سابقا (مع كل الاحترام لهم) ولم تستطيع المحافظة على البناء الاصلي ونبدأ ببناء المشروع الوطني بهم ، لذلك اصبح من الواقع هو ان  من اهم اسباب فشل المشاريع الوطنية هو البناء على شخصيات لم تنجح بإدارة العمل سابقا ، وهذا الكلام لا اقصد به الاساءة لاحد ولكن قد اصابنا ما اصابنا ولا زالت العقول لا تدرك المصائب التي نحن فيها ، وجميعنا يرى نفسه افضل من اخيه ،والذي تصدر المشهد العراقي منذ عام 2003 لا يسمح لاي احد ان يزاحمه على صدارة المشهد العراقي بالرغم من ان الواقع اثبت عدم مقدرة جميع المتصدرين وبكافة مسمياتهم على قيادة المرحلة ،فمهما كانت الاسباب التي احاطت بالعمل او المشروع الوطني الغير ناجح ، فلابد اولا النظر الى الاشخاص الذين يديرون العمل فاذا فشلوا مرة او مرتين او اكثر فمن المفترض ان كانوا صادقين في دعواهم من اجل تحرير العراق ان يتنحوا عن موضوع تصدر المشهد العراقي وفسح المجال لغيرهم ودعمهم بكل الامكانيات الممكنة لانجاح اي مشروع وطني جديد .

الا ترون ان الدول التي ساهمت باحتلال وتدمير العراق لا زالت تتصل بالشخصيات التي تصدرت المشهد العراقي سابقا (القديمة) ولا زالت بين فترة واخرى توهمهم بانهم هم المفضلين لديها ، وهم من سيقود العراق مستقبلا .

ان هذا الاسلوب هو من مصلحة اعداء العراق لانهم على يقين بان هذه الوجوه التي تقود المشهد العراقي اليوم سواء (قيادات مقاومة – احزاب وطنية – شيوخ عشائر – هيئات معارضة – وجهاء وكفاءات) لا يمكنها اجراء اي تغيير بالواقع العراقي ، فغالبهم يريد ان يبقي على مصالحه التي حققها منذ عام 2003 سواء الوجاهه التي نالها او الاموال التي حصل عليها او العلاقات التي كونها ،فعملت تلك الدول الحاقدة على العراق وشعبه ان تبقي هذه الشخصيات حجارة تغلق بها منافذ الحلول لقضية العراق او تستخدمهم بطريقة او باخرى(بعلمهم او بدون علمهم) لتخدير جمهورهم وقاعدتهم الشعبية والمماطلة بقدر الامكان  .

السؤال ما هو جوابنا اذا وقفنا امام الله؟ ومن يتحمل مسؤولية ما يحدث بالعراق وما يجري للعراقيين ؟ بلا شبه الجميع سيقول لست انا ، والاسباب متعددة سواء دولية او اقليمية او محلية ؟ ولكن الحقيقة هو ان كل شخص تصدر المشهد العراقي منذ 2003 ولغاية اليوم هو من يتحمل مسؤولية ما يجري بالعراق .

قد يكون كلامي قاسيا ومزعجا للبعض ولكن هذه الحقيقة التي لابد للجميع من ان يتفكر بها عندما يختلي مع نفسه .

القيادات القديمة تصلح ان تكون بمنصب المشورة والدعم اللوجستي لقيادات جديدة شبابية كفوءة تمتلك الايمان العالي والعقلية القيادية وروح المطاولة، والهمة العالية والاقدام في انجاز العمل .

شاهد أيضاً

أوكرانيا

العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– فى العادة فإن الاستدلال عن سياسات إدارة جديدة يأتى من …