الرئيسية / الرئيسية / عوامل النصر على الأعداء

عوامل النصر على الأعداء

بقلم: د. سيف الدين الصارم

الشرق اليوم- لنتأمل قوله تعالى (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60)).

أغلبنا عندما يقرا كلمة (قوة) في هذه الآية الكريمة يخطر على باله قوة الجسد ،وقوة الاعداد العسكري للعدو من التجهيزات والامكانات الاخرى، وقد ورد في بعض التفاسير بان القوة هي الرمي وهو تفسير صحيح، ولكن لنتأمل جيدا في هذه الآية الكريمة سنجد ان الآية تضم عدة عوامل للأعداد للنصر على الاعداء وهي :

1. الاعداد الروحي: وهو ما في قوله تعالى(وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) فالأعداد الايماني هو اول واهم عوامل النصر فهو الذي يجلب التأييد الرباني للمجاهدين في سبيل الله كما حصل يوم بدر (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9)) ، فالقوة الحقيقية للانسان تكمن بقوة روحه الايمانية التي تبعث فيه الطاقة الايجابية التي تكمن في خلايا جسمه.

وقد يقول القائل بانه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم (ألا إن القوة الرمي) نعم هذا صحيح ولكن الم يقل الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ) فالتسديد الرباني لا يكون الا بيد رجل يحمل الصفات الايمانية ذو روح قوية بعقيدتها بالله، فقوة الايمان والعقيدة الصحيحة لها اثر في تسديد الرميات وادامة روح المطاولة لدى المجاهد ،فعندما نتفكر بجهاد الصحابة رضي الله عنهم الذين فتحوا مشارق الارض ومغاربها بلا طائرات ولا دبابات ولا صواريخ وغيرها من الاسلحة والاعتدة المتطورة، بل كان اغلب الجيش يسير على قدميه الالاف الكيلومترات ويقاتلون بسيوف تحملها اذرعهم ايام واشهر تراهم في النهار كالأسود في قتال الاعداء وفي الليل كالرهبان من العبادة، فأي قوة هذه التي يحملها هؤلاء الرجال وما سرها ؟ فهذا الامر خير مثال على القوة الكامنة التي يحملونها وعرفوا كيف يستخدمونها في خدمة الاسلام والمسلمين.

2. الأعداد المادي: وهو قوله تعالى(وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ)فالخيل هي الرمز بضرورة تجهيز المقاتلين بعدة الحرب اللازمة.

3. اختيار المجاهدين الصادقين وابعاد المنافقين: وهذا ما يدل عليه قوله تعالى (وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ) فاختيار المجاهدين لابد ان يكون وفق مواصفات ايمانية.

4. تهيئة الاموال اللازمة لأعداد الجيش وتجهيزه: مع اليقين بان الذي ينفق في سبيل تجهيز الجيوش الاسلامية التي تقاتل في سبيل الله ونصرة الدين سوف يوفيه الله اجره في الدنيا والاخرى فان الله اكرم من ان يرضى بان ينفق عبد من عباده لتجهيز جيش خرج لنصرة دينه (وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ).

شاهد أيضاً

أوكرانيا

العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– فى العادة فإن الاستدلال عن سياسات إدارة جديدة يأتى من …