الشرق اليوم- تجاوز كوكب الأرض رسميا نقطة منتصف الطريق إلى أزمة مناخية يمكن أن تضرب الأرض بموجات الحر المدمرة وارتفاع مستويات سطح البحر.
وأكد تقرير صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، أن متوسط درجات الحرارة العالمية في عام 2019 بلغ 1.1 درجة مئوية، فوق مستويات ما قبل الصناعة.
وهذا يعني أن كوكبنا قطع أكثر من 50% من الطريق، إلى حد 2C الذي وافقت عليه 195 دولة في اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015.
ونص الاتفاق على أن تعمل الحكومات من أجل الحد من الاحترار العالمي، إلى ما لا يزيد عن 2 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، بحلول عام 2100.
وحذر الخبراء من عواقب مميتة لارتفاع مستوى البحر وموجات الحر والجفاف والاضطرابات الاجتماعية، في حالة ارتفاع درجة الحرارة فوق الحد.
وفي تقرير المنظمة (WMO) الجديد، قال خبراء الأمم المتحدة إن العالم “بعيد عن المسار” لتحقيق أهداف باريس.
ويسلط التقرير الضوء على حرارة عام 2019 المتزايدة، وتسارع ارتفاع منسوب سطح البحر، والطقس المتطرف، وتأثيره على الناس والحياة البرية.
وكان العام الماضي ثاني أكثر الأعوام سخونة على الإطلاق، حيث بلغ متوسط درجة الحرارة العالمية 1.1 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.
وامتازت السنوات الخمس من 2015-2019 بأنها الأكثر دفئا على الإطلاق، والعقد 2010-2019 بأنه الأكثر سخونة منذ بدء التسجيلات في القرن التاسع عشر. وكان كل عقد منذ الثمانينيات أكثر سخونة من أي عقد سابق يمتد إلى عام 1850، وفقا للتقرير.
واعتمدت النتائج على مداخلات من خدمات الأرصاد الجوية الوطنية والخبراء الدوليين والمؤسسات العلمية ووكالات الأمم المتحدة.
وتستمر الاتجاهات الحالية في عام 2020، مع نشر التقرير في أعقاب شهر يناير الأكثر سخونة على مستوى العالم.
وتشهد بعض أجزاء نصف الكرة الشمالي، بما في ذلك أوروبا، شتاء دافئا بشكل غير معتاد.
وقال الأمين العام للمنظمة (WMO) بيتيري تالاس، إن القارة القطبية الجنوبية سجلت ارتفاعات جديدة في درجات الحرارة، مصحوبة بذوبان جليدي واسع النطاق وانهيار ثلجي سيكون له “تداعيات على ارتفاع مستوى سطح البحر”.
ومن المتوقع أن تزيد البلدان هذا العام، بموجب اتفاقية باريس الدولية بشأن تغير المناخ، من إجراءاتها لمعالجة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وإلى جانب ارتفاع درجات الحرارة، كان لتغيرات هطول الأمطار تأثير كبير على العديد من البلدان، مع ارتفاع مستويات البحر بوتيرة متزايدة.
وتشير البيانات الأولية إلى أن مستويات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي استمرت في الارتفاع في عام 2019، كما ارتفعت انبعاثات الكربون من الوقود الأحفوري العالمي بنسبة 0.6% العام الماضي.
ووجد التقرير درجات حرارة عالية قياسية من أستراليا إلى الهند واليابان وأوروبا، تضر بصحة الناس ورفاهيتهم.
وشهدت أوروبا موجتين حراريتين كبيرتين في يونيو ويوليو، مع تسجيل درجات حرارة وطنية جديدة في المملكة المتحدة، حيث وصل مقياس الحرارة إلى 38.7 درجة مئوية.
كما سجلت ألمانيا وهولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ وفرنسا درجات حرارة قياسية.
وتشير التغيرات المناخية إلى انتشار حمى الضنك، حيث يعاني نحو نصف سكان العالم الآن من خطر الإصابة بالعدوى وزيادة كبيرة في الحالات في عام 2019.
وشهدت الولايات المتحدة، باستثناء ألاسكا وهاواي وجزر أخرى، أعلى هطول للأمطار على مدى 12 شهرا من يوليو 2018 إلى يونيو 2019.
وخسرت البلاد ما يقدر بنحو 20 مليار دولار أمريكي من الفيضانات العام الماضي.
وضرب الجفاف أو انخفاض هطول الأمطار أجزاء كثيرة من العالم، بما في ذلك أستراليا، التي شهدت أيضا عامها الأكثر سخونة في ديسمبر، وموسم طويل وشديد بشكل استثنائي من حرائق الغابات.
كما أحرقت بعض أجزاء القطب الشمالي – وهو حدث نادر للغاية – واستمر الجليد البحري في المنطقة في الاندثار.
وشهد الغطاء الجليدي في غرينلاند 329 مليار طن من فقدان الجليد في عام 2019، وهو أعلى بكثير من المتوسط في السنوات الأخيرة، وما تزال الأنهار الجليدية تذوب.
وقال التقرير إن ارتفاع درجات حرارة المحيطات، إلى جانب المزيد من المياه الحمضية وانخفاض مستويات الأكسجين، يؤثران على الحياة البرية البحرية والموائل مثل الشعاب المرجانية.
المصدر: ذي صن