الشرق اليوم- ألغى المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي، الخطاب الذي كان يعتزم إلقاءه بمناسبة رأس السنة الفارسية، ويأتي ذلك بعد أن طال فايروس كورونا المستجد مسؤولين كبار في النظام الإيراني والدائرة المقربة لخامنئي.
ويعكس قرار تغيّب المرشد الأعلى عن مناسبة كبيرة بمسقط رأسه في مدينة مشهد، مدى اتساع تفشي كورونا في إيران وحجم الأزمة التي يواجهها النظام.
وقال مكتب خامنئي إنه تم إلغاء خطاب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، الذي كان يعتزم إلقاءه في 20 من الشهر الجاري في مدينة مشهد (شمال شرق) بمناسبة رأس السنة الفارسية بسبب تفشّي فايروس كورونا المستجدّ.
وأضاف المكتب في بيان إنّ “حفل خطاب المرشد الأعلى الذي يجري سنوياً في مقام الإمام الرضا في اليوم الأول من العام الجديد لن يجري هذا العام وآية الله خامنئي لن يتوجّه إلى مشهد”.
ويشار في هذا السياق إلى أن مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي توفي الأسبوع الماضي بعد إصابته بفايروس كورونا. وكان محمد مير محمدي، البالغ من العمر 71 عاما، عضوا في مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران، ومستشارا للمرشد الأعلى.
وباتت إيران إحدى أبرز بؤر وباء كورونا في العالم، إذ وصلت حصيلة الوفيات بالفايروس إلى 237 شخصا في آخر حصيلة لوزارة الصحة.
وأوضح البيان أنّ قرار إلغاء الخطاب اتّخذ “بسبب تفشّي كورونا والنصائح الصارمة من المسؤولين والخبراء الصحيين والطبيين لتجنّب التجمّعات والتنقّلات من أجل منع انتشار المرض”.
ومشهد هي عاصمة محافظة خراسان الرضوية وثاني كبرى مدن البلاد من حيث عدد السكّان، كما أنّها إحدى أبرز المدن الشيعية المقدّسة في البلاد، وهي كذلك مسقط رأس آية الله خامنئي.
ووفقاً لآخر الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة، بلغ عدد المصابين بكورونا في محافظة خراسان الرضوية 183 شخصاً.
ويعتبر الخطاب الذي يلقيه المرشد الأعلى سنوياً في مدينة مشهد بمثابة برنامج يحدّد الأهداف الرئيسية للبلاد خلال الأشهر الـ12 التالية.
وكان آية الله خامنئي (80 عاماً) ظهر على شاشات التلفزيون الثلاثاء الماضي مرتدياً قفازات واقية مماثلة لتلك المستخدمة في المستشفيات، وقد حثّ الإيرانيين على اتّباع الإرشادات الحكومية لمنع انتشار الوباء.
ومع اقتراب حلول عيد رأس السنة الفارسية، الذي يعتبر عادة مناسبة لتنقل كثير من المواطنين في أرجاء البلاد، أمرت السلطات في العديد من المحافظات بإغلاق الفنادق وسائر أماكن الإقامة السياحية في محاولة منها لثني المواطنين عن التنقّل.
وتصاعدت مخاوف الإيرانيين لوجود تقصير كبير من جانب السلطات في طهران لاحتواء سرعة تفشي الفايروس، متهمين الحكومة بعدم اتخاذ التدابير اللازمة في الوقت المناسب.
وتشير حجم الإصابات والوفيات إلى الثغرات المهولة داخل القطاع الصحي الإيراني في مواجهة الفايروس، فالمسؤولون البارزون في الدولة لم يتمكنوا من النجاة والإصابة بالمرض فضلا عن بقية أفراد الشعب.
وكانت أشارت تقارير في وقت سابق إلى أن فشل النظام الإيراني في التعاطي مع كورونا المستجد واعتماد سياسة التعتيم الإعلامي، ساهمت بشكل مباشر في مزيد تأزم الوضع بالبلاد وتصدير المرض إلى دول مثل الكويت والبحرين والعراق ولبنان.
وسارعت هذه الدول إلى إجراء التدابير الوقائية اللازمة وغلق الحدود وتعليق الرحلات من وإلى إيران.
ووفقاً لآخر الأرقام الرسمية، أصيب أكثر من 7000 شخص بالفايروس في إيران، كما سجل 43 وفاة جديدة في الساعات الـ24 الماضية، ما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 237 وفاة. وقال المتحدّث باسم وزارة الصحة كيانوش جهانبور في مؤتمر صحافي متلفز “أكّد زملاؤنا 595 إصابة جديدة في أنحاء البلاد”.
المصدر: صحيفة “العرب” اللندنية