بقلم: رافيل مصطفين – “نيزافيسيمايا غازيتا”
الشرق اليوم– بعد شهر واحد بالضبط من تعيينه رئيسا لوزراء العراق، فشل وزير الاتصالات السابق محمد توفيق علاوي، للمرة الثانية، في تشكيل الحكومة، فسحب ترشيحه، متخليا عن بذل مزيد من المحاولات لتشكيل مجلس الوزراء.
تستمر الاحتجاجات حتى يومنا هذا، فتضعف في بعض الأحيان بشكل طفيف، لتعود فتندلع مرة أخرى. في كثير من الأحيان، تجري المظاهرات تحت شعارات متعاكسة تماما. ففي اليوم نفسه، يرفع الناس لافتات مكتوب عليها “الموت لأمريكا”، وأخرى تطالب إيران بترك العراق ينعم بالهدوء. يعكس ذلك، أولاً، المواجهة التي لا تهدأ بين إيران والولايات المتحدة من أجل التأثير في العراق؛ وثانياً، تعطش أنصار “داعش” إلى الانتقام.
وأما من جهة أخرى، فتصعب مكافحة فيروس كورونا، الذي ينتقل بسهولة من إيران المجاورة. علما بأن السلطات العراقية لم تقرر إغلاق المعابر الحدودية مع إيران قبل أمس الأول الثلاثاء. ومع ذلك، فإن عزل العراق عن إيران تماما، لن ينجح.
ووفقا للعديد من المحللين، سيحاول الجهاديون، بالتأكيد، استغلال الشلل السياسي الذي يهد البلاد من أجل الحط من قدر النخبة العراقية الحالية في عيون ملايين العراقيين العاديين. يمكن القيام بذلك من خلال الانضمام إلى مطالب المتظاهرين بقطع الطريق أمام ممثلي النخبة الفاسدة القديمة، التي تخدم إيران، إلى السلطة.
وفقا للدستور العراقي، أمام الرئيس الآن 15 يوما لاختيار المرشح التالي الذي يمكن تكليفه بتشكيل الحكومة. إلا أنهم، في مجتمع الخبراء، يرون صعوبة تحقيق ذلك في الفترة الضيقة المتاحة. فقد بينت الأحزاب والحركات كم هي متقلبة.