الرئيسية / الرئيسية / سلامٌ يا وطني … الـ “كورونا” وحد الصفوف

سلامٌ يا وطني … الـ “كورونا” وحد الصفوف

بقلم: عبد الله جعفر كوفلي

الشرق اليوم- بقعة معينة من الأرض يرتبط بها الإنسان و يمد جذوره في أعماقها, ويكن له الحب ويضحي من أجلها ويناضل ويفتخر وهو العنوان والاسم والهوية والاهل، إنها “الوطن”، والوطن لا يمكن بيعه أو التنازل عنه، وكلما ابتعد الانسان منه يزداد شوقاً وتقديراً .

الأديان السماوية دعت إلى حب الوطن والتضحية من أجله في الدفاع عنه بالدعاء له من كل مكروه وتهديد، منها الآية القرآنية الكريمة (رب اجعل هذا البلد آمناً ..) وعلينا أن نعمل في سبيل إسعاد أهله ونحميهم من كل ما يعكر صفوة الحياة فيه و نتوكل على الله رب العالمين، لأن الجوارح تعمل والقلوب تتوكل.

للطاعونات تاريخ طويل ومتكرر وحصدت آلاف من الأرواح في القديم لقلة الخدمات الصحية، و هذا لا يعني عدم ظهورها في زماننا بحجة التطور والاستكشافات الطبية المستمرة بشكل يومي، آخر هذه الأوبئة فايروس كورونا الذي ظهر في مدينة ووهان في الصين وانتشر، ويوماً بعد يوم تزداد أعداد المصابين بها وبات الشغل الشاغل لكل العالم وطغت على كل الأحداث واختلقت الآراء حول أسباب الظهور وما يؤول اليه في الاخير ومن هو المستفيد والخاسر منه.

بحكم موقع كوردستاننا الحبيب وقربه من إيران الذي أصابه الفايروس حتى العظم وأعلن أن جميع الأقاليم قد أصابها، وعلى الرغم من الإجراءات الصحيحة المتشددة التي اتخذتها حكومة الإقليم في المنافذ الحدودية والداخل و لا تزال مستمرة إلا أن الشعب قد أصيب بالصدمة لدور الإعلام السلبي أحياناً والتركيز عليه و تكرار الإعلان عن الاحصاءات و الاجتماعات الحكومية في أعلى المستويات .

بظهور فايروس كورونا نزداد إيماناً بقضاء الله و قدره و قدرته على قول كن فيكون وبنظرتنا الانسانية المتواضعة، فأنه مكروه و عسانا أن نكره شيئاً وهو خير لنا , فالفايروس لا يميز بين أبناء الشعب هو من الأبيض أو الأسود، طويل أو قصير، غني أو فقير , ومسؤول أو مواطن عادي, من هذا الحزب أو ذاك، يميناً أو يساراً فالكل أمامه سواسية كأسنان المشط، و إن الإجراءات الصحية المتخذة مع المشبوهين بالإصابة هي نفسها مع الجميع دون زياده أو نقصان، و هذا يدفعنا إلى وحدة الصفوف على المستوى الشعبي والسياسي والحكومي، حقاً بعد ظهور الفايروس تم وضع كل الخلافات الحزبية جانباً لأن الخطر القادم لا يملك أسماء معينة أو ألوان محددة لأصابتهم بل الانسان الكوردستاني هو الهدف وهو الضحية .

ان وحدة المواقف السياسية و الصف الشعبي مطلوب ومهم، لدرء الأخطار و تجاوز المراحل الحرجة و لكن يبدو و للأسف نقول هذا، بأن العوامل والاخطار الخارجية التي تهدد وجود كوردستان توحد صفوفنا و ما إن زالت تلك الأخطار و تبدأ الخلافات الداخلية بالبروز و لنا في داعش الإرهابي، و هجومه على كوردستان و ظهور الفايروس كورونا خير دليلان على ما نقول عسى أن نأخذ منهما الدروس و العبر .

شاهد أيضاً

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

العربية- هدى الحسيني الشرق اليوم– يقول أحد السياسيين المخضرمين في بريطانيا، المعروف بدفاعه عن حقوق …