الشرق اليوم اخباري تحليلي
مقالات مشابهة
بقلم: أ.د. ضياء واجد المهندس
الشرق اليوم- في حوار مع بعض الأخوة منهم وزراء ونواب سابقين، قال أحدهم أنت تستحق أن تدير رئاسة الوزراء بذمة ووطنية وإخلاص، وقال نائب سابق: “أنت تستاهل كل خير”.. لا أعرف لماذا اعتبرت مجرد الترشح لرئاسة الوزراء مصيبة وبلاء، فقلت لهم: نحن بلا رئيس وزراء (غائب طوعيا) بالعرف العراقي (بكيفه)، والفساد اجتاز كل الأرقام القياسية، وما يصدر فعلياً من النفط يهرب ربعه من الشمال، وعُشره من الجنوب، والباقي لا يسد رواتب الموظفين والمتقاعدين والرئاسات والنواب والفضائيين..
المشكلة أن النفط بانخفاض، والعجز بالميزانية تجاوز 50 ترليون وسيصبح إذا انخفض النفط بمقدار 10 دولارات فان العجز بالميزانية سيتجاوز 75 ترليون دينار.. يا اخوان نحن بلا امن ولا أمان، تحكمنا الاعراف العشائرية اكثر من الوسائل القانونية، السلاح المنفلت يغزو الشارع العراقي وعدد الفصائل المسلحة تتكاثر، والتظاهرات في الوسط و الجنوب تنتشر مخلفة ورائها شهداء و جرحى و تكثر فيها الخطف و القتل و التغييب، يزداد عدد المعطلين عن العمل من الخريجين وحتى من ثبتوهم من العقود و الاجور و التعيينات فكانت خدعة لأنها بدون تخصيصات مالية . يقع أكثر من 40% من العراقيين تحت خط الفقر في الوسط والجنوب وتقترب النسبة من 60% من خط الفقر في بعض المحافظات الجنوبية.
يقبع البلد في جب عميق من الفساد والركود الاقتصادي وأمية سائدة في الشباب والنساء وغياب وعي صحي في اجواء تعرضنا لغزو فتاك من فايروس كورونا، وفي ظل غياب للصناعة والزراعة والتجارة والإسكان والعمران والكهرباء والماء والبنى التحتية.
عندما قال محمد رضا الشبيبي لرئيس وزراء المملكة العراقية نوري سعيد، في مجلس الأمة في خمسينيات القرن الماضي: انت دكتاتور يا باشا!، رد نوري سعيد : “آني ما جالس على كرسي رئاسة، جالس على خياسة (سبتتنك)”.
وأتذكر عند زيارتي لمصر التقيت في أحد مساجد القاهرة بصحبة أحد رؤوساء الجامعات مع أحد قيادات الإخوان في زمن حكمهم لمصر، بعد ان تجادلنا وشعر بالحرج، أنهى القيادي الإخواني قوله: يا بروف، السياسة نجاسة خيرنا من تطهر منها! قلت له: لماذا تدخلون بها؟ قال: من باب الاضطرار (ومن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه).
