بقلم: هادي جلو مرعي
الشرق اليوم- يقول الخبر: استقبل السيد رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح، في بغداد، رئيس تيار الحكمة الوطني سماحة السيد عمار الحكيم، ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، ورئيس تحالف الفتح هادي العامري ورئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي كلاً على حدة.
وأكد السيد الرئيس ضرورة الإسراع في التوصل إلى اتفاق بين الكتل السياسية من أجل تسمية رئيس مجلس وزراء يحظى بقبول وطني وشعبي، مشدداً على الالتزام بالفترة الدستورية المحددة من أجل تشكيل حكومة قادرة على التصدي لمهامها في ضوء التحديات التي تواجه العراق.
وأشار رئيس الجمهورية الى أن الجميع مطالب بوقفة وطنية مسؤولة لتجنيب البلاد ما تمر به من ظروف معقدة وصعبة، وتهيئة الأجواء المناسبة لانتخابات مبكرة، وتلبية مطالب العراقيين بمختلف أطيافهم.
وجرى، خلال اللقاء، الاتفاق على مواصلة الحوار والمشاورات بين القوى السياسية لاختيار وترشيح شخصية مقبولة تتصدى للأوضاع الراهنة واستحقاقات المرحلة المقبلة وإنجاز متطلبات الإصلاح في البلاد.
طيب من هم الذين استقبلهم السيد الرئيس حفظه الله؟
السيد عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة الذي لم يكن متحمسا لرفض علاوي، ونوري المالكي رئيس ائتلاف دولة القانون الذي كان متحمسا لرفض علاوي، وحيدر العبادي رئيس تحالف النصر الذي كانت لديه تصورات عن مجمل تطورات التأليف والتكليف التي أفضت الى ترشيح علاوي، ومن ثم الإطاحة به، ورئيس تحالف الفتح هادي العامري الذي يمثل قوى الحشد الشعبي والقوى السياسية الحليفة للحشد، والتي لديها بمستوى ما تواصل مهم مع زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، وكانت تفاهمت معه كثيرا في موضوع ترشيح السيد علاوي لتشكيل الحكومة، وكان يمكن أن تصوت لصالحه لولا الرفض السني الكردي الصريح.
هذا يعني أن الكرة في الملعب السياسي الشيعي، ويتطلب ذلك بالفعل استنفارا عاليا بغية الوصول الى مرشح يمكن تمريره، لا يغضب الكرد والسنة، ووفقا لنظام المحاصصة فإن رئيس الوزراء العراقي يجب أن يكون شيعيا، وقد طرحت أسماء عدة من بينها مصطفى الكاظمي رئيس جهاز المخابرات، ونعيم السهيل المقرب من المالكي، وقحطان الجبوري وزير شيعي سابق، وربما سيتم طرح أسماء أخرى حتى وقت التكليف، وهذا يستدعي نقاشات عميقة مع السنة والكرد، وبالتأكيد فإن لقاء الزعامات الشيعية بصالح يأتي في هذا السياق، وليس غيره، والوقت يمضي والشعب لم يعد يتحمل المماطلة، وهناك استحقاقات مهمة كإقرار الموازنة، ومواجهة العجز الاقتصادي، ووباء كورونا الذي أصبح شريكا في العملية السياسية، ويهدد كل عراقي، وهو يبحث عن (مناخر وفناخر) الناس ليتوغل منها الى أجسادهم الهزيلة الواهنة بفعل القهر وعوامل البطالة والفقر، وعدم وضوح الرؤية، وفقدان السعادة التي سببتها الحروب والحصارات والسرقات.