الرئيسية / الرئيسية / دولة العراق والهويات الفرعية

دولة العراق والهويات الفرعية

بقلم: محسن الشمري

الشرق اليوم- إن إنهيار الهويات الفرعية (الدينية والطائفية والقومية والعائلية والمناطقية) ضرورة لقيام الهوية الوطنية والتناحر الحالي بين حملة ألوية الهويات الفرعية يمثل حالة صحية لقيام الدولة المغيبة.

إن الدول الإقليمية تحرص على تجذير وتقوية الهويات الفرعية في العراق حتى تبقى هذه الدول متحكمة في المشهد العراقي لكن الشعب أجبر الدول الإقليمية على مرجعة علاقاتها ودعمها المفتوح والمشروط بتنفيذ ازدوجية التعامل مع حدودها وحدود دولة العراق الى رموز الهويات الفرعية والذين يعتاشون بها ويخربون البلد عن قصد او دون قصد،وهذا الاجبار ظهر كرد فعل من الشعب العراقي على الازدواجية الهدامة التي تقدس حدودها وتستبيح حدود العراق بداعي الدفاع عن أمنها القومي على ارض العراق

الفكر والسلوك (النظرية والتطبيق) كانت وتبقى حاكمة وحاسمة عند عامة الشعب لتقييم المتصدين بعد مطابقة كلامهم وأفعالهم على المدى القصير والطويل وبقاء الطبقة الحاكمة على نفس السلوك يُعزز عزلتها ويزيد ابتعاد مكوناتها عن الشعب واحتياجاته وهمومه اليومية لان الهويات الفرعية لا تنتج علاقة طويلة المدى بين الشعب والحكومة.

غياب مفهوم الدولة لدى اغلب المتصدين في العقود الست الماضية جعل منهم ادوات متنوعة المنابع والمشارب لتمزيق النسيج الاجتماعي وإقصاء المشاريع البناءة للفرد والمجتمع والدولة.

لم ولن تكون الطائفة او المذهب الطريق السليم للبقاء في السلطة وانما وسيلة للوصول اليها والبقاء في السلطة لأطول فترة يحتاج الى شخصيات تحمل مشروع بناء دولة لا بناء امجاد شخصية وفئوية ومشروع الدولة يقوم على الانتماء والصدق والأمانة والاخلاص حتى تذوب الحكومات بين اركان البناء ويتعزز العقد الاجتماعي يوم بعد يوم.

لم تاتي الطائفية في صدر الإسلام بخليفة على حساب الاخر وانما كان هناك تزاحم اراء ومواقف بين المسلمين وهذا التزاحم هو الذي وضع التسلسل بين الخلفاء الأربعة ولم يتحول هذا التزاحم الى صراع رغم دفع اطراف مهمة آنذاك متضررة من العدالة الاجتماعية الناشئة للصراع وتمزيق النسيج الاجتماعي والاقتتال الداخلي.

إنتقائية الاستصحاب من التاريخ وإسقاطها على الحاضر من اجل تحقيق مكاسب ضيقة والحفاظ عليها لن تبقى اثارها التخريبية مخفية طويلاً وهذا ما حدث ويحدث منذ سنوات والجولة الاخيرة من الاحتجاجات فيها ادلة كثيرة لهؤلاء الذين إتخذوا التخندقات الفرعية ملاذات لاستمرار مشاريعهم وحتى لو حصل التفاف او تسويف او اجهاض لهذه الجولة فستتبعها جولات اخرى وقد تكون صولات للشعب على سبيل تثبيت الهوية الوطنية.

فترة التجربة المُرة التي عشنا تفاصيلها بعد 2003 اوشكت على النهاية ولم يبقى منها الا القليل وأصبح مفترق الطرق واضح المعالم بين المطالبين بالهوية الوطنية والمعتاشين على الهويات الفرعية من الطبقة الحاكمة.

شاهد أيضاً

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

العربية- هدى الحسيني الشرق اليوم– يقول أحد السياسيين المخضرمين في بريطانيا، المعروف بدفاعه عن حقوق …