الرئيسية / الرئيسية / مقتدى الصدر وطموحه بموقع “نصر الله”

مقتدى الصدر وطموحه بموقع “نصر الله”

بقلم: مهند دراجي

الشرق اليوم- بات من البديهي عند كل من يتتبع الشأن العراقي، أن يتعثر بأخبار سماحة السيد مقتدى الصدر، فمحاولاته أن يكون علامة فارقة في التاريخ السياسي العراقي، والمرجع الأول لاتخاذ القرار السياسي، فضلاً عن استماته في أن يكون الوجه الخارجي للرجل السياسي العراقي صاحب النفوذ، أصبحت مكشوفة للجميع.

لكن ثمة وجه آخر لتطلعات القائد الصدر، المعروف بتقلبات مواقفه السياسية لدرجة وصفه بالشخصية -الازدواجية- كما يقول عنه الباحث في العلاقات الدولية، كريم بيطار: إن “الصدر شخص ذو خط متعرج، تنقّل من كونه قائدا وطنيا مناهضا للولايات المتحدة خلال حرب العراق، لنجده متحالفا مع السعودية، وعاد فجأة مرة أخرى إلى اتخاذ منعطف جذري والتقرب من الإيرانيين”.

ويرى الباحث ريناد منصور من “شاتام هاوس” أن الصدر من القادة القلائل الذي عايشوا فترة صدام حسين، وواصفاً إياه بـ “المتناقض على مدى السنين، لكنه في نهاية الأمر يجري بما يشتهي الشارع”.

يتفق الكل أن الصدر يتكئ على إرث والده، وهذه العائلة دخلت معترك السياسة منذ زمن؛ حيث يقول الخبير بالشأن العراقي فنر حداد: إن “الصدريين جزء لا يتجزأ من الطبقة السياسية، ولم يغيبوا مرة عن المناصب الوزارية والعامة الرفيعة المستوى”.

انطلاقاً من تناقض الصدر المعهود والمكشوف، ولعبه أدوراً متعددة بين الموالي والمعارض، ثمة رغبة بالتوسع نحو مزيد من النفوذ؛ لكن قاسم سليماني كان يكبح جماح هذه الرغبة، واليوم بعد غياب سليماني عن المشهد، ما الذي يمنع مقتدى الصدر أن يكون عنوانا للمقاومة وعنوانا لمواجهة البطش الأمريكي وأن يكون بمستوى حسن نصر الله في لبنان؟ 

كلنا نعلم مكانة الأمين العام لـ “حزب الله” اللبناني، السيد حسن نصر الله، وشعبيته الجارفة، فلبنان حكومة وشعباً؛ لا يستطيعان بأي حال من الأحوال تجاوز أو تجاهل سماحة السيد، وهذا حلم مغري بالنسبة لمقتدى!

هناك قواسم مشتركة بين السيد حسن نصر الله ومقتدى الصدر، ولكنها على اختلاف تفاوتها، لا يمكن مقارنة وزنها ببعض، فكلاهما يملكان حشوداً تابعة ومؤيدة، وهما الاثنين يقاومان قوى الاستكبار والبطش، ويمتلكان أيضا موقفاً مشابها من الاحتجاجات الأخيرة، وفقا لما يقوله المحلل السياسي، علي الأمين، لموقع قناة “الحرة”، إن “قواعد اللعبة السياسية القائمة في كل من لبنان والعراق، تقوم على خدمة النفوذ الإيراني على وجه الخصوص، وهو ما يفسر خروج كل من نصر الله والصدر ضد المظاهرات السلمية”.

الصدر ونصر الله، كلاهما يحظيان بمباركة إيران وإن كانت بنسب متفاوتة بينهما، إلا أن الفارق هو القرار السياسي والمكانة الدولية التي يمتاز بها نصر الله، وإلى حد ما يفتقرها الصدر.

ولعل سبب التناقض الذي يعشيه الصدر وتعيشه قراراته وآرائه المتداخلة، جزء كبير منه هو الدور المفقود الذي يحاول الوصول إليه سياسياً وقيادياً، وأن يكون الشخصية الوازنة في القرار السياسي والديني، وكذلك لربما أراد أن يكون الوكيل الأقرب لطهران وهو ما سبقه إليه وبمراحل أمين عام “حزب الله” اللبناني، ولربما يرى الصدر أن دور حزب الله وتضخمه يسبب له مزيدا من الجمود، وأنه آن الأوان لدور جديد!

 من يعلم ما يحمله قادم الأيام؟

شاهد أيضاً

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

العربية- هدى الحسيني الشرق اليوم– يقول أحد السياسيين المخضرمين في بريطانيا، المعروف بدفاعه عن حقوق …