بقلم: عبد الخالق الشاهر
الشرق اليوم- كلية الدفاع الوطني تدرس الستراتيجية الشاملة (اقتصاد- سياسة – اجتماع – عسكر) وتختتم عامها ب (تمرين إعداد الدولة للحرب) ويعني إعداد اقتصاد الدولة وسياستها ومجتمعها وقواتها المسلحة للحرب مع دولة مفترضة ولكل منها اسبوع للحل والمناقشة وغير ذلك ، وكان الطلبة يقسمون الى مجموعتين الأولى تقدم الحلول مطبوعة وتقوم الثانية بنقد تلك الحلول وبعدها تأتي آراء الهيئة التدريسية … هذا ما ذكرني به البرنامج الحكومي للسيد محمد علاوي حيث انه حلول لنفس المعاضل الاربع أعلاه ولو أنه غير مرتب ، وجاء بنفس الطريقة التي كانت حلول الطلبة تأتي بها وليس في ذلك استهانة حيث ان الطلبة كانوا قادة كبار لا تقل درجاتهم عن مدير عام / قائد فرقة / عضو فرع صعودا وكنا نركز معهم على تعليمهم طريقة التفكير الصحيحة للوصول الى وضع الخطة على ضوء المهمة وعلى ضوء مبدأ مشابه للمبدأ العسكري (( انتشر وإلا تمت)) وهو (( اختصر وإلا تفشل)) وهذا لا يعني ان أختصر بالجوانب الاساسية فأقول (( سيادة القانون)) أو (( حصر السلاح بيد الدولة)) أو ((العمل على توفير أجواء مطمئنة للمواطنين ومشجعة للمشاركة في الانتخابات)) كما جاء في برنامج السيد علاوي.
كانوا يقولون مثلا (تعزيز العلاقات الخارجية مع ايران ) فأسألهم: لماذا؟؟ وكيف؟؟ لماذا نعزز العلاقات هل لوجود مصلحة مشتركة ؟؟ او تحد مشترك .. آلخ .. ام ان الأمر هو حب قبل كل شيء كما يجري الآن ومن الحب ما قتل ؟؟ فأي بلد تحبه اكثر من بلدك يعد من انواع الحب القاتلة ، فرغم الكورونا لا نغلق الحدود ونبقيها مفتوحة للأغراض (التجارية) ولا نقول نبقيها للتصدير الايراني خصوصا وأننا ونحمد الله لا نملك ما نصدره لأي كان الا العملة الصعبة .
بعد ذلك اسألهم كيف ؟؟ كيف نعزز العلاقة ؟؟ هل يذهب وزير خارجيتنا ليشرب الشاي مع وزير خارجيتهم ؟؟ وهل توجد علاقات دون تفعيل وظيفة اقتصادية ؟؟ وهل سنجعل اقتصادنا في خدمة السياسة فتذهب ريحنا ام نضع السياسة في خدمة الاقتصاد فنرتقي ؟
اما فقرة تحديد المهمة التي تحدثنا عنها فالالتزام بها يجعل بوصلتك مصانة من التذبذب والانحراف ، من اين استقي مهمتي لو كنت بمكان السيد المكلف ؟؟ استقيها بأن أسأل لماذا جئت من بيروت بطائرة خاصة بالآلية ذاتها التي جاء بها السيد عادل عبد المهدي ؟؟ الذي جاء بالظرف الذي جاء بي هو الشعب المنتفض والذي هو لم يطالب بالحصة التموينية او الكهرباء بل ان اول مطالبه كانت ((نريد وطن)) وهي ليست بحاجة الى ترجمة او توضيح ، وأن وضعها بالبرنامج الحكومي لا تتم بالطريقة التي وضعت بها على مدى 17 عاما ، ((عدم التدخل في الشؤون الداخلية )) او ((اقامة علاقات متوازنة مع دول الجوار)) وكلها مكررة دون جدوى وكلها لا تمثل استجابة لمطلب (( نريد وطن)) وهذا ما ينسحب على ((حصر السلاح…)) الذي وعدنا به قائدين عامين سابقين دون خطوة بسيطة واحدة بهذا الاتجاه.
سأتوقف هنا ليس لأني اكملت القول بل لأقول ان النقد غير البناء الموجه لهذا البرنامج كان غير محايد الى حد بعيد فمثلا يذكر البعض انه لم يتطرق الى محاسبة قتلة المتظاهرين وهي مذكورة ، وهناك نقد جاء عن سوء فهم للأمور فمثلا هناك من يطالب المكلف بتحديد موعد الانتخابات بالساعة والدقيقة متصورين ان رئيس الوزراء مخول بكل شيء متناسين وجود برلمان وهيئات مستقلة وأن المفوضية المستقلة هي مستقلة بالكامل ولا تأخذ اوامرها الا من مجلس النواب وقد تطعن بذلك المحكمة الاتحادية وعندما تقول الانتخابات بعد عشر سنوات لا يملك الا ان يحثها ومع ذلك تجاوز سلطته وقال ((بفترة اقل من سنة)) ، وهناك من وجه النقد بقوله انه لم يمنع المكاتب الاقتصادية للأحزاب ، وهي ليست ضمن صلاحياته بل ان ذلك يدخل في اطار قانون الاحزاب والذي يحتاج الى ضمانات خصوصا وأن احزاب السلطة تحمل السلاح وتمتلك المال السياسي.