الشرق اليوم اخباري تحليلي
مقالات مشابهة
بقلم: د. قصي الشعلان
الشرق اليوم– إن تعريف “الغوغائية” في السياسة، هي استراتيجية تملق الجماهير لاستغلال مشاعرها وكسب ودها، كما تعرّف أيضا بأنها حالة سياسية تكون فيها السلطة بيد الجماهير، وهناك تعريف رائج للغوغائية، بأنها تصرف السياسيين الذي يتقربون إلى الشعب بالتملق والمصانعة والمداهنة لاكتساب شعبية ما أو المحافظة على السلطة أو للوصول إلى السلطة؛ والغوغاء أيضا بكل اختصار وبكلمة واحدة هي “الفوضى”.
قديما كان يقال “شاعت الفوضى عندما ملأ الغوغاء السوق”، في إشارة إلى المدينة اكتظت بمجموعة من الخارجين على القانون والراغبين في تطبيقه وفقا لمصالحهم الخاصة.
إن ظاهرة الغوغاء على مر التاريخ منتشرة في ثقافات وشعوب مختلفة، لكن الغوغاء والمجموعات الغوغائية دائما ما تحتاج لقائد ينظم هذ الفوضى. ويجعل من نفسه وصيا على الغوغائيين وعلى الخائفين.
كمواطن عراقي، إذا أعطيت نفسك فرصة وقرأت هذه التعاريف للغوغائية، سيقفز لذهنك مجموعة من السياسيين، ولكن المرشح الأوفر حظا هو السيد مقتدى الصدر.
وصف أحد الكتاب والمحللين في مقال له مقتدى الصدر بأنه نموذج واضح في خطابه وأعماله للسياسات الغوغائية، التي ظهرت بعد عام2003، ونرى أن السيد الصدر من خلال خطبه وتغريداته عبر صفحته في تويتر وعبر مؤتمراته الصحفية، لم يستفيد من دراسته في “قم”، كما أنه يفتقر للقدرة على التعبير عن أفكاره السياسية في حال وجدت أفكار.
هذا المقال بمثابة مقدمة لدراسة “الغوغائية” في فكر سماحة السيد الصدر، وستناقش باقي المقالات على أجزاء عدة من الأمور التي تثبت صحة ما نتحدث به، من حيث جهاز الصدر الأمني، وعصابات التزوير والتهريب، وكيف غير عقيدة جيش المهدي.
السيد مقتدى الصدر يغطي الغوغائية في فكره من خلال استنكاره الأعمال الإرهابية، ومن خلال دعوته للحكومة الأخذ بالمطالب الشعبية وتلبيتها، كما أن تحوله للعمل السياسي يحتاج لقراءة عميقة.
ولأن الصدر يعلم أن خطابه السياسي سيفشل بسبب عدم معرفته وعدم قدرته على التفكير كسياسي، فأنه لن يتخلى عن هامش القوة العسكرية الذي يحتفظ به، واستعراضه لقواه المختلفة في الشارع، واليوم يقول في مقابلته الأخيرة مع قناة الشرقية إنه تعمد الخروج من العراق إلى قم؛ حتى لا يقال أن الصدر يدير الاحتجاجات
الصدر يضع العراقيين في وجه شخص لا نستطيع فهمه فماذا يريد اليوم، وهو يهدد ويتوعد الثوار والشباب ويعتبرهم قطاع طرق وسلابين ونهابين، بينما رجاله يعيثون فساداً من خلال المناصب أو من خلال حرابة الطريق!
