الرئيسية / الرئيسية / شكليات ديمقراطية

شكليات ديمقراطية

بقلم: حمزة مصطفى

الشرق اليوم– كل أربع سنوات نجري إنتخابات منذ عام 2003 والى اليوم. عال العال.كل أربع سنوات يصعد نواب جدد الى البرلمان ويتم إقصاء آخرين. هذه هي قواعد اللعبة الديمقراطية. (خوما النمسا أحسن من عدنه). كل أربع سنوات نتقاسم المناصب السيادية طبقا للمكونات (شنسوي) نحن بلد تعددي عرقيا ومذهبيا ودينيا. الهند أيضا بلد تعددي وأميركا هي الأخرى بلد تعددي وكلاهما ديمقراطيان. يعني مثلنا تماما من حيث شكليات الديمقراطية. ولكوننا كذلك فلابد من مراعاة حقوق المكونات مرة والإستحقاق الإنتخابي مرة أخرى والكوتا, النساء والأقليات (خوما تنسوها).

من شكليات الديمقراطية لدينا هي الإحتكام الى الدستور. لانعمل شئ ليس دستوريا لا سامح الله بمن في ذلك توزيع المناصب. وبما إننا منذ عام  2003 الى اليوم نوزع المناصب على أساس واحد أطلقنا عليه الديمقراطية التوافقية فإننا إحتكمنا الى العرف مع  إقرارنا بعدم الإشارة اليه في الدستور. هذا ينطبق على الرئاسات الثلاث التي توزع حسب المكونات, والوزارات السيادية هي الأخرى توزع كذلك.

بعد  17 عاما إكتشفنا بطريق المصادفة طبعا أن هذه الديمقراطية بهذه الطريقة الحزبية المكوناتية جلبت لنا المشاكل والويلات فصرنا نبحث عن المستقلين لشغل المناصب والمواقع كلها من أعلى رأس الهرم الى كراجي النهضة والعلاوي. ماهو المستقل؟ أن يكون مستقلا عن الإنتماء الحزبي. هنا (نزلنا شوية على الترابي). أن يكون غيرمزدوج الجنسية (هذه بيه باب وجواب). أن يكون غير مشارك سابقا لا في الإنتخابات ولا في الحكومة. لماذا؟ لأن المجرب لايجرب.

كيف نرشح رئيس الوزراء؟ الكتلة الأكبر هي التي ترشحه. هذا جزء من شكليات الديمقراطية المعمول بها في كل العالم الديمقراطي. أي الأكثرية التي تسمى الموالاة ويقابها الأقلية ويطلق عليها المعارضة التي بإمكانها تشكيل حكومة تسمى حكومة ظل مثلما هي معمول بها في بريطانيا. (قابل بريطانيا أحسن منا؟).

هل عملنا بهذا المبدأ الدستوري؟ والله ما أدري. كيف لاتدري. الست شاهدا على الدورات الإنتخابية منذ عام 2010 الى اليوم؟ اليس كل أربع سنوات نهرع الى المحكمة الإتحادية لكي تفسر لنا مفهوم وماهي ومن هي وكيف هي ولماذا هي الكتلة الأكبر؟ وفي كل أربع سنوات حين نهرع اليوم نعرف أن المحكمة الإتحادية بعد غد سوف تجيبنا نفس الجواب الذي أجابتنا به المرة الماضية بالحرف والنقطة والفارزة (حتى إنني أتذكر لحد الآن في أحد السطور يجب أن تكون الهمزة هي همزة وصل لكن جاءت همزة قطع).

اليوم بعد أن تقلصت آمالنا من حكومة لمدة أربع سنوات الى حكومة قلنا عنهاحين تشكلت إنها لن تكمل عامها الأول الى حكومة بمهمة واحدة وهي إجراء إنتخابات مبكرة فقط وطبعا معها بعض البهارات مثل إعادة هيبة الدولة وحصر السلاح بيد  الدولة وتعهدات أخرى قابلة للتاجيل مرة والتأويل مرة أخرى طالما أن القصة تبقى مجرد شكليات ديقمراطية.الشئ الوحيد الذي طلع لنا (صفح) هو فايروس كورونا. المشكلة أن هذا الفايروس لا يعرف مكون ولا عرق ولا طائفة ولا كتلة أكبر أو كتلة أصغر.الشئ الوحيد الذي يعرفه هو الإهمال وبلغة أهلنا أيام زمان (السفردحة). الحدود سفردحة. المطارات سفردحة. المستشفيات سفردحة. وحتى ديمقراطيتنا برغم شكلياتها الحلوة هي الأخرى .. سفردحة.

شاهد أيضاً

ارتفاع أسعار النفط

الشرق اليوم- صعدت أسعار النفط في المعاملات المبكرة الاثنين، وسط توقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية …