الشرق اليوم- دارت في اليومين الأخيرين، عدة نقاشات وحوارات على مجموعة “العراق_نريد_وطن” على تطبيق “وتساب”، تتحدث عن بداية انتشار فيروس “كورونا” في البلدان المجاورة للعراق، وفي إيران على وجه الخصوص.
إذ كان الموضوع -الكورونا- أحد مواضيع النقاش اليومية في المجموعة، ولكن الأمر ذهب إلى بعد من كونه جلسة حوارية، بل أصبح موضوع طائفي بحت، فبينما كان النقاش يتمحور حول آلية حماية العراق من دخول الفيروس المستجد إليه، وكيفية حماية الحدود العراقية درءاً لتفشيه في الداخل، خصوصاً في ظل الأزمات التي تمر بها البلاد، والظروف التي تعصف بالقطاع الصحي العراقي.
أحمد عبد السادة شارك برأيه في المجموعة بمقال قصير يقول فيه:
كورونا الشيعي وكورونا السني!! إذ لا يصبح ڤايروس كورونا مرضاً فتاكاً وقاتلاً – لدى البعض – إلا عندما يكون قادماً من إيران التي سجلت إصابتين فقط بهذا الڤايروس، أما إذا كان هذا الڤايروس قادماً من دول عربي أخرى والتي سجلت عشرات الوفيات ومئات الإصابات بهذا الڤايروس فإنه لن يكون فتاكاً وقاتلاً بالتأكيد بنظرهم! وأضاف عبد السادة: لقد فضح “كورونا” الطائفية في العراق كما فضح “داعش” قبله المتعاطفين والمتعاونين مع الإرهـاب في العراق. مختتماً تعليقه بالقول: أنا مع كل الاحترازات والإجراءات الوقائية ضد هذا الڤايروس سواء كان قادماً من إيران أو من الدول العربية.
حسن جمال الدين، رد على عبد السادة، بالتعيب الآـي: أحسنت أخي الحبيب أحمد ولدينا هنا في هذا الكروب أمثلة كثيرة على ما تفظلت كما في كل هذا البلد السقيم المليء؛ فأمراضا تفوق كورونا وما سوف يليه.
بدوره نوفل رد على ما سلف بالقول متهكماً: ماذا مازلت تتكلم بلسان شيعي وسني، فأقبح ما تكون الأدلجة، ومشيراً إلى أن الطائفية هي “شماعة” أريد خلقها بالعراق، لإبعاده عمل يجيب عليه أن يكون.
النقاش احتد بمداخلة لأحد أعضاء المجموعة، واسمه صبيح، عندما قال رداً على المقال: “نفس طائفي مريض وحاقد منذ زمن بعيد، عليك -عبد السادة- أن تتاكد من معلوماتك قبل أن تكتب لأن حتى إيران تضحك عليك ولم ولن تقبل تزلفك إليها وأنت نزيف الحقائق”، فوزير الصحة الإيراني أعلن حصيلة الوفيات والمصابين ونقلته وكالة ارنا الرسمية وهي: 18 إصابة بينها 4 وفيات بالفيروس، مختتماً تعليقه بـ: “ربما نجد لك مقالة تقول فيها انهم ماتوا صعقا بالكهرباء.. تعبدون إيران أكثر من الله وتخافون عليها حتى أكثر من خوفكم على أهلكم”.
عضو آخر باسم “k.alsaidy” رد على تعليق صبيح بالقول: ردك يعكس حقيقتك، فإذا كان من الممكن إحضار تصريح وزير صحة إيران التي يقول فيها ان هناك 18 إصابة بفيروس كرونا وان هناك 4 وفيات، وإلا فإنك تريد نشر طائفية مقيتة فشلت في تفتيت النسيج العراقي، مطالباً إياه بأن لا يكون بوقًا للفتنة، ومشيداً بالاستاذ احمد عبد السادة، واصفاً إياه بالقلم الواعي والمثقف وأنه لا ينتظر دول أو شخصيات لتقييمه أو محاباته.
بعدها طالب أحد الاعضاء -أحد مديري المجموعة- بلتوقف عن الخوض في المقال ونشر الطائفية بالحوار.
كما قيل فاختلاف الرأي لا يفسد للود قضية؛ إلا أنه وفي العراق بالتحديد، تنتشر ظاهرة إن لم تكن معي فأنت ضدي، وهذا خطأ كبير، أريد به تفكيك النسيج العراقي من خلال زرع الفتنة والطائفية، وكما أسلفنا في البداية فالطائفية والكراهية ما هي إلا شماعة أريد بها إلهاء الشعب العراقي عن قضاياه الجوهرية؛ لإبعاد العراق عن دوره المحوري الذي يجب أن يكون عليه.