الشرق اليوم– توعد زعيم جماعة “العصائب” المسلحة والممولة من الحرس الثوري الإيراني، قيس الخزعلي، مدينة الموصل بأنه قادم للانتقام من قتلة الإمام الحسين بن علي، عليه السلام.
من جانبه، وجه سماحة المرجع الديني في محافظة كربلاء الشيخ عبد الحسين المُلا لعيبي، رسالة إلى قيس الخزعلي، تعرفه كيف قُتل جده الإمام الحسين (ع) وهذا نصها:
“سمعنا قبل أيام خطبة للشيخ قيس الخزعلي، يهدد وتوعد أهل الموصل بالويل والثبور وأخذ ثار الحسين عليه السلام منهم، كونهم سلالة قتلته عليه السلام، وهنا لا بدَّ أن ننبه الشيخ لأمر غاية بالخطورة فاذا كان يعلمه فهذه مصيبة وإن لم يكن يعلمه فالمصيبة أعظم! فالحسين عليه السلام، كما نعلم لم يقتل بالموصل بل في الكوفة ولم ترسل بطلبه عشائر جبور ولا عبيد ولا السبعاوية ولا شمر ولا غيرها من عشائر الموصل بل أرسل له عشائر بني اسد وخزاعة وربيعة ومدحج وتميم ووووو ونكثوا وعدهم، والأدهى والأمر أنهم غدروا به وقتلوه.
وهنا سأعطيك شيخنا العزيز مثلا واحدا فقط، فمن بين قتلة الحسين (ع) 156 مجرما من قبيلتك أنت وأبشعهم وأسوأهم هو شيخ قبيلتك، وأكيد تعرفه، ولكن لمن لا يعرفه سأقول لكم قصته فهو، شبث بن ربعي الخزعلي وكان أمين سر الإمام على عليه السلام وهو شيخ قبيلة خزعل من تميم في الكوفة وممن كتب للحسين(ع) يدعوه للقدوم إلى الكوفة وكان من وجهاء الكوفة المعروفين ومواليا لعلي والحسن وقد أرسله الإمام على(ع) هو والصحابي عدي بن حاتم الطائي إلى معاوية ليعيداه لطاعة خليفة المؤمنين الشرعي وقد قاتل بين يدي على بن ابي طالب في صفين والنهروان ضد الخوارج وأثناء المعركة خاطبه الحسين عليه السلام قائلا (يا شبث بن ربعي، ألم تكتب لي أن قد أينعت الثمار واخضر الجناب وإنما تقدم على جند لك مجندة راجع (كتاب أنساب الأشراف وبحار الأنوار وجاء فيه أن اسمه قيس بن أشعث).
واشترك قيس هذا بقتل الحسين وبعدها قام ببناء مسجد صغير بالكوفة شكرا لله وسرورا بمقتل الحسين ثم خرج بعد ذلك مع المختار مطالبا بثأر الحسين(ع) وصار رئيسا لشرطة المختار الذي أصبح والٍ على الكوفة ثم شارك مع من خرج ضد المختار وكان مشاركا أساسيا بقتله بحجة ان المختار بغى وتجبر وأوغل في قتل كل من يعارضه بحجة الثأر للحسين فهل أزيد لك أم نكتفي؟ فيا قيس لا ترمي الناس بما هو عارك والأولى بأهل الموصل وكل مسلم أن يأتي بك بجريرة جدك اللعين الذي شارك بقتل الحسين (ع).
ولكننا كمسلمين لن نقتلك بما فعل جدك لأننا نعبد الله الذي قال (ولا تزر وازرة وزر أخرى) صدق الله العلي العظيم، فلا تتخذ من الفتنة بساطا تسير عليه ولا وسيلة تركب فيها موجة السياسة، فالفتنة نائمة لعن الله من أيقظها، وأنا لك من الناصحين كونك من أخوالي”.