بقلم: عبدالله جعفر كوفلي
الشرق اليوم– الحياة صراع وصراع, وهذا الصراع يمنحها المتعة والاستمرارية, بدأت من البداية ويعيش مع الإنسان منذ ولادته لتبقى معه إلى المنية وعندها تقف, تتعدد أشكال الصراع وتختلف من شخص إلى آخر ومن زمن إلى زمن بين من يمارسها بإيجابية بالتشجيع و الاندفاع ومنح التفاؤل, وبين من يعمل بها في أنجس الصور وأتفهها من الحقد والكراهية والبغض, وأن العامل المشترك في كلتا الحالتين أنها؛ أي الصراع تمارس مع الشخص الحي حيث ينتهي في حدود وجوده في الحياة.
من ناحية أخرى , فانها تمارس على درجات متفاوتة أي أن كل انسان يعيش في صراع , ولكن يكون مع الناجحين أقوى وأعمق و أكثر تأثيراً لأن الناجح ينطلق نحو العُلا من بين الانقاض التي تحاول أن تتعلق بأقدامه ويعرقل طريق التفوق و التميز, فهو يتجاوزها بحبه لتحقيق اهدافه و عشقه لما يعمل من أجله لذا فإن السهام الموجه إليه يكون كثيراً بأعدادها وسمومها, وربما يكون من الأقرباء منه وعندها تكون المصيبة والتأسف وبقدر عدد السهام وشدة الصراع يمكن قياس النجاح وأن من يقف على قدميه توجه إليه أما الراقد الراضي بأسوء أحواله فقوة الصراع عنده معدوم ولا سهام يعرفه.
الوقوف على الأقدام معناه الصراع مع البيئة والأصحاب (المحيط) كالطفل الذي يحاول أن يقف على قدميه فهو يسقط أرضا ويقوم و يتكرر المشهد , و لكنه قرر أن يقوم و لا يرضى بحاله ان يستسلم , لذا فمحاولاته تتكرر و يتمسك بما هو موجود من حوله و يكون وقوفه هشاً في البداية و لكنه يتقوى يوماً بعد آخر, وهذا الشعور الداخلي لديه يدفعه بالوقوف و المشي رغم الصعاب , الوقف على الاقدام يفتح الآفاق الرحبة والواسعة و يمنح الأمل اكثر و ينمي الشعور بأن الحياة تطالب المزيد من الخدمة والعطاء.
أنا أقف على قدميّ نتيجة لمحاولاتي المتكررة والمستمرة مع الإيمان المطلق بأن الصراع تشتد كلما ارتفعنا وحققنا واقتربنا من أهدافنا، بل هو قياس وميزان لصمودنا ولشجاعتنا ومشروعية قضيتنا وخدمتنا للإنسانية ولوطننا الحبيب, وأننا نعلم بأن الشجرة المثمرة ترمي عليها الاشجار ويحاول أن يتسلق عليها ويقطع من اغصانها.
إنني أحاول وأستمر في المحاولات ورغم أن صوتي مازال غير مسموع ولكنه مرتفع بصداه في داخل أعماقي وتنادي ان موعدنا الصبح والصبح قريب , فلابد من أذان صاغية وعقول نيرة تحاول ان تفهم ويعي ما نحن فيه ونعمله ونحققه بشكل يومي وفق خطة شاملة هدفها الخدمة وشعارها الاخلاص والعمل والصمود ومبادئها الانسانية والحب والضمير الحي والسرور والسعادة .
المشاريع التي أفكر فيها كبيرة وما أنتجته غيض من فيض , وأحلامي بعيدة لا تعرف الحدود والمستحيل وتبلغ عنان السماء وتملأ الارض نوراً وحباً وسروراً إذا شاءت الأقدار من ربنا الرحيم الغفار الذي خلق كل شيئ وقدره.
فأنا الإنسان بجسدي وانسانيتي وعالمي في داخلي وقد بنيت عالماً خالياً من كل ما يعكر الحياة فيها السعادة والحنان والعطف ولا قتل ولا دمار وخراب و تهجير ولا ولا … فيها.
أحلامي لاتنتهي وأعمالي واقع ملموس, وهذا ليس غروراً بل ثقةً بالنفس ولأنني اقف على اقدامي فالصراع آت لامحال ولكننا له بالمرصاد ولا يزيدنا إلا الإصرار والثبات.