بقلم: إبراهيم الجعفري
الشرق اليوم- طالب إبراهيم الجعفري، الشعب العراقي أمس الجمعة ، بجعل يوم الجمعة؛ جمعة الكرامة، تجعل روّادها متمسكين بقيم الخير بعيداً عن كلّما يعدّه الشذاذ في مطابخ الأعداء حتى ينطلق المؤمن قويّاً فيما يعتقد وواثقاً في من يجدر من أصحاب الاختصاص ما دامت المفردات المبثوثة في حياتنا أكبر حجماً من الفرد مهما بلغ من قدرة!!..
“الاستخفاف والتبعية العمياء”
التجاوب عنصرٌ أساس ببعض المجالات العائلية والاجتماعية وتشتد الحاجة له كلما كان الفرق بين المتصدي المسؤول والآخرين كبيراً إذ يصعب على الشخص المعني بالاتباع فهم ما يراد منه وهو ما يقتضي بالضرورة استخدام الأمر وترقب التجاوب من الآخر وهو ما يحصل بالحقل العسكري والطبي والتعليمي وكذلك في باقي الحقول مع ما يفترض أن يكون الأصل هو التوعية لما يراد دون اللجوء إلى إصدار الأوامر..بمراحل نمو الطفل المبكرة لا يكون فيها مستعداً لفهم كلّ شيئ لما يراد منه مما يؤكد حقيقة عدم الاقتصار على فهم كلّ ما هو مطلوب من الشخص وبعض ذلك يعود إلى أسباب تكوينية فالقدرة الجسمية لا تبلغ نضجها أيام الطفولة المبكرة وهو ما يؤكد على اعتماد مبدأ الثقة بأجواء التربية لإحداث التجاوب رغم عدم فهم المعنيّن لها فالمريض عند المعالجة والجندي اثناء المعركة لا ينبغي ان يقف عند حدود فهمه وكذا في باقي الحقول الاختصاصية وهو ما أكدّه القران الكريم ممّا يثبّت حقيقتين في آن واحد حقيقة صاحب الاختصاص بما يتمتع به من مستوى رفيع وحقيقة عدم قدرة غيره من بلوغ مكانته ولَم يبقى أمامه الا التجاوب فيما يشار عليه مع تعذّر فهم ما يطلب منه.
وهذا مفهوم قراني “فَاسْأَلُوا أَهْل الذِّكْر إنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ” مما يشير الى قاعدةٍ عقلية هي “رجوع الجاهل للعالم فيما لم يعلم”!
لقد انبرى جمعٌ من الناس لإجادة فنون التخريف والتلاعب بالمشاعر وتقديم اللامعقول بطبقٍ من الإعجاب الوهمي، كلّ ذلك من أجل تحقيق الطاعة لإرضاء الطاغية المتصدي وبآلية الاستخفاف “فَاسْتَخَفَّ قَوْمه فَأَطَاعُوهُ” فالتابع لأي أحد وما لم يكن عن فهم معمّق قد يكون عن جهالة التي تقتل روح الابداع وتأسر الفضيلة بطوق التخلف!
ظاهرة الطاعة العمياء تدور بمدار سحق العقل الذي شرَّف الله به الانسان على سائر مخلوقاته وجعله مؤهلاً للعب دور الخلافة.
فعمى التابعين على مدار التاريخ وحتى الزمن المعاصر لم يخرج فقط عن جادة العقل بل شذّ عن الكثير مما تعارف الناس عليه بالفطرة وعاد الشذوذ هدف قسم من الشباب والانكى من كلّ ذلك عقدة الاجهار العلني به دون حياء!
واذا كان المأمول من الإعلام إجمالاً هو تنوير الرأي العام بحقائق الامور وحفظ العلاقات الاجتماعية على أحسن وجه لكن الغريب المدهش هو ما مني به من إخفاق حاد في الابتعاد عن مهمته الانسانية تلك والمضي بتسطيح الثقافة وقلب الحقائق خدمةً لمصالح الأعداء وقد أصيب “بعمى البصيرة” بحثاً عن الشاذ اللافت مقابل حفنة مال ونزوة شهرة وعقدة انتقام!
لقد ثبّت المختصّون بالمجال الحضاري؛ أن بناء الاسرة ركنٌ أساس ببناء الحضارة ويوم تماسكت الاسرة تماسكت بسببها الأمة وتضاعف إنتاجها.. واليوم تشهد الاسرة تحديات مصيرية فاعلة تعمل على تمزيقها بشتى الوسائل!! ليست هذه هي الصورة الوحيدة من المشهد المأساوي الذي ألمّ بالعالم!! فالفرق الفاحش بين الأغنياء والفقراء وتداعي المستوى الانساني بسببه هو الاخر صورة مأساة ثانية!! وكارثة الانتهاك السافر للقدس الشريف الوشيكة جرّاء العدوان الصهيوني الآثم!! وشيوع صراع بين منطقين!! حبٌّ وحقد سلمٌ وحرب!! غنى وفقر وعدوانٌ ووداعة ونفع ونهب!! وكلّها تدخل في سياقات انتهاك حقوق الانسان رغم كلّ ما يطرح من شعارات ويؤسس من منظمات في هذا المجال!!
ثقافة “التجاوب الواثق” كمعادل لعدم تخصص الفرد في كلّ ميادين الحياة من شأنه تعزيز مفاهيم الفرد المتحضر والمجتمع المتحضر والدولة المتحضرة وبالنتيجة العالم المتحضر.