الشرق اليوم- ناقش أعضاء مجموعة “العراق_نريد_وطن” على تطبيق “وتساب”، آلية استعادة العراق لدوره المؤثر على المستوى العربي والإقليمي، وقد تفاوتت آراء المتحاورين بين من يرى ذلك ممكناً ومن يرى أن الاهتمام بلملمة البيت العراقي الداخلي، أهم من التركيز على دوره الخارجي.
وكان سؤال النقاش الرئيس الذي طرحه مدير المجموعة، جون اسكندر: متى وكيف يستعيد العراق موقعه المؤثر في الإقليم؟
يبدأ الحوار مظفر الدغور بالقول: “بعد عدد من الشهور “تكب العيطة” على المحافظين والوزراء الذين خلت الساحة لهم بعد حصولهم على كامل الصلاحيات لإحالة المشاريع على من تصنفهم مكاتبهم بأنهم “الأنسب” لتلك العطاءات، ومما يزيد الطين بِلة، أن حل مجلس المحافظات وانشغال البرلمان العراقي ووسائل الإعلام بالمظاهرات، جعلت من العراق وأمواله فريسة لكل متربص منهم”.
ويشير وائل العبودي، بدوره إلى أنه عندما أُعطي العراق وبالذات رئيس الوزراء السابق، عادل عبد المهدي، دور التوسط بين إيران والسعودية، ومن قبلها الاتفاقية الصينية -الطموحة والمستهدفة-، خطوتان تسجلان لعبد المهدي، فقد نشأ حينها دور إقليمي ودولي للعراق، وكان من الممكن تحول العراق من كونه أرض لتصفية الحسابات ليصبح أرض التوازنات والتسويات، وهو ما يحتاج إلى الاستقرار السياسي، لكن ذلك حصل بالتزامن مع انتهاك الأجواء والأراضي العراقية من جميع أجندات المخابرات الإقليمية والدولية دون رادع، إضافة إلى الولاءات الخارجية على حساب الوطن، وهو ما لم يواجه للأسف بقبضة أمنية ومخابراتية عراقية مهابة.
ويعلق عبد الكريم، بالإشارة إلى أن دولة مجاورة تجرأت كثيراً على العراقيين، إذ قامت بإعادة طائرة كاملة من أجوائها، ويتابع متسائلاً: هل كان هذا ليحدث مع عراقي واحد قبل الـ 2003؟ ويضيف: يجب على الدوبلماسية العراقية، أن تعي أن أنجع طريقة لحفظ كرامة وسيادة العراق هي المعاملة بالمثل، فقبل التفكير بالدور الإقليمي للعراق، يجب ترتيب بيته الداخلي وهو الأهم من الدور الخارجي.
ويتساءل ضياء ابو معارج الدراجي، تعقيباً على تعليق عبد الكريم: أين السفر الجوي العراقي قبل 2003؟ ويضيف أن السفر كان مقتصراُ على السفر البري وإلى الأردن تحديداً ولمن استطاع إليه سبيلا.
يرد عبد الكريم بالقول: أن المقصد من المثال المطروح هو المبدأ والحادثة، وليس وسيلة السفر.
الدراجي يعلق على تفسير الدراجي، بأن الحاكم وقتها -صدام حسين- كان “مجنوناً” ولا يعرف غير لغة السلاح، إضافة إلى اعتداءه على كل دول الجوار، وأنه إلى اليوم لا يزال العراق يعاني من ذلك الجنون والاستهتار.
ويرى أبو علي، في جوابه على السؤال الرئيس للنقاش، أن الحل يكمن بإنهاء الاحتلال من الدولتين، فـ آوباما أهدى العراق للإيرانيين، وهذا -ترامب- جعل العراق يتراجع كثيراً عما يجب أن يكون عليه.
أما ضياء أبو معارج الدراجي، فيرى أن عودة العراق لدوره الإقليمي، يحتاج لتحقيق 3 خطوات:
- السيادة العسكرية والاقتصادية والإدارية على كامل أراضي العراق.
- وحدة القرار السياسي العراقي.
- الاكتفاء الذاتي في كل شيء.
ويختتم مداخلته بالقول: “بين قوسين يجب أن نكون عراقيين في كل شيء”.
ويطرح خالد الغريباوي، رأيه في النقاش الدائر بالقول: إذا أراد العراق استعادة دوره الإقليمي ومكانته الدولية فعليه التركيز على بعض الأمور وهي :
- التخلص من التبعية السياسية لدول الجوار ، ليصبح زمام المبادرة بيدك لا بيد الاخرين، لتصبح مؤثر لا متأثر، لا أن يكون دور العراق هامشيا وتابعا، وأن يكون العراق في سياسة المحاور مؤثرا لاتابع لمحور معين .
- أن يكون من يقود زمام المبادرة ويعمل على إرشادها إلى مبتغاها، هي المصلحة الوطنية العراقية حصرا وعلى أساس براغماتي، وعدم تفضيل المصلحة الطائفية، أو القومية أو الحزبية أو تنفيذ الأجندات الإقليمية والدولية.
- وحدة الموقف في مستويات صنع القرار عند اتخاذه، لأن التعدد يشتت ويضعف القرار العراقي.
- وحدة صنع القرار يجب أن تكون عراقية الانتماء والولاء، ولديها الاستقلالية في عملية اتخاذ القرار وخصوصا في القضايا المصيرية التي تخص العراق، بعيدا عن الهويات المحيطة في الجغرافية المشتركة وغير تابعة لا من الناحية التاريخية ولا الديموغرافية المجتمعية ولا الفكرية والمذهبية.
- امتلاك آيديولوجية لهذه الهوية العراقية، وكذلك أن تكون خاصة ومستقلة فكريا ومعرفيا وإذا لم تكن متوفرة واقعيا فيجب خلقها سياسيا وفلسفيا وتحويلها إلى واقع محسوس من خلال امكانيات الدولة وبذلك تكون لدينا قاعدة وجودية داخلية تترجم بالسلوك السياسي موضوعيا إلى السياسة الخارجية بأهداف ثم الخطط من أجل الوصول لهذه الأهداف.