بقلم: منقذ داغر
الشرق اليوم– أهم ما تعلمته من عملي الطويل في البحث الأجتماعي والسلوك الأنساني،أن معظم البشر يتصرفون وفق ما يعتقدوه حقيقة وليس وفق(كيان الحقيقة). فالحقيقة ليس لها وجود منفصل عن عقولهم. وهنا لا أريد ان ادخل في النقاش الفلسفي القديم حول كينونة الحقيقة وهل هي منفصلة عن العقل او لا. لكن البحث العلمي الحقيقي بدأ بعد الايمان بوجود كيان منفصل للحقيقة.
ما يهمني هنا هو السلوك الاجتماعي،فاذا كان بعض العراقيين(كما يفعل معظم البشر) يصنفون الناس طبقاً لما يؤمنون به الى خائن او جوكر او كافر …الخ ودون الركون لمعيار موضوعي متفق عليه فهذا سيؤدي الى تحول العراق الى قبائل مفاهيمية متناحرة ويزيد من انقساماتهم التي أبتُلوا فيها أصلاً. نعم من حق الانسان ان يؤمن بالحقيقة كما يراها هو،لكن ما دامت هذه الرؤية لا تستند الى معيار وجودي حقيقي منفصل عن المعتقدات ، فيصبح ما يؤمن به الآخرون هو حقائق بالنسبة لهم ايضاً .وبالتالي لا يمكنك فرض معتقداتك ومتبنياتك عليهم لاننا ببساطة لا نعلم من هو على حق،إذ قد تكون انت المخطىء.
بأختصار فأن السلوك الاجتماعي الانساني لا يؤمن بالحقيقة المطلقة،من هنا حاول تجنب التصنيفات والاتهامات المستندة على متبنياتك،وهذا يشمل الجميع ودون استثناء.