بقلم: طيب العراقي
الشرق اليوم- لماذا على الشيعي العراقي؛ أن يتخلى عن استحقاقه الوطني كي يثبت وطنيته؛ بينما تصر المكونات الأخرى على المطالبة؛ باستحقاقاتها المكوناتية من الوطن؛ بل ومن الشيعة ذاتهمً؟!
أغبياء هم الشيعة؛ يرفعون شعار (أريد وطن )الذي يمثل لعبة اغتصاب الوعي، حيث جعل الوطن نِداً لله عز وجل؛ وجعل العقل بديلا عن الوحي؛ وتحميل القيم مسؤولية الفقر؛ والعقل الجمعي بديلا عن الوحدة، وهكذا فأن شيعة العراق لا ينتزع الحكم منهم؛ الا بايديهم ومن خلال ثورتهم وتضحياتهم، وهم دائما “عليهم المغرم ولغيرهم المغنم”!
اليوم نشهد الحراك الشيعي وحده؛ مطالبا بالغاء المحاصصة والمناصب على اساس المكونات؛ بمعنى انهم وحدهم على استعداد للتخلي عن رئاسة الوزراء لغيرهم من المكونات، ولا يقابلهم اي حراك شعبي من شركاء الوطن الآخرين، يناغم مشاعرهم ومواقفهم.
الكرد والسنة لا يخجلون من القول؛ لرئيس الوزراء “نريد حصتنا” ولا شأن لنا بالوطن!! ولا اهمية لدينا لمظاهرات “شيعية” خرجت ضد شيعة الحكم؛ بينما وقف الاعلام “السني” يدعمها، “والكردي” كان قناصا يؤججها في باكورة انطلاقها.
رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي، سمع من ساسة أربيل: حصتنا ثلاث وزارات منها سيادية؛ بالاضافة الى الدرجات الخاصة، وسمع من المكون السني، ان وزاراتنا لا يمسها احد، وحصتنا كما هي لا يجب ان تنقص؛ وكذلك الدرجات الخاصة.. بينما الاطراف الشيعية تخشى ان تقول لنا كذا وكذ؛ا خوفا من المنشورات الممولة، التي ستحرك الشارع عليهم، ويخرج الشباب يهتفون “نريد وطن” نأخذه من لبن عيون الخزعلي والمالكي والعامري بل والمرجعية أيضا!
عندما ينشط ألاعلام المحلي وألإقليمي والدولي والتواصلي الاجتماعي، على اقناعنا أننا طائفيين ومحاصصاتيين و”مو مال حكم”؛ ويُبَرِّيء شركائنا الاخرين، الذين يتمسكون بأسنانهم بحصصهم وطائفتهم ومناصبهم، فمعنى هذا أن هنالك إرادة جهنمية واسعة لخديعتنا، وألنتيجة حتما لصالحهم، وحتما سنمقت ونحتقر ونفقد الثقة بكل ما لدينا!
الحديث حول تشكيل الحكومة القادمة بدون تدخل القوى السياسية؛ يبدو ليس واقعي جداً، فالكل أعلن مشاركته، والمباحثات تسير بهذا المستوى، ولم ترتقي الى مستوى الأحداث؛ من سير الاحتجاجات الى ارشادات المرجعية، لذا علاوي بين التشكيل وعدمه هو بنفس المسافة!
الكتل السنية والكردية لا زالت تتمسك بمطالبها الفئوية والحزبية، ولا ترضى مغادرة المحاصصة، وهنا على السيد علاوي؛ ان يمضي بحكومته بموافقة النواب الـ172؛ الذين قال إنهم يدعمونه بشكل مستقل.
هذا يعني؛ أنه يجب ان تختار القوى الكردية مرشحيها، في الكابينة الجديدة بنفسها من دون حتى اخذ رأي رئيسها، وكذلك القوى السنية، أما بالنسبة للكتل الشيعية فعليها ان تسكت ولا تبدي اي رأي، فيما يخص اختيار ممثليها في كابينة علاوي لأنه كما يبدو يعاملون كأقلية، كما هو شأنهم دوما،مع أنهم ثلاثة أرباع الشعب العراقي!
في هذا المقام نتذكر؛ ما أن استشهد الامام علي “ع” ودخل معاوية الكوفة منتصراً حتى خطب بالناس قائلاً؛ ((يا اهل الكوفة ما قاتلتكم لكي تصلّوا أو تصوموا، لأني اعلم أنكم تصلّون وتصومون، ولكن قاتلتكم لكي أتأمر عليكم))…هذه حال الكثيرين ممن يخاصمونكم في السياسة..لقد انتهت المظاهرات ولم يربح المتظاهرون!
وفي هذا المقام أٌذكر بالطلبة العراقيين الذين رفضوا الصعود الى الطائرة الايرانية، وهم يرفعون علامة النصر والانتصار على الطائرة (المجوسية)، ومازالوا محتجزين في المطار في مدينة ووهان الصينيه بؤرة تفشي فايروس كورونا المدمر؛ بالمناسبة هم ثلاثة من اهل الناصرية، واثنان من الكوت، وواحد من الحلة!
هؤلاء ليسوا سنة أو كرد بل هم شيعة! لكن الـ59 الذين صعدوا للطائرة (المجوسية) الى طهران، كان بينهم كرد وسنة وشيعة!
رغم كل الماء العذب الذي تصبه السماء في البحر إﻻ أنه يبقى مالحاً، فلا ترهق نفسك، إذ أن بعضهم ﻻيتغيرون مهما حاولت.