الشرق اليوم- دعا المرجع الديني علي السيستاني، إلى تجنب المشاركة في التظاهرة التي دعا اليها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أخيرا، والمزمع انطلاقها بعد يوم غد الجمعة، فضلا عن عدم الترويج لها.
ونقلت صحيفة “إندبندنت” البريطانية، عن مصادر مقربة من المرجع السيستاني، أن الأخير وجه “الأتباع والمقلدين له بتجنب المشاركة في التظاهرة التي دعا إليها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في بغداد يوم الجمعة.
ودعا الصدر، في وقت سابق، إلى تظاهرة “مليونية” في بغداد، ضد الوجود العسكري الأمريكي في العراق، في أعقاب مقتل قائد فيلق القدس في “الحرس الثوري الإيراني” قاسم سليماني ومساعده نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في غارة أمريكية قرب مطار بغداد في 3 كانون الثاني الجاري.
وجاءت دعوة الصدر، بعد اتجاه الغالبية الشيعية في مجلس النواب إلى استصدار قرار يلزم الحكومة بالعمل على إخراج القوات الأجنبية، وتحديدا الأمريكية، من البلاد، فيما أعلنت الحكومة المستقيلة برئاسة عادل عبدالمهدي استجابتها الفورية، وباشرت بالتواصل مع واشنطن لتنظيم عملية الانسحاب.
لم يكن تحرك البرلمان إلا نتيجة ضغوط هائلة، مارستها “ميليشيات شيعية”، تملك تمثيلا مؤثرا في مجلس النواب، ما عكس حجم التأثير الإيراني في القرار السياسي العراقي.
ويعتقد مراقبون، أن تظاهرة الـ24 من الحالي التي دعا إليها الصدر من مقر إقامته في مدينة قم الإيرانية، هي محاولة لإضفاء طابع التأييد الشعبي على الحراك الموجه إيرانيا ضد الوجود العسكري الأمريكي في العراق.
وذكرت مصادر عراقية، أن مكتب السيستاني طلب من المكاتب الفرعية في بغداد والمحافظات، تجنب الترويج للتظاهرة التي دعا إليها الصدر، في ظل اقتراب الأخير من دائرة حلفاء إيران، على الرغم من تأكيده المستمر على استقلالية قراره السياسي.
ولم يقف السيستاني عند هذا الحد، بل وجه أحد مكاتبه الرئيسة في مدينة كربلاء، بدعم التصعيد الذي اختاره المحتجون العراقيون منذ مطلع الأسبوع، بعدما انتهت مهلتهم التي حددوها للأحزاب السياسية لتشكيل الحكومة الجديدة.
واعتبر دعم السيستاني لتصعيد المحتجين ضد السلطات الحاكمة، مؤشرا واضحا على موقفه الرافض لتصفية الحسابات بين الولايات المتحدة وإيران على أرض العراق، بمشاركة أطراف محلية.
من جهته، نفى صلاح العبيدي، المتحدث باسم زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الأربعاء، ما نشرته إحدى الصحف البريطانية، بشأن دعوة المرجع الديني، علي السيستاني، إلى مقاطعة التظاهرة “المليونية” التي دعا إليها الصدر، أخيرا.
وقال العبيدي: إن “ما نشرته صحيفة (الإندبندنت البريطانية)، نقلا عن مصادر مقربة من السيستاني، بشأن دعوة الأخير إلى مقاطعة التظاهرة التي دعا اليها الصدر، غير صحيح وعار عن الصحة”.
وأوضح العبيدي، أن “الهدف من هكذا أخبار، اثارة الفتنة بين الأوساط الشعبية العراقية، وما عودتنا المرجعية عليه هو دعم التظاهرات السلمية التي تطالب بحرية العراق وهذا ما يريده سماحة السيد الصدر”، على حد تعبيره.
وأشار المتحدث باسم الصدر، إلى أن “مكتب المرجع السيستاني، وبعد إجراء الاتصال به، نفى صحة المعلومات التي أوردتها صحيفة (إندبندنت البريطانية)، بشأن دعوة السيستاني إلى مقاطعة التظاهرة التي دعا إليها الصدر”.
المصدر: الإندبندنت + NRT