الشرق اليوم– اعتبرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، الخميس، أن الهجوم الصاروخي للحرس الثوري الإيراني على قاعدتي أربيل وعين الأسد بالعراق “ليس سوى البداية لرد فعل طهران وحلفائها على اغتيال الجنرال قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس ورفاقهما”.
وفي إطار ملف عنونته الصحيفة بـ”نحو حرب استنزاف”،
أوضحت “الأخبار” أن ذلك “الرد” على الاغتيال
“سيحمل من اليوم عنوان: تغير الآليات وتبدل قواعد الاشتباك”.
وتابعت أن القرار
“بات يحظى بتبني مختلف حركات محور المقاومة، وأدنى مفاعيله إدخال الأمريكيين
دائرة النار في المرحلة الجديدة”.
وزعمت الصحيفة أن
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صاغ تعليقه على الضربات بموجب هذه الحسابات، حيث
غابت لغة التهديد والوعيد.
وأضافت: “الرد
الذي اتفق عليه مجلس الأمن القومي الإيراني في اجتماعه الشهير كان ينقسم إلى
قسمين: الأول، ضربة سريعة مباشرة وعلنية تظهر الحزم وتحقق الردع وترمم المعنويات.
والثاني، استغلال لحظة العدوان لصياغة هدف استراتيجي يقلب أهداف التصعيد الأمريكي،
وهو ما عبر عنه محور المقاومة مجتمعا بصراحة: طرد الولايات المتحدة من المنطقة”.
وأوضحت أن الرد الثاني سيعني “برنامجا عمليا على مدى غير
قصير تعنى به حركات محور المقاومة كافة، وليس فقط في الساحة العراقية”.
ولفتت
“الأخبار” إلى أن الحرس الثوري سارع، بعد الضربة، إلى “ردع
الأمريكيين عن الرد”، عبر بيانه الثاني الذي هدد فيه بقصف إسرائيل والدول
التي تستخدم أراضيها للاعتداء على إيران.
وتابعت بأن ذلك
“يُرى في طهران نجاحا للموقف الإيراني الذي أجبر ترامب على التراجع عن تهديده
بالرد على الرد، وفتح المجال لجولات استنزاف باردة”.
وأفادت بأنه
“إزاء الرسائل الإيرانية الواضحة، التي قرئت سريعا بقلق في واشنطن، فإن كلمة
ترامب أتت لتقدم عرضا جديدا لطهران يغريها بالتراجع عن مقابلة التصعيد بالتصعيد،
يتضمن اقتراح التفاوض على كل الملفات بل والتعاون على أولويات كمحاربة «داعش»، وفق
ما قال ترامب”.
وختمت بالقول إن
الرئيس الأمريكي “يبدو أنه سيواجه مأزقا من خلال أن رد إيران وحلفائها عبر
التصعيد وتغيير آليات العمل سيأتي بنتائج عكسية تماما لما رسم له من نتائج يجنيها
من حملة التصعيد، بينما محور المقاومة يشدد على أن خياراته الجديدة غير مرشحة
للتراجع”.