الرئيسية / الرئيسية / مترجم: الخروج من بغداد

مترجم: الخروج من بغداد

BY: The Times

الشرق اليوم- يمتد غضب العراقيين على الوجود العسكري الغربي في بلادهم، منذ أشهر، وبعد مقتل سليماني فمن المتوقع أن يزيد الضغط على القوات الأمريكية والبريطانية لحزم أمتعتهم والرحيل.

الغضب العراقي على القوات البريطانية والأمريكية نابع في جزء منه من الحكومة العراقية ورعاتها الإيرانيين، فهناك غضبا حقيقيا لدى العراقيين على قتل سليماني، من خلال صاروخ هيلفاير في العراق، الأمر الذي يعد خرقا للسيادة الدولية.

الخروج المتعجل للقوات الغربية، في هذا الوقت، لن يكون فقط غير جيد للمواطنين العراقيين، بل إن الخروج سيعطي سليماني نصر ما بعد الموت، ويمنح إيران مفتاح السيطرة الكاملة، ولن يكون الخروج المهين للقوات الأمريكية وحلفائها جيدا للمعركة ضد تنظيم داعش، فلا تزال جمرات الجماعات الإرهابية تتوهج في جيوب من البلد.

الجيش العراقي، الذي شارك في تدريبه حوالي 400 مدرب بريطاني، لا يقارن اليوم بالجيش وقت انسحابه المهين من الموصل عام 2014، لكنه لا يزال يعاني من مشكلات لتأكيد سلطته، وسيجد النقاد لحكومة عادل عبد المهدي والحركة الاحتجاجية على سوء الإدارة، أنفسهم تحت رحمة عادل عبد المهدي وداعميه في إيران.

فالتوسع الإيراني في المنطقة هو في جزء منه لحماية الأقليات الشيعية، وفي جوهره، كانت مهمة سليماني هي خلق ممر إلى البحر المتوسط، لخلق الإمبراطورية الفارسية، ويعد إخضاع العراق، الذي خاض في ظل صدام حسين حربا دموية انتصر فيها، هو حجر الأساس في هذا المشروع.

عدم مبالاة الغرب يمكن أن يسمح لإيران بالمضي قدما في مشروعها الهادف لزعزعة استقرار المنطقة، وإخضاع الدولة الوطنية، لهذا فإن المشاركة الغربية تمنع من تحول العراق إلى ساحة خلفية للنشاطات الإيرانية.

كما أن ظهور تنظيم داعش عزز من أهمية العراق الجيوسياسية، وأصبح جزءا من التحالف الدولي الذي جمعته الولايات المتحدة لقتال التنظيم، وتم تعزيز أمنه من خلال عملية الإرادة الصلبة التي تقودها الولايات المتحدة، وتعد بريطانيا جزءا مهما في هذا التحالف.

العراقيون لا يحبون الولايات المتحدة التي يربطونها بأكثر الحروب دمارا، من عاصفة الصحراء لمنع صدام حسين من ضم الكويت عام 1990، إلى الغزو عام 2003، وسنوات من حرب التمرد، أما الدور البريطاني فيمتد منذ انهيار الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى والانتداب البريطاني وخلق المملكة الهاشمية من ولايات بغداد والبصرة والموصل.

العراق لا يزال ممزقا والخروج المتعجل سيتركه في يد ثلاث قوى مشاكسة، وهي تركيا وإيران وروسيا.

هناك الكثير من الدعوات التي تدعم انسحاب القوات البريطانية والأمريكية من العراق، إلا أن الكثير من العراقيين يعترفون في أحاديثهم الخاصة بأهمية بقاء قوة عسكرية غربية صغيرة، ليس للتجسس على الجهاديين في البلد فحسب، لكن أيضا لمساعدة جيشه وتقويته لمواجهة تأثير طهران.

شاهد أيضاً

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

العربية- هدى الحسيني الشرق اليوم– يقول أحد السياسيين المخضرمين في بريطانيا، المعروف بدفاعه عن حقوق …