الشرق اليوم– بعد إصدار المحكمة الاتحادية في العراق، يوم الأحد الماضي، بيانا حول تفسير أهم النقاط الخلافية داخل البرلمان، وهي تسمية الكتلة الأكبر التي يحق لها ترشيح رئيس الحكومة الجديد، الأمر الذي دفع قيادات تحالف كتلة “البناء” بترشيح قصي السهيل لخلافة عبد المهدي. وفي ذات الوقت خاطب الرئيس برهم صالح البرلمان رسميا بضرورة تحديد الكتلة الأكبر مرة أخرى.
وفي السياق، قال المحلل السياسي العراقي عبد القادر النايل، أمس الاثنين: إن بيان المحكمة الاتحادية سياسي بامتياز، ولا يمت إلى القانون أو القضاء بصلة، لأن القضاء لابد أن يصدر قرار واضح وقطعي، وترشيح أسماء معروف عنها الولاء للخارج بكل تأكيد سيفجر الأوضاع بين الكتل البرلمانية، لأنه تحدي لاسيما أن مرشح البناء قصي السهيل تابع للصدر وتم إبعاده واستطاع المالكي إعادته للحياة السياسية نكاية بالصدر، والصدر وسائرون رفضوا ترشيحه لذلك سيكون زلزال سياسي بين أطراف العملية السياسية.
في الوقت ذاته يرى مراقبون أن الرئيس العراقي برهم صالح قد يقدم استقالته حال استمرار الضغط لتمرير مرشح بعينه…فهل يعصف تفسير الاتحادية بكامل الحياة السياسية في البلاد.
وفي ذات السياق، وفي تطور ملفت وبرسالة صريحة؛ خاطب أربعة نواب جمهوريين في الكونغرس الأمريكي، وهم دايفد ترون، وجان شاكوفسكي، ودين فيلبس، ووكولن. ز. ألريد، اليوم الثلاثاء، وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بشأن التظاهرات في العراق واختيار رئيس الوزراء المقبل.
وذكر الأعضاء الأربعة، في نص الرسالة الموجهة إلى بومبيو، ونشرها العضو عن الحزب الجمهوري دايفد ترون: “عزيزي الوزير بومبيو، يقف المحتجون في العراق على مفترق طرق ويبحثون عن الدعم من أمريكا، وفقًا للأرقام الواردة في صحيفة نيويورك تايمز، قُتل أكثر من 500 عراقي على أيدي عناصر مدعومة من إيران بينما يقاتلون من أجل حقوقهم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وأصيب آلاف آخرون بجروح وسجنوا”.
وأضاف الأعضاء: “ليس هذا هو نوع السلوك الذي نتوقعه من شريك ديمقراطي في الشرق الأوسط، نثني على الإدارة لفرضها مؤخراً عقوبات على الأفراد الفاسدين، وأولئك الذين يدعمون قمع المتظاهرين والعنف ضدهم”، مشيرين الى أن “هذه الإجراءات سيكون لها تأثيراً واضحاً والشعب العراقي يشعر بالارتياح إزاء التحركات الرامية إلى مساءلة منتهكي حقوق الإنسان عن جرائمهم”.
وأشار الأعضاء الى أن “الرئيس العراقي يتخذ حالياً قراراً بشأن من سيختار كرئيس للوزراء المقبل، ومن الأهمية أن تكون الولايات المتحدة على استعداد للعمل مع مرشح يأخذ مطالب الشعب العراقي بجدية”.
ولفت الأعضاء الى أن “الشعب العراقي يجب أن يكون لديه ثقة في هذا الاختيار ويجب أن تكون احتياجاته في طليعة عملية صنع القرار للقادة العراقيين. القرار الخاطئ قد يكون كارثيا على العراق”.
من جهته، أكد مساعد وزير الخارجية الأمريكي ديفيد شنكر، في مقابلة خاصة مع قناتي “العربية” و”الحدث” إن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني “لديه سجل في انتهاك السيادة العراقية. وهو موجود في بغداد لاختيار رئيس الوزراء العراقي المقبل، وهذا أمر مرفوض”.
وشدد شنكر على أن “سليماني ينتهك حظر السفر المفروض عليه من قبل مجلس الأمن”. كما أوضح أن واشنطن لا تملك الصلاحيات لاعتقال سليماني في العراق. وتابع: “بإمكان الحكومة العراقية اعتقال قاسم سليماني حسب قرار من مجلس الأمن”.
في المقابل، أعلن مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، أن بلاده لا تدعم أي مرشح لرئاسة الحكومة العراقية بل تدعم كل من ينتخبه البرلمان العراقي.
وأضاف “التطورات في العراق تتجه اليوم نحو تحقيق مطالب المتظاهرين”، معتبرا أن هذا يتحقق عبر تشكيل حكومة حريصة على حل مشاكل الشعب. وتابع المسؤول الإيراني “نحن لا ندعم أي مرشح لرئاسة الحكومة العراقية بل ندعم كل من ينتخبه البرلمان العراقي ومن حق الشعب العراقي تعيين حكومته بنفسه، لم نجر أي مباحثات مع المسؤولين العراقيين لفرض أي مرشح لرئاسة الوزراء”.
ورفض المتظاهرون في ساحة التحرير، ومحافظات وسط، وجنوبي البلاد،، المرشح قصي السهيل، بنشر صوره وعليها علامة “x”في ساحات الاعتصام، مكررين مطالبهم برئيس مستقل.
يذكر أن العراق يشهد منذ أكتوبر 2019، تظاهرات متواصلة تطالب بتحسين الأوضاع المعيشية ومحاربة الفساد وإقالة الحكومة وحل البرلمان، وإجراء انتخابات مبكرة. وأسفرت الاحتجاجات، حتى الآن، عن مقتل أكثر من 470 متظاهر ورجل أمن، وأكثر من 15 ألف مصاب، بحسب مفوضية حقوق الإنسان في العراق. وحملت الاحتجاجات المتواصلة رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، على تقديم استقالته، إلا أن موجة الاحتجاجات لم تهدأ بتقديم الاستقالة، ويطالب المحتجون بتنفيذ باقي المطالب.
المصدر: سبوتنيك + بغداد اليوم + العربية