الشرق اليوم- شارك عشرات الآلاف من الطلاب والطالبات، في كبرى مدن العراق، في الغليان الشعبي، دعما وتضامنا مع المتظاهرين في وسط، وجنوبي البلاد، رغم التهديدات باعتبارهم إرهابيين، وتلفيق تهم بحقهم.
وانضم أهالي وطلاب وشيوخ عشائر محافظات نينوى، وصلاح الدين، والأنبار، شمالي وغربي البلاد، في اعتصام مفتوح، بعد أن أدوا صلاة الغائب على أرواح الضحايا المتظاهرين الذين قتلوا في محافظتي ذي قار، والنجف، بالرصاص الحي أواخر ومطلع الأسبوع الجاري.
وأفاد الطالب “تميم 25 سنة” من مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، في تصريح لمراسلة “سبوتنيك” في العراق، اليوم، أن الأهالي والطلبة في مدينة تكريت نظموا وقفات اعتصام، في شارع الزهور، وسط المدينة، وأمام جامع تكريت الكبير، أشعلوا فيها الشموع، حزنا واستنكارا على القتل الذي طال المتظاهرين في ذي قار، والنجف، وبغداد.
وأضاف تميم، وهو طالب في جامعة تكريت، قائلا ً : أعلنا اعتصاما لمدة أسبوع، في الجامعة الواقع شمالي المدينة، والحداد لمدة 3 أيام، منوها إلى أن هتافات المعتصمين دعمت مطالب التظاهرات في الوسط، والجنوب، واحتجاجا على اساليب القتل الهمجية لإخواننا في الناصرية، والنجف، وبغداد، كما قرآنا سورة الفاتحة من القرآن، على أرواح الضحايا الذين قتلوا. ونوه تميم، إلى أن الآلاف من الطلاب في جامعة تكريت التي تضم 14 كلية بإقسامها المتعددة شاركوا في الاعتصام، ووقفة الحداد، مختتما بتعبيره: اعتصمنا رغم التهديدات التي طالما لاحقتنا من قبل الأجهزة الأمنية التي توعدت باعتقال كل من يخطط للتظاهر، والمشاركة في المظاهرات، وتلفيق تهمة دعم وانتماء للإرهاب، خرجوا لعدم تحملنا المزيد من القتل بحق أبناء الشعب المطالب بحقوقه ووطنه”.
وشارك الآلاف في مدينة سامراء، التابعة لصلاح الدين، شمالي بغداد، في وقفات الاحتجاج، والاعتصام، متخذين من منارة مدينتهم التاريخية، نصبا لإيصال رسالتهم في وقف القتل، والدعم للمتظاهرين، والمطالبة بالحقوق، وتزيينها براية كبيرة من العلم العراقي.
شارك الآلاف من المواطنين، والطلاب، والطالبات، حتى طلبة المدارس الإبتدائية، في نينوى تحديدا بمركزها الموصل التي تعتبر ثاني أكبر مدن العراق سكانا بعد العاصمة بغداد، استنكارا للقتل، وحدادا على أرواح الضحايا المتظاهرين في بغداد، وذي قار، والنجف.
وتناقل ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، “فيس بوك، وتويتر، وانستغرام”، تسجيلا مصور لطالب في المراحل الأولى من الدراسة الإبتدائية في مدينة الموصل، يتعرض للعنف بـ”جر الإذن”، على يد معلمته التي اقتادته خارج الصف نحو غرفة المديرة ليتم اتخاذ عقوبة ما بحقه بعد أن ردد كلمة من التظاهرات وهي : “سلمية”.
كما يواصل المعتصمون في محافظة الأنبار التي تشكل وحدها ثلث مساحة البلاد غربا، احتجاجهم على القتل الذي طال المتظاهرين في محافظتي ذي قار، والنجف، طيلة الأسبوع الماضي، ومطلع الجاري، برصاص الأمن.
ويشهد العراق منذ مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، احتجاجات واسعة للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية ومحاربة الفساد وإقالة الحكومة وحل البرلمان، وإجراء انتخابات مبكرة، منذ بدء أكبر موجة احتجاجات تشهدها البلاد منذ سقوط صدام حسين عام 2003.
المصدر: سبوتنيك