الرئيسية / الرئيسية / مترجم: كيف يبدو المشهد بالعراق وسط مخاوف من الانهيار؟

مترجم: كيف يبدو المشهد بالعراق وسط مخاوف من الانهيار؟

BY: Martin Schuloff – The Guardian

الشرق اليوم- قدم رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي استقالته إلى البرلمان، في وقت سيواجه خليفته حالة من العنف الخطيرة التي انتشرت من بغداد إلى مدن الجنوب، ووضعت قوات الأمن ضد المتظاهرين وعلى مدى الشهرين الماضيين، لافتا إلى أن هناك مخاوف من تفكك البلد كله.

كان تصرف قوات الحكومة -بعد مقتل 45 مدنيا تظاهروا في مدينة الناصرية يوم الخميس الماضي، في واحدة من أسوأ حالات القتل منذ اندلاع التظاهرات المعارضة للحكومة- محاولة لإظهار القوة الغاشمة بعد حرق القنصلية الإيرانية في النجف يوم الأربعاء، وهو أبرز تعبير عن المشاعر المعادية لإيران بين المتظاهرين.

أثار القمع؛ المشاعر الساخطة في وسط العراق وجنوبه، فيما أصبحت المواجهة بين المتظاهرين ضد الحكومة والطبقة السياسية التي تحاول الحفاظ على مكاسبها أكثر ترسخا، مشيرة إلى أن الرهان اليوم هو عما إذا كان النظام الذي أقامته الولايات المتحدة قبل 16 عاما، بعد الإطاحة بصدام حسين، الذي حرف ميزان السلطة، سيظل قائما أم سيتداعى.

في السياق، تقول الطبيبة بسمة الكاظمي من بغداد: “عندما خرج الأمريكيون عام 2011 اعتقدنا أن هناك بنى قائمة تركوها.. ثم بدأوا بالسرقة أكثر من الماضي وغض الجميع النظر، وحصلت بعض الانتخابات التي لم يكن يهم فيها لو كنت شيعيا أم سنيا أم مسيحيا، وبدت جيدة، ثم انكشف الأمر لأن كل طائفة سرقت، ولو ظهر أي شيء من التظاهرات فإن هذا ليس بسبب الطائفة، لكن الوطنية هي التي تقودها”.

تم تقسيم الحكومة العراقية منذ عام 2003 بناء على الخطوط الطائفية، فتحولت فيها المؤسسات إلى إقطاعيات بناء على المسؤول فيها، ومن هي الجماعة التي ينتمي إليها، وتفوقت على الدولة، وكانت النتيجة هي الفساد والمحاباة، اللذان انتشرا في مجالات الحياة العراقية كلها، فقام المسؤولون بسرقة ثروة النفط وتركوا بقية العراقيين دون أي فرص، ولهذا فإن الدافع الرئيسي وراء حركة الاحتجاج هو نهب موارد الدولة، ويقودها المحرومون والشباب الذين انضم إليهم آخرون، وحشدت في أيام أكثر من 200 ألف شخص في بغداد ومدن أخرى.

أستاذ الشؤون الدولية في مدرسة لندن للاقتصاد والباحث في شؤون العراق، توبي دودج، يقول إن نظام ما بعد 2003، الذي جسد الفساد في داخل الدولة العراقية، وكذلك الطائفية والقمع، بدأ في التحطم، وانتشر العنف نتيجة لذلك، وكتب في موقع “سيباد”، التابع لجامعة لانكستر، قائلا: “تم فرض نظام قاس وجاهز على هذا المجال من خلال التعاون بين النخبة.. وضعت أمريكا المنفيين السياسيين الذي أدوا دورا في حملة الإطاحة بنظام صدام حسين في السلطة”.

يقول دودج: “لقد انهار البناء الأيديولوجي الذي يدعم النظام، وهو تقسيم المجتمع العراقي بناء على الخطوط الطائفية، فيما برزت وفضحت عملية تقسيم الغنائم بين النخبة الحاكمة التي قامت بها، وهو ما أفقد النظام شرعيته، ولم يعد السكان ينظرون إليهم على أنهم حماة لهم، بل بصفتهم انتهازيين، وعندها بدأت النخبة الحاكمة بالاعتماد على المليشيات لقمع التعبئة ضدها والبقاء في السلطة، ووصل هذا إلى الذروة كما شاهدنا اليوم”.

بدأت العشائر العراقية في الجنوب، حيث تركز حمام الدم الأخير، بالرد على قوات الأمن، خاصة أنها رأت يد إيران وراء العنف الذي تقوم به، فقد أدت إيراند ورا في شؤون العراق بعد الغزو الأمريكي، خاصة بعد خروج القوات الأمريكية عام 2011، فيما كان الجنرال قاسم سليماني، من فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني محوريا في محاولات قمع المتظاهرين، واستخدام العنف المفرط ضدهم.

شيوخ ذي قار دعوا لتحميل قوات الامن والمليشيات المسؤولية عن القتل في الناصرية، هذا الموقف يضيف طبقة جديدة من التعقيد في المواجهة التي تلوح في الأفق، وتعد “الأخطر” منذ سقوط نظام صدام حسين.

يقول محمود القيسي، وهو عامل فولاذ في بغداد: “لو فعلوا هذا لانتهوا.. أقسم إن هؤلاء اللصوص حصلوا على ما يريدون، لن نعود إلى بيوتنا ولن نسمح لهم بالاستمرار؛ هذه ثورة”.

شاهد أيضاً

استقرار أسعار الذهب

الشرق اليوم– استقرت أسعار الذهب في تعاملات الخميس المبكرة، بعد أن سجلت مستوى قياسيا مرتفعا …