بقلم: بهروز جعفر – رئيس معهد ميديتريانة للدراسات الإقليمية
الشرق اليوم- من الواجب الأخلاقي على الكورد والاتحاد الوطني؛ أن يعيروا اهتمامهم وكل اهتمامهم إلى هذا الموضوع، والذى في الأساس هو تحريض و استدراج على إجابة سؤالين أساسيين؛ الأول: من هو برهم صالح الحقيقي؟ والثاني: حسب مؤتمر السلام الذي عقد في الولايات المتحدة في (2003 الى 2011) إبان حرب الأمريكية العراقية، قد صرفت الولايات المتحدة الأمريكية (106) تريليون و600 مليون دولار كدعم للعراق في سبيل إعادة إعمار العراق، لتأسيس السلام وانتشار الديمقراطية وثقافة التعايش السلمي، أما العراق ما بعد 2003 قد نشهده لا يتقدم بل يتراجع في كل المجالات، ونجد العراق الآن قد بلغ ديونه إلى (132) مليار دولار بل أكثر، لماذا؟
ماذا يفعل برهم صالح (رئيس العراق) ؟ وفي الحقيقة من هو وأين هو في رئاسة الجمهورية ؟
أولاً: برهم صالح والفساد في العراق.
حين قادت الولايات المتحدة الأمريكية؛ التحالف الدولي في حربها ضد العراق لإسقاط النظام في 2003، صرفت مئات المليارات من الدولارات لإعادة إعمار العراق، وكان الصرف يتم عن طريق قنواتها الخاصة، والتي تتمثل بالشخصيات السياسية الذين كانوا في المهجر في عهد النظام السابق وعادوا إلى العراق بعد الحرب، ومن بينهم برهم صالح ، كان يستلم (870.000) دولار شهرياً، لقرابة خمس سنوات (يبلغ مجموع ما يستلمه في السنة إلى أكثر من 10 ملايين دولار) ، والغرض منه التنمية الاجتماعية (ومن الجدير بالذكر: أن الدعم المالي في الخارج الذى كان يصل الى العراق كان لا يُدرج في جدول ميزانية العراق العامة، ولحد الآن لبرهم صالح فريقه الخاص الذين يستلمون الدعم المالي الذي تصرفه الأمم المتحدة وأمريكا ودول الخليج لمجالات شتى؛ لمعرفة المصادر والمعلومات راجع موقع المعلومات البريطاني: (medium)، بعنوان: (who is president really ,Barham Salih, really) .
في حينها كانت المصادر الموثوقة للاتحاد الوطني الكردستانى، ترفع التقارير للطالباني؛ بأن برهم صالح يصرف الأموال لمشاريعه الخاصة عن طريق والدته، بحجة أن هذه المشاريع تهدف إلى ترقية ثقافة المجتمع النسوي في العراق، وبالأخص أن في هذه الفترة كان برهم صالح يغني بروفايله الخاص وذلك عبر تأسيس مجموعة من المؤسسات الإعلامية ( جريدة آسو، خندان، ومجلة اسبوعية، وتوزيع الأراضي والأموال على الإعلاميين المعروفين في أربيل وبغداد، وجعل نفسه أخطبوط الإعلام العالمي، ومن الجدير بالذكر بأن التظاهرات التي نشهدها اليوم في العراق نتيجة تراكمات؛ من أفعال السلطات الحاكمة في العراق لما بعد 2003 لفترة (15) عاما، يجب أن لا ننسى أن في تلك الفترة كان برهم صالح يشغل منصب نائب رئيس الوزراء في دورتين متتاليتين وكان المسؤول عن ملف المالي للعراق، السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا كان لأمريكا في العراق اذا كان برهم صالح بهذه الطريقة يضيع دعمها المالي للبلاد؟
في تموز عام 2019 أصدرت وزارة المالية الأمريكية قائمة تتضمن (67) اسما لمسؤولي العراق، الذين شملهم عقوبات مالية وتم إدخال اسمائهم إلى القائمة السوداء؛ وذلك لهدرهم اْموال العراق. هل يكون اسم برهم صالح موجودا في المستقبل داخل القائمة؟
ثانياً : بعد استلام رئاسة الجمهورية من قِبله .
انشق برهم صالح عن الاتحاد الوطني الكردستاني وقام بتأسيس (التحالف للديمقراطية والعدالة ) وبعدها رجع إلى صفوف الاتحاد الوطني لغرض استلام منصب رئيس الجمهورية، والذي خيب آمال آلاف من النخبة المثقفين الكرد. في هذا المجال قد نوضح للقارئ بعضا من الامثلة لكي نعرفه الى برهم صالح جيدا:
الأول : برهم صالح في الـ9 أشهر الأولى في سنة (2019) طالب 8 مرات من الإدارة الأمريكية استقباله، لكنهم رفظوا، كل المحاولات لرئيس الجمهورية هو أن يمثل العراق في مؤتمر السنوي للأمم المتحدة في نيورك بدلاً من عادل عبدالمهدي، حتى وصل إلى تحريك نفوذه وصرف ملايين الدولارات، وبالأخير استطاع ان يلتقي (ترامب) لدقائق معدودة، من الممكن للإدارة الأمريكية إداركهم بلباقة برهم صالح ومعرفتهم بشبكته المتكونة من قطّاع الطرق في مجال الاقتصاد في المنطقة، لأن خطاب (ترامب) لمؤتمر امم المتحدة لعامه (74) في (24 سبتمبر 2019) قد ركزت على طبق السياسية الذين يرشون الصحافة العالمية والمؤسسات الاعلامية والمالية التان تذيقان البشرية والانسانية المرارة .
الثاني : في بداية سنة (2019) صرح برهم صالح بأن القوات الأمريكية الموجودة في العراق البالغ تعدادهم (11) الف جندي، هي لغرض التدريب، وبعد يومان صرح ترامب؛ بأن القوات الموجودة في العراق هي لمراقبة التحركات الإيرانية في المنطقة، وبعد ذلك قام برهم صالح بالمجاملات والدفاع عن سياسات الإيرانية في المنطقة وذلك كي لا يكون من ضمن نطاق مضايقات إيرانية، و بالأخص داخل الاتحاد الوطني، وبالعكس كان يريد دعمهم لكي يصبح سكرتيرا عاما للحزب، في بداية عام (2019) ترامب زار العراق، ولم يلتقي بأي المسؤولين العراقيين، وعندما قابل برهم صالح في نيورك قال ( بالتأكيد أنا رجل كبير …. في ما مضى كنت في العراق كما تعلم).
الثالث: الفلاحين في إقليم كردستان يعانون من عدم استلام مستحقاتهم المالية مقابل تسليمهم لمحصولاتهم الحقلية من قبل الحكومة المركزية، بعض الاصدقاء في الاتحاد الوطني الذين هم من كتلة برهم صالح يستوردون القمح من خارج القطر بأسعار رخيصة ويبيعونه لبغداد، وذلك جعل بغداد غير محتاجة لمحاصيل الفلاحين في الإقليم، السؤال الجوهري هو: ماذا فعل برهم صالح لمسائلة أصدقائه في الاتحاد ؟ …. لاشيء … لاْنه شريكهم .
الرابع : إن السبب الرئيسي لهدر الأموال في العراق؛ هو قطاع الكهرباء، ففي عام (2017) وزيرة سابقة لوزارة الكهرباء أبرمت عقدا مع شركة (جنرال – إلكتريك الأمريكية ) بقيمة (400) مليون دولارو لإصلاح الكهرباء في المناطق المنكوبة مثل: (تكريت ، الموصل ) واليوم باتت المشاريع غير منفذة … ماذا فعلوا ؟ لا شيء.
الخامس: برهم صالح ولإرضاء نفسه وهواه، قام بترتيب الزيارات لعدة الدول عندما استلم السلطة (الأردن ، دول الخليج ، تركيا ، إيطاليا…الخ)، حسب ما قاله (كاظم الصيادي) عضو برلمان العراقي، فإن مصاريف الزيارات لرئيس العراقي قد بلغ 4 اربعة مليار 500 دينار عراقي، كما أن زيارته إلى أمريكا قد كلفت (2) مليار دولار أمريكى. إن الجولات التي يقوم بها برهم صالح غير مجدية و ليست ذات منفعة للدولة، بالإضافة لعدم دستوريتها وقانونيتها، لأنه بحسب المادة الدستورية (73)، تتكون صلاحيات رئيس الجمهورية من (10) بنود، من ضمنها أن رئيس الجمهورية لايستطيع أن يبرم أي اتفاق أو عقد مع اياً كان؛ اذاً لماذا السفر؟ وهل اجتماعاته و اتفاقاته مع غرفة التجارة الأمريكية تستند إلى مادة دستورية ؟
والأمثلة تطول…
وأخيرا إن الرأي العام حول برهم صالح؛ أنه إنسان لا تقدير له وهكذا يبقى للتاريخ، على الاقل هو من قام بإجهاض المعارضة الصحيحة في الإقليم و خيب آمال الناس بفكرة المعارضة الصحيحة، قد باع حزباً بثمن بخس؛ مقابل استلام منصب رئيس الجمهورية، وبالأخير أصيب بالغرور ولم يصدق مع من حوله .
تنويه
كل ما ورد في هذا التحليل من معلومات يُنسب إلى الكاتب ويعبر عن رأيه الشخصي