الشرق اليوم- قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة لمجلة “باري ماتش” الفرنسية، إن المظاهرات الأخيرة في إيران والعراق ولبنان التي “تخرج تحت عناوين الكرامة والحرية وغيرها” يمكن أن تكون أقنعة جميلة ولكن ما خلفها قبيح”.
وأضاف الأسد، ردا على سؤال عن مدى التشابه في المظاهرات الأخيرة في إيران ولبنان العراق وتلك التي حصلت في بداية الأزمة السورية المطالبة بالحرية والكرامة: “إذا أردنا أن نتحدث عن العناوين التي تطرح كالكرامة والحرية وغيرها، فهي يمكن أن تكون أقنعة جميلة ولكن ما خلفها قبيح، وسأعطيك أمثلة، بوش قتل مليونا ونصف مليون عراقي تحت عنوان الديمقراطية، وساركوزي ساهم في قتل مئات الآلاف من الليبيين تحت عنوان حرية الشعب الليبي، واليوم فرنسا وبريطانيا وأمريكا يخرقون القانون الدولي تحت عنوان دعم الأكراد الذين هم من الشعب السوري وليسوا شعبا مستقلا”.
ولفت الأسد إلى أن المظاهرات في سوريا عام 2011 كانت هناك العناوين نفسها كالكرامة والحرية “وهي التي استخدمت لقتل الشرطة والمدنيين وتخريب الأملاك العامة، فإذا علينا ألا نهتم بالعناوين وإنما بالحقائق على الأرض، وما الذي كان يحصل”.
ونوه الرئيس السوري بأن التظاهرة التي خرجت في سوريا ليست انتفاضة شعبية من حيث حجمها (170 ألف شخص)، وأن الانتفاضة الشعبية لا تكون بأموال من قطر لتخرج الناس، وإن كانت انتفاضة شعبية حقيقية لما استطاع رئيس وحكومته البقاء تسع سنوات في وجه أي انتفاضة شعبية، وأكد “لا أحد يصمد في وجه انتفاضة شعبية، والدليل أن الغرب حاول إبقاء شاه إيران ولم يتمكن بالرغم من كل الدعم الغربي. فإذا التسمية خاطئة، أو لأقل غير واقعية”.
وعلى صعيد مختلف قال الرئيس السوري بشار الأسد، إنه لم يفكر خلال الحرب أن يرحل أو يذهب للمنفى، لأن هذا الخيار لم يكن صادرا عن الشعب وإنما تم طرحه فقط من قبل مسؤولين غربيين.
ولفت الأسد، رداً على سؤال: “هل فكرتم خلال هذه الحرب أن ترحلوا، أن تذهبوا إلى المنفى؟”.. :الحقيقة لم أفكر بذلك لسبب بسيط وهو أن هذا الخيار لم يكن موجوداً أو مطروحاً، تم طرحه فقط من قبل المسؤولين الغربيين، وهذا الطرح بالنسبة لي غير موجود، لا يعنيني في الحقيقة. لا يمكن أن أفكر بهذا الخيار إلا إذا كان صادراً عن الشعب السوري، وعندما أقول الشعب السوري فأنا أقصد الأغلبية، لا أقصد أقلية إرهابية، ولا أقلية مُصنّعة سياسياً في أجهزة المخابرات الأجنبية، ولا أقلية من الذين تظاهروا لأن قطر دفعت لهم أموالاً. هذا الشيء لم يكن مطروحاً من الأغلبية، لذلك أنا بقيت”.
وتابع الأسد بعد مداخلة من الصحفي بخصوص وصول “جبهة النصرة” إلى بعد كيلومترات من مكان سكنه في دمشق عام 2013: “هذا صحيح، دمشق بقيت مطوّقة تقريباً لسنوات، أحياناً بشكل كامل وأحياناً بشكل جزئي، وكانت القذائف تسقط علينا يومياً، وهذا بحد ذاته كان دافعاً أكبر لي كي أبقى وأدافع عن بلدي، لا أن أهرب. أنا أقوم بواجبي الدستوري بالدفاع عن الشعب ضد الإرهاب”.
المصدر: سانا