بقلم: حمود أبو طالب
الشرق اليوم- كان يوم أمس صاخبا في الإعلام الأمريكي بالدرجة الأولى، ومعه بقية إعلام العالم، وبالطبع إعلامنا العربي، عندما أصبح أبوبكر البغدادي زعيم تنظيم داعش محور الحدث بعد إعلان واشنطن عن القيام بعملية خاطفة لتصفيته في أحد مخابئه، سبقها ما يشبه الإعلان الترويجي للرئيس ترامب بإشارته إلى أن أمرا كبيرا يحدث الآن، ليكون اليوم بعد ذلك هو يوم البغدادي وترامب وداعش ومسلسل رامبو الأمريكي.
هل ثمة مفاجأة حقيقية في خبر مقتل البغدادي بعملية استخباراتية عسكرية كما يقال، وهل هناك تفسير لها ولتوقيتها؟
قبل البغدادي، كان هناك الزرقاوي وأسامة بن لادن اللذان أعلن عن تصفيتهما بنفس طريقة البغدادي، عملية عسكرية مفاجئة في توقيت مختار، ثم يطوى الملف بكل ما فيه من غموض.
وسائل الرصد والتعقب الأمريكية، تملأ السماء والأرض بدقة متناهية تستطيع كشف أدق التفاصيل، ومع ذلك كان البغدادي يتنقل من مكان إلى آخر ويقود تنظيماً استولى على قرابة نصف العراق وثلثي سوريا دون كشف مخابئه والأرتال التي تتحرك معه في تنقلاته.
شيء لا يمكن استيعابه، عندما يراد للعالم أن يصدق بأن قدرة البغدادي على التخفي أكبر من قدرة وسائل التجسس والرصد والكشف الأمريكية على رصده. وقد استمر زعيم التنظيم لسنوات يشرف على المجازر البربرية والمعارك والفتوحات مع وجود تحالف دولي لمواجهته دون أن يفلح في صيده.
“كائنات عجيبة” تظهر فجأة لتربك العالم وتتحدى أعتى قواته وتحتل بلدانا بتنظيماتها وتتنقل كالأشباح الغامضة، وتتشكل تحالفات لمواجهتها لكنها تعجز عن السيطرة عليها، وفجأة يتم الوصول إلى قادتها وتصفيتهم، وبعدها تختفي تلك التنظيمات بآلاف أفرادها ومعداتها.
تنظيم القاعدة كان قد ظهر ثم اضمحل “بعد تفريخ تنظيمات جديدة منه، وظهر داعش والآن يختفي زعيمه ولا نعلم ماذا سيحدث لجيشه وعتاده، فما الجديد الذي ننتظره من استخبارات العم سام وبقية رفاقه”.