الشرق اليوم- استدعت اللجنة المالية في مجلس النواب الأمريكي، مؤسس “فيسبوك”، مارك زوكربيرغ، ليدلي بشهادته أمامها في جلسة استمرت قرابة الـ 6 ساعات.
ودار النقاش مع زوكربيرغ حول العملة الرقمية المشفرة من “فيسبوك”، والتي من المزمع أن تديرها شركة “ليبرا” ومقرها جنيف، وتضمن شركة “كاليبرا” التابعة لـ “فيسبوك” بالإضافة إلى 27 شركة أخرى تعمل في مجالات الدفع والتقنية والاتصالات والتسوق عبر الإنترنت ورأس المال المجازف Venture Capital والمنظمات غير الربحية.
وواجه أعضاء المجلس مؤسس “فيسبوك” والرئيس التنفيذي للشركة بمجموعة كبيرة من الأخطاء والانتقادات، بدءا من فضيحة “كامبريدج أناليتيكا” Cambridge Analytica، وحتى الإعلان الأخير لـ “فيسبوك” بأن الشركة لن تحظر الإعلانات السياسية التي يمكن أن تكون كاذبة ومضللة.
واستهلت الجلسة رئيس اللجنة، ماكسين ووترز، ببيان افتتاحي خاطبت فيه زوكربيرغ: “ربما تظن أنك فوق القانون، حيث تقوم بزيادة حجم شركتك بعدائية، وعلى استعداد للمضي قدما متجاوزا أو على حساب أي شخص، بمن فيهم منافسوك، حقوق النساء، الأقليات، مستخدموك، وحتى ديمقراطيتنا من أجل الحصول على ما تريد”.
لكن أكثر الاستجوابات التي نالت شهرة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي كان استجواب عضو مجلس النواب، ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز، التي سألته عن فضيحة “كامبريدج أناليتيكا”، وعن مسألة الإعلانات السياسية المضللة، وما إذا كان بإمكانها “استهداف بعض المناطق ذات الأغلبية السوداء والإعلان عن تاريخ مضلل لموعد الانتخابات”.
وأجاب زوكربيرغ بالنفي، حيث أن “(فيسبوك) يحظر نشر المعلومات التي تدعو إلى العنف أو تعرض المستخدمين إلى ضرر جسدي أو تساهم في قمع الناخبين أو المواطنين”، ثم واجهته أوكاسيا-كورتيز ما إذا كانت تستطيع، خلال حملتها الانتخابية في المستقبل، أن تضلل الناخبين الجمهوريين، استنادا لعدم تحقق “فيسبوك” من الحقائق التي تتضمنها الإعلانات السياسية. فأجاب زوكربيرغ بأن “الكذب أمر سيء، وأعتقد أن تضليل الناخبين في الانتخابات من خلال معلومات خاطئة هو أمر سيء، ولكن هذا يختلف، من وجهة نظرنا، عما يجب اتخاذه من إجراءات كي يرى الناخب أن السياسي قد قام بالكذب عليه”. فسألت أوكاسيا-كورتيز: “فهل ستحذف إعلانا كهذا أم لا، السؤال بسيط: نعم أم لا”، فرد زوكربيرغ: “في معظم الحالات، وفي إطار ديمقراطي، فإنني أعتقد أنه يتعين على الناخبين أنفسهم أن يتمكنوا من رؤية السياسيين على حقيقتهم، ليقرروا انتخابهم من عدمه، ويحكموا على شخصياتهم بأنفسهم”.
وحينما سألت عضو مجلس النواب، آيانا بريسلي، عما إذا كان من حقها استخدام حافظة “كاليبرا” Calibra مجانا، فاستهل زوكربيرغ إجابته بتحديد أن “الخدمة لا زالت غير متوفرة اليوم”، وسوف تكون مجانية فقط على افتراض أن فيسبوك سوف ينجح في إطلاق العملة الإلكترونية “ليبرا” Libra، التي أعرب عن ثقته فيها وصرح بأنه على استعداد كي يترك إرثه لأبنائه بالعملة المشفرة، إلا أنه عاد وأشار إلى أن “المشروع محفوف بالمخاطر”، محاولا إبعاد “فيسبوك” عن “ليبرا”، لأنها عملة رقمية مشفرة تدار من مؤسسة “ليبرا” المستقلة عن فيسبوك، وأضاف أنه من الممكن أن “تضطر (فيسبوك) لعدم المضي قدما في المشروع، إذا ما قررت شركة (ليبرا) اتخاذ خطوات لا نرتاح لها”. ومع ذلك أعرب المشرعون في مجلس النواب عن تشكيكهم في ذلك حيث قالت بريسلي: “إن ليبرا هي فيسوك، وفيسبوك هي أنت”.