الرئيسية / الرئيسية / مترجم: ما هو خطر اتفاق بوتين-أردوغان على سوريا والعالم؟

مترجم: ما هو خطر اتفاق بوتين-أردوغان على سوريا والعالم؟

BY: The Times

الشرق اليوم– أدى قرار الرئيس دونالد ترامب قبل أسبوعين سحب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا، إلى نزع الحماية الأمريكية عن الأكراد، وفتح المجال أمام التوغل التركي في سوريا، ولم يترك قرار ترامب للأكراد أي خيار سوى البحث عن حام جديد لهم، وهو روسيا وجيش الرئيس السوري بشار الأسد.

ولهذا السبب وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، إلى منتجع سوتشي على البحر الأسود، واتفق الزعيمان على خطوة مهمة، وربما كانت قمة سوتشي نهاية للتوغل التركي، إلا أن الثمن الذي ستدفعه المنطقة والعالم سيكون باهظا، وهو تأكيد عودة روسيا بصفتها قوة عالمية دبلوماسية وعسكرية.

لم يفت سوى خمسة أعوام عندما وصف الرئيس باراك أوباما، روسيا بأنها قوة إقليمية، وكان حديثه في معرض قرار موسكو ضم شبه جزيره القرم وحربها في شرق أوكرانيا، ومنذ ذلك الحين زادت قوة روسيا، وتركت آثارا مضرة على الأمن الغربي، فقد تدخل الكرملين في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016، وقام لاحقا بالتواطؤ، وربما استخدم غاز الأعصاب في بريطانيا، ووسعت روسيا حربها ضد أوكرانيا باستهداف قارب عسكري.

روسيا سعت لتوسيع تأثيرها في دول أمريكا اللاتينية وأفريقيا، كما أن زيارة أردوغان إلى سوتشي تزامنت مع أول قمة روسية أفريقية، التي حضرها أكثر من 50 رئيس دولة في أفريقيا.

الضرر الأكبر الناجم عن غزوات روسيا العالمية كان تدخلها في سوريا عام 2015، فدخلت إلى نزاع كارثي تسبب بمقتل مئات الآلاف من المدنيين، وترحيل الملايين، وذلك كله بذريعة هزيمة تنظيم داعش، مع أن الهدف الحقيقي كان هو دعم نظام الرئيس السوري.

تخلي الرئيس ترامب عن الأكراد، أدى إلى منح بوتين الفرصة التي كان ينتظرها لتقوية موقف الأسد، وتقديم نفسه على أنه وسيط نزيه، وربما كان توقع نهاية الحرب حتى بشروط بوتين أملا إنسانيا، لكن نهايتها تعني استهداف قوات الأسد آخر معقل للمعارضة في إدلب، ما يعني أزمة لجوء جديدة تنتشر قريبا من الحدود التركية، فيما يأمل أردوغان بعد تفريقه الأكراد بإعادة تأهيل 3.6 مليون لاجئ سوري في بلاده.

وقف الكارثة السورية هي موضوع سائد في سياسة الشرق الأوسط، لكن القوى الغربية فشلت بشكل صارخ في المهمة الدبلوماسية، في وقت سمحت فيه لبوتين بلعب ورقة نفوذه على تركيا، وبيعها النظام الصاروخي أس- 400، وبناء أول مفاعل للطاقة النووية.

في ضوء حالة التشتت التي تعاني منها الدبلوماسية الغربية، فإن حلفاء أمريكا التقليديين، مثل إسرائيل وبعض الدول العربية، ولا ننسى حليفة روسيا الإقليمية إيران، باتوا يبحثون عن علاقات مع بوتين الذي يعمل على جعل بلاده قوة عالمية.

أخطئ ترامب في تعامله مع التحالفات باعتبارها عقودا تجارية، ومن خلال الفراغ الذي خلقه الغرب؛ أدخل بوتين قوة بلاده العسكرية ومعتقداتها الأيديولوجية، مع أنه سيكتشف لاحقا أن توسعه لا يتناسب مع اقتصاده الضعيف، لكن الضرر قد حدث. 

شاهد أيضاً

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

العربية- هدى الحسيني الشرق اليوم– يقول أحد السياسيين المخضرمين في بريطانيا، المعروف بدفاعه عن حقوق …