بقلم: مهند علي
الشرق اليوم- ما يحدث في العراق اليوم، له عدة أسباب وجميع العاملين في الطبقة السياسية، يعلمونها تماماً، والشعب العراقي أيضاً، يدرك أن البلاد رهينة بين يدي عصبة من تجار السياسة، فالوطنيون قلة قليلة لم تستطع أن تنجز شيئا في حربها ضد الفساد والمحسوبية وسرقة المال العام وفتح المجال أمام إيران للتغول أكثر وأكثر على مقدرات العراق وخيراتها.
لكي نفهم البعد القادم للأحداث في الشارع العراقي، والمظاهرات التي أطلق عليها البعض ثورة الجياع، علينا أن نتابع الجهود الإيرانية التي ستبذل على المستوى السياسي والديني، لوقف تسلسل الأحداث والمظاهرات والغضب الشعبي، لأن الحكومة العراقية لا تملك القدرة على وقف التظاهر، وليس لديها رصيد من الثقة لتوعد العراقيين بشيء؛ لذلك قد نرى تصعيداً من قبل قوات الأمن أو قد تستخدم الحكومة العراقية الطرائق الإيرانية في قمع المظاهرات والمطالبات الشعبية.
والشيء المؤسف الحقيقي، أن الخطاب الحكومي والديني الموجهة للشعب العراقي، لا يليق بحجم الأزمة والتطلعات العراقية، فتصريحات رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، مهلهلة ومفككة وركيكة، وتعطي انطباعاً أن الحكومة فعلاً، لا تدرك حجم الأزمة وتداعياتها، فهناك حالة من الانفصال والانفصام بين ما يريده الشعب العراقي الحر، وبين ما تفكر الحكومة في تقديمه. وحتى الخطاب الديني أيضاً، متواضع جداً وعمومي غير ملزم لأي طرف من أطراف العملية السياسية، فخطبة المرجعية اليوم الجمعة لم تتعدى مستوى نقل الخبر، ودعوة السلطات الثلاث إلى اتخاذ خطوات حقيقية للإصلاح، وتشكيل لجنة لبحث المطالب مع ممثلي التظاهرات في مختلف المحافظات. لذلك على الشعب العراقي أن يوجه مجموعة من الأسئلة للمرجعية:
1- منذ متى تنادي المرجعية بالإصلاح؟
2- ومن اتخذ نهج الإصلاح من الأشخاص الذين رجحت ودعمت المرجعية وجودهم في السلطة؟
3- هل أدركت المرجعية حجم التغول الإيراني في العراق على حساب جوع الشعب العراقي خلال السنوات السابقة؟ وماذا فعلت لتمنع ذلك؟
ما يحدث اليوم في الشارع العراقي ببساطة شديدة وبدون مقدمات، هو أن الشعب العراقي الجائع يواجه وحيداً -اليوم ومنذ سنوات- لوبي ديني وسياسي يعمل لصالح أجندة إيرانية، لم يهتم يوماً لوطن اسمه العراق. وسيعمل الإيرانيون المستحيل من أجل إعادة ضبط الأمور لصالحهم، لأن العراق الحر المستقل القوي لن يسمح لإيران وحرسها أن يتغولوا على خيره.
حفظ الله العراق