الرئيسية / الرئيسية / تحليل: سيناريوهات محتملة!

تحليل: سيناريوهات محتملة!

بقلم: غيث التميمي

الشرق اليوم- استدعاء 3000 عنصر من قوات النخبة في الحرس الثوري الإيراني إلى العراق، ونزولهم في مطار المثنى وتوجههم للگيارة وغيرها من المناطق ذات الغالبية (السنيّة) مؤشر على استراتيجيا إيرانية تهدف إلى تطبيع إيراني بعيد الأمد مع (سنّة) العراق وبقية المكونات في صلاح الدين وديالى والموصل والأنبار.

ولكي يتحقق ذلك ينبغي أن تنجرف المظاهرات إلى أعمال عنف وتخريب ونهب وقتل وخطف وعمليات سطو على مصارف ومولات ومراكز تجارية ومنشئآت حيوية وتخريب مشاريع وعدوان على مؤسسات الدولة. وهو ما يعني أن المظاهرات ستفقد الدعم الدولي والتأييد الشعبي الذي يمنحها القوة والتأثير والشرعية الوطنية.

ليتم بعد ذلك سيتم إستدعاء “الميليشيات” لإنقاذ الدولة والمجتمع من الفوضى والمصير المجهول، وهذا يعني تكرار مشهد داعش واحتلال الموصل عن طريق (ساحات العزة والكرامة) الشيعية هذه المرّة والتي ستنتهي بالشيعة إلى مخيمات نزوح نتيجة حرب أهلية بين “الميليشيات” والعشائر وأحزاب الفساد ومافياتها في مناطق الوسط والجنوب، نتيجة إغتيالات لزعماء قبليين ورجال أعمال وقادة أمنيين وقضاة ورجال دين ورموز سياسية وشعبية، مثل السيد مقتدى الصدر وهادي العامري ونوري المالكي وحيدر العبادي وإياد علاوي وعمار الحكيم، ليولد جيل سياسي ولائي يعلن العراق (كونفدرالية) تحت ولاية الفقيه، كما أن كندا وأستراليا (كونفدراليات) تحت التاج الملكي البريطاني أو دول الإتحاد الأوروبي.

نحن أمام سيناريو يقول بأن الحرس الثوري، سينزل في الزيارة الأربعينية في أول مواجهة وتماس مباشر مع العراقيين، في أول خطوة عملية في استراتيجيا (التطبيع مع ولاية الفقيه) في العراق التي يعتمدها الحرس الثوري الإيراني ضمن أهدافه الرسمية المعلنة في أهداف تأسيسه.

كما أننا أمام سيناريو آخر يقول بأن الحرس الثوري سيتجول في المدن ذات الغالبية (السنيّة) لينشر فيها الأمن والإستقرار ويمنح أهلها الاحترام ويحميهم من بطش وظلم أخوتهم العراقيين (الشيعة) الذين ظلموهم، وهو سيناريو تم اعتماده سابقاً في لبنان أثناء الحرب الأهلية ودخول الجيش السوري ليفرض معادلة لم تتغير إلا بعد مقتل رفيق الحريري وانسحاب الجيش السوري الذي أدى إلى حرب أهلية في لبنان.

لذا ينبغي علنا أن ندرك خطورة المشهد ونحفظ المظاهرات من الاستغلال في تنفيذ هذا السيناريو الخطير. وهذا يعني:

أولاً: التأكيد على سلميّة التظاهرات ورفض أية اعتداءات على الممتلكات العامة والخاصة ورفض انتهاك مؤسسات الدولة ورفض أية إعتداءات على الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة والتعاون بين المتظاهرين والقوات الأمنية.

ثانياً: تحديد مطالب واضحة قابلة للتنفيذ تحت سقف الدستور والقانون، بما في ذلك تغيير النظام السياسي كاملاً، يجب أن يكون عن طريق مسارات قانونية ودستورية تحفظ وحدة العراق واستقلاله وسيادته.

ثالثا: عزل المخربين وإبعادهم عن التجمعات الاحتجاجية وإبلاغ الأجهزة الأمنية عن المشبوهين والمسلحين والارهابيين والتعاون مع الأجهزة الأمنية في التحقيق الميداني معهم.

رابعاً: حركة الاحتجاجات في المناطق والأحياء لا تخدم هدف المظاهرات المتمثل بالضغط على السلطة من أجل إجراء تغيير يليق بتضحيات المتظاهرين وغضبهم وهذا يعني بأن المتظاهرين ليسوا مخربين عابثين كما يقول عنهم بعض زعماء مافيات الفساد، لدى المتظاهرين مطالب شرعية واضحة وهي التغيير الذي يضمن إبعاد منظومة الفساد والفشل والمحاصصة والطائفية الحاكمة، عن طريق آليات دستورية وواضحة وممكنة، لذلك ينبغي أن يتم التركيز على التظاهرات في مراكز المدن وخصوصاً داخل المنطقة الخضراء.

شاهد أيضاً

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

محمد الرميحي- العربية الشرق اليوم– كعادتها وزارة الخارجية في دولة الإمارات تدعو إلى لقاء” منتدى …