BY: Nancy A. Youssef, Gordon Lubold, Summer Said and Dion Nissenbaum – The Wall Street Journal
الشرق اليوم- أعلن مسؤولون أمريكيون، إن القوات السعودية فشلت في اكتشاف الهجمات التي استهدفت منشآتها النفطية يوم السبت، ما سمح لعدد كبير من الطائرات المسيرة والصواريخ باختراق الدفاعات والوصول إلى أهدافها. فالتركيز السعودي والأمريكي ظل على الحدود الجنوبية مع اليمن، الذي تخوض فيه الرياض حربا مع حلفائها ضد المتمردين الحوثيين، إلا أن الغارات الأخيرة جاءت من الأراضي الإيرانية في شمال الخليج، بحسب أشخاص على معرفة بالتحقيقات في الهجمات الأخيرة.
بات المسؤولون السعوديون، الذين اطلعوا على المعلومات التي جاءت من الولايات المتحدة والكويت، والمحققين في الرياض مقتنعين بشكل متزايد بأن الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة انطلقت من الأراضي الإيرانية. فقد عثروا على أجزاء من حطام صاروخ من صناعة إيرانية على ما يبدو، ويؤكد ذلك قول مسؤول سعودي: “كل شيء يشير إليهم.. الحطام والمعلومات الأمنية يؤشران إلى هذا الدور”.
لم تتوقع المملكة هجوما مباشرا من داخل إيران، لكن من خلال واحدة من جماعاتها الوكيلة، أو وحدات النخبة العسكرية في المنطقة، فالدفاعات الجوية السعودية تراقب حركة الملاحة الجوية في مضيق هرمز، حيث يتهم المسؤولون الأمريكيون إيران بالسيطرة على ناقلات نفط، والقيام بإرسال طائرات دون طيار قريبا من البوارج الحربية الأمريكية.
كما أن غياب الغطاء الجوي ساهم في جعل المنطقة الشرقية غير مراقبة جيدا، لا من الدفاعات الجوية الأمريكية أو السعودية، ما كشف عن نقطة ضعف سعودية، رغم المليارات التي أنفقتها الرياض على صفقات السلاح، لافتا إلى قول رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد: “تعلمون أننا لا نراقب الشرق الأوسط كله طوال الوقت”.
الولايات المتحدة كانت قد نشرت صواريخ باتريوت في قاعدة الأمير سلطان الجوية؛ من أجل حمايتها وحماية 500 من الجنود الأمريكيين الذين أرسلوا إليها، إلا أن نظام الصواريخ هذا لم يكن في المجال الذي يمكن أن يمنع الصواريخ. فغارات السبت انطلقت على ما يبدو من قاعدة إيرانية في المنطقة الشمالية للخليج التي تبعد مئات الأميال، وقال المسؤولون الأمريكيون إن القاعدة شهدت نشاطات غير عادية قبل إطلاق الصواريخ.
على الرغم من غياب الصور التي تظهر مكان انطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، إلا أن المسؤولين الأمريكيين تحدثوا عن أدلة يتم فحصها وتشير إلى إيران، ويقولون إن لديهم أدلة عرضية تشير إلى اتصالات قبل تنفيذ الهجمات، وأدلة جنائية، وتضم الحطام وبقايا الصواريخ والطائرات المسيرة، والمواد الكيماوية والدمار الذي خلفته.
زار المحققون موقع الهجمات في شركة “أرامكو”؛ بحثا عن بقايا الصواريخ والطائرات المسيرة، وعثروا على صاروخ لم ينفجر، فعثروا على بقايا تبدو أنها تكنولوجيا صواريخ كروز إيرانية.
هناك نقاش بين المسؤولين العسكريين والاستخبارات، حول نشر بعض الأدلة التي تكشف عن تورط إيران، إلا أن نزع السرية عن بعضها يحتاج إلى أيام، كما يتوقع إعلان وزارة الدفاع السعودية عن نتائج أولية للتحقيق في الوقت الذي كان فيه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في جدة لمناقشة هذه الأزمة.
في المقابل، نفت إيران ضلوعها في الهجمات، واتهمت إدارة ترامب بنشر المعلومات المضللة، فيما قالت بريطانيا وفرنسا إنهما لم تطلعا على الأدلة التي تشير إلى تورط إيران، وقال وزير الخارجية الفرنسي: “في هذه اللحظة ليس لدى فرنسا دليل يسمح لنا بالقول إن الدرونز جاءت من هذا المكان أو ذاك”.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصل يوم الثلاثاء مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ووافقا على إرسال خبراء فرنسيين للمشاركة في التحقيق، كما أن مسؤولين من ألمانيا قالوا إن برلين تقوم بتقييم للوضع، وعما إذا كانت هناك شكوك حول ادعاء الحوثيين أنهم أرسلوا 10 طائرات مسيرة.
الهجمات زادت المخاوف من مواجهة أمريكية إيرانية تتصاعد منذ خروج الرئيس ترامب من الاتفاقية النووية العام الماضي، بالإضافة إلى أنها كشفت عن مكامن الخطر التي تتعرض لها سوق النفط العالمية. لتقوم السعودية بطلب إرسال فريق من الأمم المتحدة للمساعدة في التحقيق، وقال المسؤولون السعوديون إنهم عثروا على قطع صواريخ تشبه تلك التي يستخدمها الحوثيون في اليمن لضرب جنوب السعودية، أي صواريخ القدس.
وعلى صعيد متصل، تقوم الكويت بالتحقيق في تقارير عن وجود طائرات مسيرة قبل الهجوم قرب مدينة الكويت، ما يشير إلى خروج الهجمات قرب الحدود مع إيران.