الرئيسية / الرئيسية / مترجم: هذا ما على أمريكا فعله في مواجهتها مع إيران

مترجم: هذا ما على أمريكا فعله في مواجهتها مع إيران

BY: Shireen T. Hunter – LobeLog

الشرق اليوم- الهجمات على بقيق وحقل خريص في المنطقة الشرقية من المملكة، زادت من حرارة التوتر السياسي في الخليج، خاصة بعدما خفضت السعودية من نسبة إنتاجها إلى النصف، وفي الوقت ذاته فإن الحوثيين في اليمن أعلنوا مسؤوليتهم عن الهجمات، التي قالوا إنها انتقام من الحملة العسكرية التي تشنها السعودية عليهم منذ أربعة أعوام.

الولايات المتحدة رفضت الرواية الحوثية، قائلة إن الحوثيين ربما تصرفوا بناء على تعليمات من إيران، أو أن الهجمات لم تأت من اليمن، بل من مكان آخر، وحمل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إيران المسؤولية، فيما طالب السيناتور الجمهوري ليندزي غراهام بعمليات انتقامية ضد مصافي النفط الإيرانية.

بعض التقارير حاولت توريط العراق في الهجمات، فقال تقرير إن “المتمردين” استخدموا الأراضي العراقية لتوجيه الضربات إلى السعودية، في وقت نفى فيه مكتب رئيس الوزراء العراقي أي مسؤولية عن الهجوم، فأيا كان الأمر فإن الولايات المتحدة ركزت على إيران باعتبارها المتهم الأول.

نظر للطبيعة الغامضة للعلاقة بين الحوثيين وإيران، فإن من الصعب التأكد من دور طهران في الهجمات، ومن الواضح أن الحوثيين ليسوا مجرد وسيلة في يد إيران لتحقيق أهدافها الإقليمية، ولديهم شكاواهم تجاه السعوديين بعد الحملة العسكرية منذ عام 2015، ومع ذلك لا يمكن نكران وجود علاقات بين الحوثيين وإيران، حيث يشتركون معها بالقلق من التصرفات السعودية في المنطقة، ومن المنطقي التفكير بأن هذه الهجمات وافقت عليها إيران إن لم تأمر بتنفيذها.

هذه النظرية تتناسب مع التصعيد التدريجي للصراع الذي تقوم به طهران، التي قامت بأسر ناقلات نفط في الخليج، ومن ثم زادت من نسب اليورانيوم المخصب، وتكشف هذه التصرفات من جانب إيران عن أن الولايات المتحدة والسعودية لا يمكنهما الضغط عليها دون دفع الثمن والمعاناة بالطريقة ذاتها التي تعاني منها إيران، فالطريقة الوحيدة التي تستطيع من خلالها إيران التسبب بالألم لدول الخليج ودولة صناعية مثل أمريكا هي حرمانها من تدفق النفط، ولأن السعودية مهمة لسوق النفط العالمي، فإن الطريقة الوحيدة هي إظهار ضعفها أمام العمليات الانتقامية الإيرانية، ولأن الهجمات تأتي من الحوثيين فإن من السهل على إيران إنكارها، وجعل الرد الأمريكي والسعودي عليها صعبا، والرسالة هي أن إيران تعاني من العقوبات، لكن هذا لا يعني بقاء الدول المشاركة في معاقبتها آمنة.

الهجمات الأخيرة تشير إلى أن المأزق الحالي بين أمريكا وإيران لن يستمر للأبد، فرغم الكلمات المتحدية والمقاومة القادمة من إيران، إلا أنها تعيش تحت وطأة العقوبات المفروضة عليها، فلا يعاني الإيرانيون من الوضع الاقتصادي فقط، بل إن العقوبات تضع ضغوطا على النظامين الاجتماعي والسياسي، وتفاقم التوتر والانقسامات، ومن غير المعلوم إلى أي مدى تستطيع إيران مواصلة العمل في ظل العقوبات. 

إيران لن تستسلم تحت الضغوط، ويرى المتشددون أن الاستسلام للغرب تحت الضغط سيقوض مكانتهم بشكل أكثر خطورة من تداعيات العقوبات على البلاد، ولا يوجد ما يضمن للمعتدلين ألا تتوقف أمريكا عن الضغط في حال استسلامهم.

وفي ظل هذه الظروف فإن إيران ترى أن الطريقة الوحيدة لإنهاء هذا المأزق هي من خلال زيادة المخاطر بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين في المنطقة، والتأكيد أنهم ليسوا محصنين من عمليات إيران الانتقامية، وأنه لا يمكن الخروج من هذا المأزق إلا من خلال نوع من التصعيد أو التسوية.

ستكون الحرب مع إيران مكلفة للولايات المتحدة، وستتردد في خوضها رغم رغبة حلفائها المعادين لإيران بها، وستؤدي الحرب إلى توريط العراق، الذي يرغب في البقاء على الحياد، وحتى لو انتصرت أمريكا في الحرب فإن إدارة ظروف ما بعد الحرب ستكون أصعب من تلك التي واجهتها في كل من أفغانستان والعراق.

الخيار الثاني هو التوصل لتسوية مع إيران تتضمن تخفيفا في العقوبات، بالإضافة إلى بعض الأمور المتعلقة بالخليج، وعند هذه النقطة يجب على أمريكا معرفة حدود التأثير والقوة السعوديين، فهي لم تستطع إقناع الفلسطينيين بدعم صفقة القرن، ولا حل مشكلة مجلس التعاون الخليجي، وقاومت قطر الضغوط السعودية، والأهم من هذا أن السعودية لم تستطع إنهاء الخطر الحوثي، وتورطت في حرب لا نهاية لها، والأمر ذاته يقال عن الميادين الأخرى، مثل سوريا، التي لم تؤد السياسات الأمريكية فيها إلى النتائج المطلوبة.

اختصار فإن الوقت قد حان لأن تعيد الولايات المتحدة التفكير في سياستها، والتركيز على الدبلوماسية والتسويات بدلا من ممارسة الضغط والتهديد العسكري طريقة لإخراج نفسها وحلفائها من الظروف الصعبة وتأمين مصالحها، وفي حال فشلت هذه الجهود كلها فإن خيار الحرب سيظل موجودا.

شاهد أيضاً

أوكرانيا

العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– فى العادة فإن الاستدلال عن سياسات إدارة جديدة يأتى من …