By David Hearst – Middle East Eye
الشرق اليوم- قال مسؤول في المخابرات العراقية، إن طائرات إيرانية انطلقت من العراق وراء هجومي أرامكو الأخيرين. وأضاف أن “الهجمات تأتي ردا على هجمات إسرائيلية سابقة مولتها الرياض بطائرات مسيرة على مواقع تابعة للحشد الشعبي جنوب العراق”.
وقال المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن الهجمات التي شنت على أبقيق وخريس، وهما من المرافق النفطية الهامة التابعة لشركة أرامكو في السعودية، جاءت ردا على هجمات بطائرات مسيرة إسرائيلية على قواعد وقوافل تابعة للحشد الشعبي في شهر آب/ أغسطس الماضي، تم تنسيقها وتمويلها آنذاك من السعوديين.
وقال المسؤول: “جاء الهجوم الأخير لسببين. أما الأول فهو أنه يعتبر بمثابة رسالة أخرى من إيران إلى الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها بأنه طالما استمر الحصار المفروض على إيران فإن أحداً لن ينعم بالاستقرار في المنطقة. أما السبب الثاني، وهو الأكثر مباشرة، فيعتبر بمثابة انتقام إيراني رداً على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة باستخدام طائرات مسيرة انطلقت من مناطق داخل سوريا تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية ضد قواعد الحشد الموالية لإيران”.
وأضاف: “كانت الهجمات الإسرائيلية قد شنت بطائرات مسيرة بدعم وتمويل من قبل السعوديين. ولذلك جاء الهجوم الأخير مدمراً للغاية، بينما كانت الهجمات في السابق ذات قيمة رمزية ولم تكن تنجم عن كثير من الأضرار”.
وكانت خمس هجمات بالطائرات المسيرة قد شنت ضد قوات الحشد الشعبي التي تدربها إيران في شهر آب/ أغسطس انطلاقا من قواعد كردية تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” في المناطق الشمالية الشرقية من سوريا. وقصفت الطائرات المسيرة حينها قواعد ومخازن أسلحة وقوافل تابعة لقوات الحشد الشعبي وأسفرت الهجمات عن مصرع مقاتل واحد وإصابة آخر بجروح بليغة.
قالت المخابرات العراقية وقتها، إن الهجمات تم التخطيط لها عندما زار وزير الدولة السعودي للشؤون الخليجية ثامر السبهان، قوات سوريا الديمقراطية في حزيران/ يونيو.
ورفض ضابط المخابرات العراقي الكشف عن القواعد التي انطلقت منها الطائرات المسيرة في هجوم السبت. إلا أنه أكد أن المسافة بين العراق وحقوق النفط السعودية كانت أقل من نصف المسافة التي كانت ستقطعها الطائرات المسيرة فيما لو أطلقت من قواعد تابعة للحوثيين في شمال اليمن.
وقال إن الطائرات المسيرة قطعت مسافة تتراوح ما بين خمسمائة إلى ستمائة كيلومتر بينما كانت ستضطر للتحليق لمسافة تتراوح ما بين ألف ومائة كيلومتر وألف وثلاثمائة كيلومتر فيما لو أنها أطلقت من قواعد تابعة للحوثيين. وكان مسار التحليق الذي اتخذته الطائرات المسيرة نحو جنوب الغرب انطلاقاً من العراق باتجاه حقول النفط في المنطقة الشرقية من السعودية سيعبر بها إما فوق البحر أو خلال المجال الجوي الكويتي.
يذكر أن وسائل الإعلام الكويتية كانت قد قالت يوم السبت، إن طائرة مسيرة طولها ثلاثة أمتار شوهدت وهي تحلق فوق قصر دار سلوى في وسط مدينة الكويت.
في هذه الأثناء، أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجوم السبت. إلا أن المسؤول العراقي قال: “لم يكن الحوثيون هم من شن الهجمات. لقد كانت تلك طائرات مسيرة إيرانية انطلقت من قواعد الحشد الشعبي”.
إلا أن الحكومة العراقية المحرجة اضطرت يوم السبت، إلى إصدار بيان أنكرت فيه انطلاق الطائرات المسيرة التي هاجمت المرافق السعودية من أراضيها.
وجاء في بيان صادر من المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء ما يلي: “ينفي العراق ما تداولته بعض وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي عن استخدام أراضيه لمهاجمة منشآت نفطية سعودية بالطائرات المُسيرة، ويؤكد التزامه الدستوري بمنع استخدام أراضيه للعدوان على جواره وأشقائه وأصدقائه، والحكومة العراقية ستتعامل بحزم ضد كل من يحاول انتهاك الدستور، وقد شكلت لجنة من الأطراف العراقية ذات العلاقة لمتابعة المعلومات والمستجدات”.
وما لبث رئيس وزراء العراق عادل عبد المهدي ولشهور يسعى لمنع بلاده من التحول إلى ساحة معركة لحرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وإيران.
في وقت مبكر من هذا العام، أشار الجيش الأمريكي إلى أنه ينوي ضرب مدرج طيران يسيطر عليه حزب الله، وذلك بعد تعرض مرافق نفطية في الخليج لهجمات بطائرات مسيرة. وقال شهود كانوا حاضرين أثناء الحوار الذي جرى بين عبد المهدي والأمريكيين بأنه أخبر الأمريكيين بأنه لا يملك منعهم من القصف حيثما أرادوا، ولكنه في نفس الوقت لا يملك منع هجمات انتقامية قد تشنها الجماعات المدعومة إيرانياً على القوات الأمريكية وعلى قواعد موجودة داخل العراق.
إلا أن الهجوم الأمريكي المرتقب على حزب الله لم يحصل، وبدلاً من ذلك سمحت الولايات المتحدة لإسرائيل باستخدام طائراتها المسيرة انطلاقاً من قواعد تابعة لقوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا. وفي شهر آب/ أغسطس، تعرض عبد المهدي لضغوط هائلة لكي يتهم صراحة إسرائيل بإطلاق الطائرات المسيرة التي شنت الهجوم على أهداف داخل الأراضي العراقية.
يقول المصدر الاستخباراتي العراقي: “إن رئيس وزرائنا عادل عبد المهدي يقع الآن بين المطرقة والسندان. ولقد أخبر الإيرانيين والأمريكيين على حد سواء بأن العراق أرهقته عقود من الحروب والصراعات والحرب الأهلية. وأن جره ليصبح في المركز من حرب بالوكالة تدور رحاها بين إيران من جهة والولايات المتحدة الأميركية وحلفائها الإقليميين من جهة أخرى سوف يتسبب في إلحاق أضرار غير قابلة للإصلاح باستقرارها ووحدتها، وستكون لذلك عواقب وخيمة على المنطقة بأسرها”. إلا أن جهود رئيس الوزراء ضاعت هباء، وكما يقول المسؤول العراقي: “لم يسمع له أي من الطرفين”.
يذكر أنه وفي يوم السبت، اتهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إيران بشن الهجمات على المملكة العربية السعودية، وأدان إيران بالانخراط في دبلوماسية مضللة. وقال بومبيو عبر صفحته في تويتر: “طهران وراء نحو 100 هجوم تعرضت لها السعودية في حين يتظاهر روحاني وظريف بانخراطهما في الدبلوماسية”. وأضاف أنه “وسط كل تلك الدعوات لوقف التصعيد تشن إيران الآن هجوما غير مسبوق على إمدادات الطاقة العالمية”.
إلا أن بومبيو لم يقدم دليلا يثبت مصدر الهجمات، وذلك بحسب ما جاء في تقرير لوكالة “رويترز” للأنباء.